بكائية رمضانية
فادي عاصلة ـ عرابة

لناثر مسك الجرح محمد رمضان ، صاحب البيت لا يستأذن الدخول ، عرابة كلو بيوت عرابة بيتك ، فلن أطوفك الوطن ،أعذرني لن أطوفك الوطن ، بل أنت من يجب أن يطوفني الوطن ، فلن تغدو يوماً غريباً عليه ... أخي محمد رمضان دمت بنقاء ... أهدي إليك وللجميع ، قصيدتي حين زرعت في ما زرعت من نبض الكلمة ، فإليك كلماتي ... فتحية لك ولا جف قلمك ...
بكائية رمضانية
رمضان ...
كفكف دموعك بخدودنا ..
وإزرع جراحك ..
في صدورنا ..
رمضان ..
أهلاً ..
رمضان ..
مهلاً ..
رمضان تنمو سنابل الوجع ..
في عيوننا ..
ونجني حصاد الإباء المشتعل ..
في جنوننا
تعانق الرصاصة تارة فؤادنا ...
وتارة تعانق خدودنا ...
لكن الدمع لن يعرف حوارية الذل ...
يرسم معالم جفوننا ...
لا هدب العين يهتز لصلية ...
لا غراب البين يزيد البؤس ...
في القضية ...
لا النبض يرتجف لموت ...
ينمو في حقولنا ...
رمضان ...
أهلاً ...
رمضان مهلاً ...
فالنصر آت من صبر ...
يضمد جروحنا ...
رمضان ...
لا تبكي ...
فأغنيات العابرين ...
رمل الصحاري ...
تعود ...
خفقاً يشد زنودنا ...
والدم النازف في عمق
الواحات ...
نخيلاً ينير دروبنا ...
وزوابع الحرقة ...
ومنابع النقمة ...
وشك يلهب ظنونا ...
وعين تودع قوافل الشهادة ...
وأنهار الدم الغزيرة ...
وصوت من الخليج ...
وصوت من الجزيرة ...
رمضان لا يبكي ...
رمضان يشكي ...
سجوننا ...
الخالية الا من الضمائر ...
البالية كالمصائر ...
في سنونا ...
رمضان عاد ...
والعود وفاء ...
رمضان يحب الأعراب ...
رمضان عاد فرحاً لبيوتنا ...
رمضان لا يبكي ...
رمضان يشكي ...
فتطل من جنح الحنين ...
عين ساخرة الأنين ...
وقع الوجع له صدى في حلوقنا ...
وصوت مبحوح حزين ...
رمضان لا يشكي ...
رمضان يا عرب القمم ...
يبكي الإسلام ...
وفلسطين ...
ويبكي جوع الركعات
في خشوعنا ...
رمضان يبكي ...
العراق ...
حين فلت حصوننا ...
حين ذبنا خسارة في حروبنا ...
وأسر شيخ الأقصى ...
حين كان الأقصى ...
يبكي شرودنا ...
رمضان أمضي ...
وكفكف دمعك بخدودنا ...
فعهداً إن عدت ...
ستكون العراق ...
إسلاماً يشد جذورنا ...
وغزة نارة تلهب ...
عدونا ...
رمضان أمضي ...
وكفكف دموعك بخدودنا ...
فعهداً إن عدت ...
ستعانق شيخ الحق حراً ...
لتكتب ملحمة الإسلام ...
بالمتراس والسيف ...
نحتاً فوق ضلوعنا ...
ونهر وبحر ...
وحرب وصبر ...
ورقاب تعانق سيوفنا ...
رمضان أهلا ...
رمضان مهلاً ...
فالنصر آت ...
من صبر ...
يضمد جروحنا ...
فادي عاصلة ـ عرابة
10.09.2004