أبـو جهـاد والوطـن
- إلى أستاذي حسن بشارة وقد غاب -
شعـر : د . فاروق مواسي

د . فاروق مواسي

كان صديقُنـا أبو جهاد
يروي لنا عن الوطنْ
            روايةً كأنها خلت من الشجنْ
يقول لي :
بلادُنا - الوفاءُ للسهول والجبالْ
تفيضُ بالجمالِ والجلالْ
بلادنا - طيورُها التي بحرفِـنا تغرّدُ
      ونبتُهـا الذي لوقعِـنا يُجـدّدُ
      وأرضُنــا ونبضُــنا
      وشربُــنا وعِشقُــنا
      حياتُـنا وموتُــنا
      وصوتُــنا الذي جـهَـرْ
وكم رأى أن القَتـــامْ
سينجلـــي ولا أَثــرْ

*            *            *

كان صديقُنــا أبو جهاد
على فضــاءِ سهلِــنا يموجْ
سنابلاً تحاورُ المروج
سألتُــهُ عن نغمـــةٍ
      ترنيـــمـةٍ ظلّــت هناكْ
      فهل أصابــها الهــلاكْ
    في صولــةٍ للأخطبــــوطْ
   قد مــــدَّ للردى الخــــــيوطْ
أجابنـــي :
أما سمعتَــــهُ الصـــدى
لصوتــــنا يحاورُ المـَـــدى ؟
وثمَّ مُقـــلتانْ
تعانقــــانِ لحنــــها الذي شــــدا
وتهزِجــــانْ
أنشودةَ الفــِـــدا

أما رأيتَــــهُ في نحــرِهـــم كيـــدَ العـــدا ؟

*            *            *

وكان أستاذي حســـنْ
يحاورُ الحروفَ للحــــياه
مُجــلجِــلاً فِـــداه
يُـضـيـئُــهُ سنــــاه
مِن فوقِ يأسِــــنا الذي يريــــنْ
في عصرنــــا هذا المَهـــيـنْ
يقولًُ :
" يا قدسُ أيــا قداسةَ المكانِ والزمانْ"
يردّدُ الصـــــدى صــــداه
"يا قدسُ يــــا قداســـــةَ الزمــــنِ والمكــــانْ"
فتلتــــقي الجـــباه
على عهودهــــا صلاه
لا تستكــــيـنْ
لأنّهـــا صلاه


د . فاروق مواسي
تاريخ النشر : 20:43 09.09.04

الرئيسية
سيرة إجمالية
مراسلة
الموقع
صفحة الكاتب