شكرا بارتيز
بقلم : جميل حامد

جميل حامد

انفضت القمة العربية وبقيت الجزائر الدولة الراعية والحاضنة والمضيفة رمزا فخريا لعام قادم لحين تسليم الشعلة للبلد المنظم للقمة العربية القادمة والله اعلم إن كانت ستعقد في موعدها أم سيتم تأجيلها على أرضية ما قد يطرأ على العرب وفي منطقة العرب خلال ألاثني عشر شهرا القادمة ...

انفضت قمة الاستجداء والتطبيع وبقي "بوس" اللحى والذقون أمرا شخصيا وفرديا ومناطقيا وشأنا داخليا... بعد خلو البيان الختامي من أية فقرة تمنع وتحرم العلاقة مع "إسرائيل" ...
نعم هاهم الفلسطينيون يجتمعون بـ "الاسرائيليين" وها هم ينسقون.. نعم إذا كان أصحاب القضية المركزية يطبعون فما عسانا نحن فاعلون... وإذا كان أصحاب القضية سائرون في حلول فلم نحن قاعدون... لسان العرب وحال العرب في قمة العرب...

بارتيز حارس مرمى المنتخب الفرنسي لكرة القدم كان له رأي آخر ولم يجد هذا الحارس العملاق المشهور بصلعته البراقة أي سبب يدعوه للسفر للعب في "إسرائيل" وهي تمارس سياساتها العدوانية والعنصرية ضد الفلسطينيين وأعلن جهارا وتكرارا على مدار الأسبوع بأنه يجب عدم السفر إلى تل أبيب وعدم اللعب في "إسرائيل" ..

بارتيز اغضب مدرب المنتخب المتعثر "دايموند دومنيك" كما اغضب الكيان العبري بقراره عدم السفر مع بعثة المنتخب الفرنسي إلى الدولة العبرية بل والأكثر من هذا فان "بارتيز" أفسح المجال لبديله ليسد مكانه في عرين حراسة المنتخب الفرنسي متخليا بذلك عن مكانته وموقعه ضمن أساسيي المنتخب وهو بالتأكيد يعلم بأنه قد يضطر للاعتزال في وقت لاحق بعد قراره بعدم التطبيع الرياضي مع الاحتلال الإسرائيلي..

حبذا يا سادة وعلى رأسكم العقيد الذي أتحف القمة وحاضريها ومتابعيها بنكاته العابره والساخرة لو تقدمتم بمشروع واحد يدعو "إسرائيل" إلى الكف عن مطاردة" بني العروبة" في كافة أنحاء المعمورة وليس في فلسطين حصراً !
حبذا لو حاولتم إغضاب أو على الأقل استفزاز هذه الدولة التي بتم تعترفون بها علنا ومن تحت "الإبط" لثنيها ولو قليلا عن استفزازكم في كسائكم وشرابكم ولا اريد التعمق اكثر .....؟!

أنا اعلم والملايين يعلمون أيضا بان شهرة بارتيز تفوق شهرة أعظم مسئول عربي بعد إنجازاته وفوزه مع منتخب بلاده بكاس العالم وكاس الأمم الأوروبية وهو بقراره رفض القدوم للعب في "إسرائيل" بعد أن أضاف لخزائن فرنسا كاسي العالم وأوروبا يضيف لمنتخب بلاده الاحترام والتقدير من كل حر في هذا العالم الخالي من الحرية

بارتيز شانه شان مايكل إيدن الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في الدولة العبرية عندما رقص وغنى في حفل توزيع الجوائز في ايطاليا السنة الماضية وهو مرتديا العلم الفلسطيني وشان راشيل كوري التي ألقت بنفسها تحت جنازير الجرافة الإسرائيلية ودفعت حياتها رفضا لسياسة بناء الجدار وهدم المنازل وتخريب الأرض الفلسطينية وشان غيرهم ممن اعترفوا بالحق الفلسطيني وبالإنسان الفلسطيني وممن انتزعوا من العرب وقمة العرب شرعية الاعتراف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرهم وابقوا للجامعة العربية وامينها العام حرية الاستجداء على ضريح جامعتهم التي لم يبقى منها سوى الكثير من الاستجداء على قبة الجامعة والقليل من المصداقية ..

عندما يتباهى زعيم دولة عربية برفضه الاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة ويقف زعيم آخر مدافعا عن حق اليهود في بترول العرب وثالث يدفع بالتطبيع مع الدولة العبرية على راس اولويات الأجندة العربية وآخرون يتمسمرون في كراسيهم بانتظار الحل القادم من واشنطن لم يبقى إلا أن نقول شكرا "بارتيز" فقد أثلجت صدورنا بعد ان تقرحت من قرارات القمة شكرا "أيدل" فقد كان اعترافك بحقنا عنوانا باهرا في ايطاليا - برلسكوني ورحمة عليك "راشيل" فقد فضحتي ما عجز عنه العرب.


Hjam32@yahoo.com

تاريخ النشر : 25.03.2005