الولايات الأمريكية في المنطقة العربية والاحتلال القادم !!
بقلم : أحمد هريدي محمد

19:18 17.09.02

لا يوجد في قاموس الكلمات مسمى آخر للمخططات الأمريكية التي تستهدف العالم العربي سوى أنه احتلال .. فمن الخطأ أن نسميه استعمارا كما كان المؤرخون يطلقون على الاحتلال الفرنسي أو البريطاني .. لأن الاستعمار يعني الإعمار والتعمير لكن ما تفعله الجيوش الأمريكية لا يتضمن سوى معاني التدمير والتخريب !!
فنحن لا نجد مسميات أخرى لما فعلته القوات الأمريكية في أفغانستان ؟!!
لقد ذهبت إلى بلاد الأفغان فأهلكت الحرث والنسل ، وبددت أموال الشعب الأمريكي في حملات قصف طالت اليابس والأخضر وقتلت الصديق والعدو .. و لم تحقق أهدافا سوى تنصيب الحاكم الأمريكي حامد كرزاي الذي أراد لوطنه السابق أفغانستان أن يكون ولاية أمريكية .. وكان كرزاي وقادته في أمريكا يحلمون باستقرار تخلقه القبضة الحديدية للقوات الأمريكية بالاشتراك مع قوات الحلفاء .. لكن كرزاي فشل في أن يحقق الاستقرار حتى لنفسه أو رجاله وبات هدفا لمحاولات الاغتيال التي حصدت وأصابت وستصيب رجاله واحدا تلو الآخر !!
ولم يجد الشعب الأفغاني في الإحتلال الأمريكي سوى الفقر المدقع وسلطة العصابات التي تجوب أفغانستان سلبا ونهبا وقتلا .. حتى أن بعض القبائل الأفغانية باتت تترحم على ايام طالبان !
إن الشارع العربي أصبح واعيا للتجربة الأمريكية في أفغانستان فلم يعد من السهل عليه ابتلاع الخديعة الأمريكي هذه المرة !!
ولن ينتظر المواطن العراقي حاكما أمريكيا من وع كرزاي.. ولن يقبل العراقيون أن تتحول بلادهم إلى ولاية أمريكية جديدة في المنطقة العربية .
ولن تصمت الشعوب العربية على قوات الاحتلال الأمريكي التي ستدمر ثروات الوطن العربي وتحول أفراح أهله إلى أحزان ووربما تقصف كل عرس يفجر فيه أطفال العرب بالونات الزينة !
لقد بات واضحا أن المخططات الأمريكية لا تقف عند حدود العراق وإنما تمتد إلى مصر وسوريا وليبيا .. مع الاعتذار عن الخطأ في ترتيب الدول بما يخالف جدول الضرب الأمريكي !!
وقد قدم شارون في تصريحاته ملامح هذا المخطط عندما وزع الاتهامات الجاهزة على سوريا تارة وليبيا تارة أخرى فنجده يتهم هذه الدولة بدعم الإرهاب ويتهم الأخرى بامتلاك أسلحة نووية ، ولا مانع من دعم هذه الاتهامات بتقارير صحفية تؤكد هذه الاتهامات .
لقد أعلنها شارون بشكل غير مباشر وأكد باتهاماته أن عدة دول عربية مدرجة في جدول الضرب الأمريكي ، وتعلمون جميعا أن أحلام قادة إسرائيل أوامر للإدارة الأمريكية !!
وإذا كان قطار الاحتلال الأمريكي قد أدار قاطرته تجاه العراق .. فهل تنتظر الشعوب حتى تغسل أمريكا يديها من دم الشعب العراقي ثم تلتقط أنفاسها تمهيدا لالتهام بلد آخر ؟
ينبغي على الشعوب أن تقول كلمتها .. ومن باب التعبير عن مواقفكم أدعوكم لمراسلة الرئيس الأمريكي بوش لتقولوا لا للعدوان على العراق .. لا للاحتلال الأمريكي القادم .
والبريد الإلكتروني للرئيس الأمريكي بوش president@whitehouse.gov
أما البريد الإلكتروني لنائب الرئيس الأمريكي تشيني vice.president@whitehouse.gov
قولوا لا للعدوان على العراق .. حتى لا تقولوا يوما : لا لضرب سوريا ، ولا لضرب ليبيا ، وربما نقول يوما : لا لضرب مصر !!

القاهرة 16 سبتمبر 2002
كاتب المقال عضو نقابة الصحفيين بالقاهرة
البريد الإلكتروني للكاتب

ahmedharidy2@hotmail.com