وقوف على الضريح
بقلم : د . فاروق مواسي

لكثرة ما سمع محمد من أصحابه عن قدراتهم الخارقة أصابته نوبة ملحة من
التساؤل : لماذا أنا لا .. ؟!
فهذا يصب الماء صبًا ، وذاك فعلها لخمس مرات وما زال كالعصفور . هذا فتن النساء ، وذاك يطلعه على رسائل شوق محترق يشي بأن وراءه ممارسة لحمية شرسة ... وقعد هو والله وشخص ثالث يتناجون ...
واتفقوا على أن يظل الشخص الثالث مستعدًا يقظًا وثابًا و" لعين الوالدين " طوال شهرين بالتمام والكمال .
سعد أولا بهذه الفكرة ، وبقي الشخص الثالث في أوج نشاطه مستوفزًا حتى عزت عليه أماكن العمل ، فكان يثور ويستبد حتى أصبح خطرًا ... عدوانيًا ... شرسًا .
وألقي بمحمد في السجن حتى يفتحوا .
تمنى محمد أن يهدأ هذا الجبار ، أن يغير أسلوبه ، أن يسكن وهيهات ، فالمدة لم تنقض ، والقرار قرار . ومات محمد ، وبقي الشخص الثالث يقظًا يكاد يفتق مواقعه بغضب ، فالباقي من الزمن شهر .
ووقف الشخص الثالث كالمئذنة منتصبًا على ضريح محمد .

د . فاروق مواسي
تاريخ النشر : 24.12.2004