هزيمة العسكر : الأسرى أعادوا صياغة
قانون الخدمة الإلزامية لجيش الاحتلال

بقلم : جميل حامد

جميل حامد

الانحناء في بعض الأحيان لشخص أو فئة أو مجموعة أو قائد أو شعب يقع ويصب في اتجاه الواجب الذي فرضته إنجازات أو إبداعات هؤلاء..

للأسف في عالمنا العربي ينظرون بعين واحدة وتكاد هذه العين لا ترى سوى الفضائح والهزائم والانكسارات وهي مسالة منطقية في ظل العور القسري الذي أصاب العين الأخرى كأحد استحقاقات اللحاق بركب العولمة وكجانب من التسابق الشرعي لتقديم الولاء لمركز القوة ومحور الهيمنة

شارون مرتكب مجازر صبرا وشاتيلا يمر هذه الأيام بأحسن حالاته وبمزاج إقليمي لم يحلم به حتى إثناء إصدار أوامره بارتكاب المجازر بحكم العوامل التي لازمت نشأته وترأسه لتنظيم إرهابي تمثل دوره في ارتكاب المجازر وترويع الفلاحين والمزارعين الفلسطينيين

ولان العرب لا يرون إلا يعين واحدة فقدوا القدرة على رؤية عيوب وهزائم " البلدوزر" الذي تعثر وتعثرت خطواته أكثر من مرة وعلى أكثر من صعيد بل وعجزوا عن رؤية أو فهم أو ترجمة اكبر هزيمة عايشتها حكومة " البلدوزر" ومر بها حزبه اليميني واكتوت بنارها مؤسسته العسكرية في الآونة الأخيرة من عمر الانتفاضة والصراع الذي يفترض حسب إشارات حسن النوايا يقترب من نهايته....!

الهزيمة التي لحقت بشارون وأجهزته الأمنية على وجه الخصوص لم تدخل في نطاق العسكرة ولا باتجاه العنف والقصف الجوي والاغتيالات ولم تنزف أية نقطة دم نتيجة المعركة التي دارت في أروقة “سجن مجدو "الذي يقبع به ألاف الفلسطينيون بل الأكثر من ذلك أن الأعلام كان غائبا بكل أوجهه عن ساحة المعركة التي طغت على العولمة الأمريكية للشرق الأوسط وانتهت بعولمة فلسطينية للسجانين والضباط "الإسرائيليين" الذين عادة ما يكونوا من النخب العسكرية في الجيش "الإسرائيلي" بحكم أن معتقل مجدو ليس سجنا مركزيا يخضع لمصلحة السجون "الإسرائيلية" بل تسري عليه قوانين معسكرات الجيش التابعة لهيئة أركان الاحتلال .

كيف حصلت المعركة وكيف تغيرت القوانين العسكرية بعد وصول نبأ الهزيمة إلى قيادة الجيش ؟

القصة لم تستدعي حشد الطاقات ولا استدعاء الدول دائمة العضوية ولا حتى استنفار وزارة الداخلية "الإسرائيلية" بما يتفرع عنها من أجهزة ولا دعوات لعقد مؤتمر لدول الجوار "الإسرائيلي" ولا دعوة شارون لمؤتمر تكنولوجيا المعلومات ولا لكل هذه المقالات التي تجعل من " البلدوزر" رجل القرن ورامبو الشرق الأوسط .

هزيمة جيش الاحتلال تمثلت في قدرة بعض الأسرى الفلسطينيين في شراء بعض ضباط الجيش "الإسرائيلي" في السجن المذكور وإقناعهم بتهريب" 600" موبايل وثلاثة أجهزة حاسوب " شنطة " إلى داخل السجن .

الصفقة التي اكتشف أمرها بعد دخول جزء منها إلى غرف المعتقل أصابت قيادة الجيش "الإسرائيلي" بالهوس ودفعته إلى تغيير قوانينه المتعلقة بخدمة ضباطه وجنوده في السجون وتحديد الفترة القصوى للخدمة العسكرية للسجانيين بشهرين للحيلولة دون تمكن الأسرى من تكرار مثل هذه الصفقات مع جنود وضباط الاحتلال

السؤال هنا هل عمى الألوان الذي أصاب عالمنا العربي يملك من الشرعية ما يمنح هذا المهزوم تأشيرة الدخول لعواصمنا العربية...؟

وبعد هذه الهزيمة التي لحقت بمؤسسته العسكرية هل إجرامه وإرهابه على الأرض وضد الفلسطينيين الأبرياء والعزل دليل ضعف أم دليلا على ضعفه في كسر شوكة الفلسطينيين.......؟

أليس من الأجدر بنظامنا العربي الخانع وشعوبه التي تسير على هواه أن تنحني للعولمة الفلسطينية التي وللمرة الأولى في التاريخ البشري يتمكن الأسير من صياغة قانون الخدمة العسكرية في دولة المحتلين... ألا يجدر بنا فعلا أن ننحني لذلك الأسير الذي فكك منظومة القوانين العسكرية في "إسرائيل" وأصاب قيادتها بالهوس الأمني .

Hjam32@yahoo.com

تاريخ النشر : 01.03.2005