لـ هذا القبرْ .. بُكاء العصافير ..
بقلم : لبنـى شبلـي ـ فلسطين

لـ هذا القبرْ .. بُكاء العصافير ..
حين تحلق بأجنحتها الدامية ..
فوق جثةٍ مِن براءة ..
اغتالوا تفاصيلها .. في ليلة مظلمة ..



ضوء مِن قلبْ ينزف جرعة النارْ ..
توقده احطبة النائمون ..
فوق جزرٍ ومدْ ..
"عُذرا أيها الطفلْ
لستُ على علمٍ من أي بقعة أتيتْ ..
وكيف الوصول الى تفاصيل / كَ
لكنْ عـُـذرا.. ان قصرت يوما في حقكَ ..
واغفر لـي هذا الحضورْ .. فوق نسيانكْ.. "
*    *    *
تـتـفجر ينابيع اليقظة ..
بعصفٍ مجنون .. كنوافذٍ من لهيب الجسدْ ..
فوق مَجْمرةٍ من حرفْ ..
أضاء الورقْ ..
بظلٍ رمادي .. هطلت فوقه أوراق صفصافْ ..
تنهدت بـ نداء الصمتْ ..
*    *    *
ثمة قـلقٌ يمزقْ همسة الروحْ ..
بجرعة تطلقها الجراحْ ..
كـ قطراتْ مطر .. تحاول خمدْ الحقيقة ..
*    *    *
" عُذرا يا طفلي ..
لروحٍ انتفضت من فيض الدمْ ..
لتسكن سهولها ، أشواك حـُـلم ..

" لستُ على علمٍ من أي بقعة أتيتْ .. "
.
.
ثمة حـصارٌ يخنقه فضاءْ الأملْ ..
كـجرعة لـ ملحْ .. ينتشر في جسدْ ..
ينزع الخوفْ ، من لفحة مطرْ ..
تنذرنا بـسقوطْ ..
لـ / ملحمة إنتظار ..
تبعث ثـورة لعبور جسرْ ..
نصفه مبعثر ، والآخر ماتَ في ولادته ..
ولم تزلْ .. خريطة " الحذرْ " موردة في شرايين الوطنْ ..



"أيها الطفلْ ، يا نكهة السكر المبعوثة من أحشاء الأمومة ..
نحن من رصدنا عنكَ حُلم البقاءْ ..
فكل ما يحيطنا من معمعة الخطرْ ..
تختارنا لنكون فرائس ( ذنبْ ) .. "
*    *    *
"أنا لا أعرفك .. لكني عرفت الأشرار ..
رأيتهم يخبئون الشراك والضرر ..
في عُتمة من مفرْ ..
عند أول بابٍ من إتقانْ ..

عـذرا ، قد رأوا رعشتي.. وارضخوا عزيمتي .."
*    *    *
يا قوسَ الأغصان ..
اصعد إليهم لتحتفل الحقولْ ..
بخضرة اللون ..
وانتظر حضورَ الضوءْ ..
من سماء رحمة ..
تعانق ملائكته .. جسدكْ
_______________________
لبنـى شبلـي ـ فلسطين

تاريخ النشر : 11.09.2004