رسالة مفتوحة من صحفي مصري إلى المحكمة العليا في باريس
إبراهيم نافع لم يكن يوما كارهاً لليهود .. بل داعية من أكبر دعاة التطبيع !
بقلم : أحمد هريدي محمد

17:33 04.08.02

السيد بودوان توفينو
قاضي المحكمة العليا في باريس
كاتب هذه الرسالة صحفي مصري عضو في الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين المصريين يهمه أن يضع بين يديكم عدة حقائق قبل مثول الأستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام بين أيديكم لجلسة التحقيق المحدد لها تاريخ 9 أغسطس 2002 لسؤاله في واقعة نشر مقال للكاتب الصحفي عادل حمودة بجريدة الأهرام اعتبرته الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية تحريضاً على كراهية اليهود , ونوضح الآتي :
أولا : إن اللوبي اليهودي يعلم علم اليقين أن إبراهيم نافع لم يكن يوما كارها لليهود .. بل هو داعية من دعاة السلام والتطبيع مع إسرائيل ولم يكتب مقالا واحدا منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وحتى الآن يغضب اليهود أو إسرائيل أو يخرج عن السياسية العامة للحكومة المصرية في علاقاتها مع إسرائيل .. و قد زاد نافع على ذلك وأصدر فتوى مفادها تكفير منفذي العمليات الفدائية ضد اليهود ، وأخرجهم من ملة الإسلام عندما وصفهم في كتاباته بجريدة الأهرام بالانتحاريين (!!) والمنتحر في شريعتنا الإسلامية كافر ، وقد أخرجت الأهرام برئاسة نافع كتيبة من رجالها ليشجبوا وينددوا بمظاهرات الشارع العربي ضد الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة , وخرج صحفي قيادي من الأهرام على العالم عبر شاشة التليفزيون المصري ليصب جل غضبه على المتظاهرين المصريين واصفا إياهم بالقلة الحاقدة والفئة المندسة والمخربة ، كما وصف ما تقدمه وسائل الإعلام العربية ضد إسرائيل بأنه حرب ميكروفونات !!
وتضم مؤسسة الأهرام الصحفية برئاسة إبراهيم نافع فريقا من الكتاب أصدقاء إسرائيل أعضاء تحالف كوبنهاجن من دعاة السلام والتطبيع .. انضم إليهم بقرار من نافع منذ شهور قليلة رجل أمريكا الدكتور مأمون فندي الباحث بوزارة الدفاع الأمريكية الذي أصر إبراهيم نافع على اختياره ككاتب ينتسب إلى اسم الأهرام رغم تطاوله فيما نشرته له صحيفة أمريكية على الرئيس المصري ومطالباته بالتدخل الأمريكي في شئون مصر !!
كما كان إبراهيم نافع هو أول رئيس تحرير عربي يوافق على تشغيل يهودي كرسام للكاريكاتير في صحيفة الأهرام ، ولم يتراجع نافع عن هذا القرار إلا بعد هجوم شديد شنه الصحفيون المصريون ضد هذا الرسام وبعد أن تجاوز هذا الرسام حدوده في الرد على مؤسسة صحفية مصرية .
ثانيا : إن ما ينشر في صحيفة الأهرام لبعض الكتاب والصحفيين ورسامي الكاريكاتير من أعمال تغضب اللوبي اليهودي يتم تحت حماية القانون المصري وأحكام المحكمة الدستورية العليا في مصر التي جعلت الكاتب هو المسئول الوحيد جنائيا عما يكتبه ، وأبرأت ساحة رئيس التحرير ورئيس مجلس إدارة الصحيفة التي تنشر هذه الكتابات ، وبالتالي هناك حماية قانونية مصرية يتحرك في ظلها رؤساء التحرير في مصر ومن غير المعقول أن يراعي الصحفي المصري فيما يكتبه قانونا ينظم العمل الصحفي في فرنسا أو جنوب أفريقيا أو غيرها فالذي يحكمنا كصحفيين في مصر هو القانون المصري !!
ثالثا : إن هذه القضية قد تستهدف فيما تستهدف ممارسة المزيد من الضغوط اليهودية على الرئيس المصري حسني مبارك والحكومة المصرية باعتبار صحيفة الأهرام هي الصحيفة شبه الرسمية للدولة وباعتبار إبراهيم نافع رجل من رجال الرئيس مبارك - وحسب تعبير رجال إبراهيم نافع داخل مؤسسة الأهرام - فإن إبراهيم نافع يمثل مكانة خاصة لدى الرئيس المصري ويلقى المساندة الكاملة في كل تحركاته وتصرفاته ، وقالوا إن الرئيس مبارك وعد السيد إبراهيم نافع -رغم اقترابه من سن السبعين من عمره - بالاستمرار في منصبه بالأهرام مدى الحياة ، وبالتالي سيظل نافع في موقعه مصريا وعربيا مهما حدث !!
رابعا: لقد رضخ السيد إبراهيم نافع لرغبة اللوبي اليهودي وأمر بحذف مقال الكاتب الصحفي عادل حمودة (موضوع القضية) من على صفحات جريدة الأهرام المنشورة في موقعها على شبكة الإنترنت محاولا ترضية اليهود دون جدوى , بل إن الحملة الإعلامية العربية التي نظمها رجال نافع حول هذه القضية حرصت على إخفاء اسم عادل حمودة وتجهيله في كل ما ينشر في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع !!
السيد قاضي المحكمة العليا في باريس :
ومما سبق يتبين أن اللوبي اليهودي كان يستهدف أغراضا أخرى غير اقتضاء حق يدعيه ضد إبراهيم نافع في مقال لم ولن يكتب مثله (!!!) فتاريخ نافع ككاتب وصحفي أو كمسئول عن صحيفة الأهرام يقطع بعدم وجود خصومه بينه وبين اليهود , وبذلك تنتفي أسباب الدعوى مما يدفعنا إلى المطالبة برفضها ووقف كافة الإجراءات المترتبة على تحريكها .
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

القاهرة في 4 أغسطس 2002
أحمد هريدي محمد
صحفي مصري

ahmedharidy2@hotmail.com