خـربشـات
بقلم : لبنـى شبلـي ـ فلسطين

تحترق القيود ، على نافذة أمل..
عندما تحاول الغوص في جذورها ..
وكأنها تبحث عن بعضٍ مِن ظلال ضوء ..
(الأبيض)..
كبرعمة تلتهمها حرائق النسيان..
تسير بها كـ قطار .. تمتلئه آلام الأرض..
من ينهضُ الاخر .. ؟!

ثمة قيود تحتضر..
وراء تلك الخطوط الملتوية ..

فادي ،
"حين انهض عن غبارْ وطنْ ، مغموسا بشظايا البلور ..
اهمس له بنهاية .. : أبقَ كترابِ مطرْ ..
لترتعش الأرض ، بقلبْ ..

فادي ،
كيف امتطي صهوة الحُلم الممزوج بالألم ..
علمني كيف اكسرني .. على جسر مِن شتات الأمس..
علمني كيف اغفوا فوق اهداب طفلْ ..
علمني كيف امارس الصعود عبر الاوطان .. لأصل لأحظان جدي المدفونْ ..
علمني كيف أهرب إليكْ .. وقيودي تحترق !
هل ترى رذاذ المطر ..
يشبه جذور أمـي على تقاسيم وجهها الحنونْ ..
تذكرت ان لي مكانْ إلا هنااااااااك ..
عند أول عتبة مِن ضوء ..

رمضان ، لحديثك شجون يعلوا من بقايا صورْ ،
وهـُـنا :
"... تذكرت الوحل المغموس في حذاء جدتي .. عندما كانت تهرول صباحا عند اول خيطٍ من شروق ، الى نهر قريب ، تغسل بها ما تبقى من ثياب جدي المتسخة بالحشيش الاخضر.. وسنابل الأمل..
كانت تقول لنا .. : انظروا الى السماء ، سوف تمطر قريبا ..
كنا نتجه باعيننا الى فضاء الخريطة المرسومة باللون الازرق المستحيل ، نحاول ان نرى غيمة او بقايا منها ، ونستغرب حديث جدتي .. : كيف تمطر يا سّـتي ، والسما ما فيها غيمْ..
فتبتسم كأنها تعلم سر الغيماتْ ، لتقول لنا: سنرى ..!
تتركنا من جديد نترقب الخريطة بكل لحظة ، لنستعد في الدخول الى البيتْ ..
وما هي الا لحظاتُ تمر ، نرى بها فوجٌ من سرب غيمْ ، سيطر على خريطة السماء ، ولونها باللون الرمادي القاتم ، كأنه يقول لنا: هيا انصرفوا عن أرضي.. أريد ان اخوض المعركة الان..
بعضنا كان يهرب الى شرفة البيت ، والبعض الاخر يناظر المسافة التي ما بين الارض والسماء ، ويجهز كيسه الابيض ، لالتقاط حبات المطر ..
تمر الدقائق كأنها عصرٌ مجبل بالخيرات .. وها هي تمطر .. تبدأ بالرذاذ الذي يتساقط على اجسادنا ، يبللها من خطاياها ، ويغتسلها من جديد ..
وكأنها عملية نقاء ، تستعد لها فوائح الارض ، والسهول الخضراء ، وحصادنا المنتظر ان نقطفه .. عما قريبْ ..
بعضنا كان يقف شامخا ، كأنه يحارب حربه الخاصة ، ليقول للمطر: لن تهزمني ..
لكنه لا يصمد ليهرب الى حظن جدتي الممزوج برائحة دفئها ..
سبحان الله ... : كنا نسمعها تردد على مسامعنا في كل مرة كان المطر يزورنا ..
فتحدثنا عن حكايا قديمة .. كيف كانت الغيمة .. ومن ارسلها الينا ..
لنغرق في مخيلتنا .. وننام على وطنها .."

سأتوقف .. لاجمع اشلاء أرق ، غلفني ببعض سطورْ ..

(دمتما بنقاءْ)
_______________________
لبنـى شبلـي ـ فلسطين

تاريخ النشر : 11.09.2004