نصـر أكتوبـر العسكـري ... واستثمارات الثورة المضادة:
المقايضة على دور مصر .. (1)
بقلم : محمد فؤاد المغازي


محمد فؤاد المغازي
السادات..والشرعية الجديدة :
بعد السادس من أكتوبر 1973 لم يعد السادات بحاجة أن يستند في حكمه على شرعية الانتماء لنظام ثورة يوليو 1952. ولم يعد في حاجة إلي أن يكيل المديح لعبد الناصر، أو أن يدقق في حساباته مع الاتحاد السوفيتي.
لقد أصبح السادات مطلق اليد في كل شئ .. وأصبح في مقدوره البدء في اتخاذ الخطوات التنفيذية في بناء نظام معادي في توجهاته للمشروع الناصري.

وهكذا، أصبحت حرب أكتوبر 1973 تمثل حدا فاصلا بين مرحلتين .. مرحلة الثورة الوطنية والقومية، ومرحلة الثورة المضادة .. وَتـُمَهِّدْ بالإعلان عن ظهور قائد الثورة المضادة مدعما بالشرعية الجديدة التي خلقتها حرب أكتوبر، بالرغم من أن دور السادات في تحقيق نصر أكتوبر العسكري كان ضئيلا .. وينحصر فقط في إصدار قرار الحرب .. وهو قرار ما كان في مقدوره أن يتحايل عليه أو يلغيه رغم محاولاته المتكررة عبر تمديد فترات وقف إطلاق النار، ثم إعلانه المفاجئ لمبادرة 4 فبراير 1971 .. وبعدها حاول كسب الوقت من خلال إقامة اتحاد الجمهوريات العربية (مصر، وسوريا، وليبيا).

لقد غطت الضوضاء المصاحبة لمهرجان الانتصار العسكري عن حقائق كثيرة، وأسقطت ظلالا كثيفة حالت دون رؤية أدوار الآخرين. فكان التركيز على شخص السادات قائد الثورة المضادة، وإزاحة كل الأسماء التي كان لها الدور الأساسي في تحقيق نصر أكتوبر .. استبعد الشعب العربي في مصر، ومعه جمال عبد الناصر الذي لم يترك لمن سيأتي بعده غير إصدار قرار الحرب ورغم أنفه، واستبعدت أسماء قيادات عسكرية من أمثال الفريق أول محمد فوزي، والفريق الشهيد عبد المنعم رياض، والفريق سعد الدين الشاذلي وغيرهم.

كما لم يشار إلي الاتحاد السوفيتي بكلمة شكر عرفانا على ما قدمه من دعم حقيقي ساهم بشكل جوهري في النصر العسكري الذي نسب بالكامل إلي الرئيس السادات!!

كان الحديث في أجواء النصر العسكري مركزا وموجها إلى غرائز الناس، ويحمل للجميع الرخاء والسلام، ويعد الجميع أن سماء مصر لن تشهد هطول أمطار في فصل الشتاء فحسب، وإنما ستشهد هطول الدولارات الأمريكية طوال فصول السنة.
وسيتحقق للمصرين جميعا فرصة لم يعرفها تاريخ مصر العريض .. في أن يكون لكل واحد منهم (فيلا) مبنية بأحجار من نفس الأحجار التي بنيت بها الأهرامات، تدخلها الشمس والماء الساخن والبارد ..هكذا وعد السادات أبناء مصر. كما جري الحديث عن الثورة الزراعية، والثورة الإدارية .. والثورة الثقافية .. إلخ.

في هذه الفترة من الزمان .. لم تكن الغالبية من الناس في مصر مستعدة نفسيا أن تتذكر في وسط أحلام تنسجها أكاذيب رئيس الدولة وجهاز دعايته .. أن تستيقظ من أحلامها. . وكانت الناس على حق.
أليس من حق هذا الشعب العربي في مصر أن يحلم؟ ألم يكن هذا الشعب هو الذي قاتل؟ وهو الذي دفع تكاليف القتال؟ إذن، فليس إنسانيا أن تثار قضايا قد تفسد عليه فرحته بنصره، فكان في حاجة إلي فترة من النقاهة لا تثقل بمشاكلها على وجدانه بالهموم فقد نال نصيبه منها.. وأكثر.

وهكذا ظلت .. خطط السادات ومشاريعه محبوسة لا يمكنه الإعلان عنها، حتى جاءت حرب السادس من أكتوبر عام 1973 لتخلق له رصيدا سياسيا جرى تضخيمه بشكل مصطنع، ليكون نقطة البدء في انقلاب متكامل ومترابط في أهدافه ومبرمج في مراحله.

بدأ المشروع الانقلابي المتكامل للرئيس السادات بالتسليم بشروط الولايات المتحدة الأمريكية كاملة. وكان دور مصر واحدا من أهم القضايا الاستراتيجية التي جري التفريط بشأنها سواء بالمقايضة المتعلقة بأمن الرئيس وبقاء نظامه .. أو باستئجار الدور وتوجيهه لفرض تسوية سياسية على الشعوب العربية ترضاها إسرائيل من جهة، وتفتح أبواب المنطقة للسيطرة الكاملة للمشروع الغربي _ الصهيوني من جهة ثانية.

وقد ظهر هذا واضحا في إطار ما عرف بالاتفاق الإستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، ثم انضمت إليه إسرائيل في سنة 1974، ففي حديث لصحيفة "جيروزاليم بوست" في 16 إبريل 1982، صرح إسحاق رابين أنه:" في سنة 1974 كان هناك اتفاق بالتراضي بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وإسرائيل على مفهوم إستراتيجي واحد يرتكز على ثلاث نقاط:
أ _ إن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقود عملية السلام في المنطقة مع إبعاد الاتحاد السوفيتي تماما. وكذلك أوروبا الغربية.
ب _أن كلا من مصر وإسرائيل سوف تكونا حجر أساس توأمين في سياسة للمنطقة تقودها الولايات المتحدة.
ج _ أن عملية السلام سوف تتم على مراحل."

بعد إتمام الاتفاق الاستراتيجي بين نظام الثورة المضادة الذي أسسه السادات وتابع حسني مبارك حراسته وتطبيقه .. تحول دور مصر في محيطها العربي إلي النقيض الذي كان عليه في فترة الحقبة الناصرية، وأصبح المدخل لإحداث تغييرات جذرية شملت مجمل علاقات المجتمع العربي في مصر، داخليا، وعربيا، ودوليا.

هل كان السادات يجهل حقيقة..دور مصر؟
هناك من يقول أن خطأ السادات في تعاملاته مع دور مصر عائد لجهله بمكونات هذا الدور. وكان الأستاذ هيكل من بين من أشاروا إلي هذا النقص عند السادات.
" فلم يكن يفهم الطبيعية الحقيقية لمصر _ ولقد سطحها فيما كان يقوله عن أخلاق القرية_ لكن طبيعة مصر كانت أمرا مختلفا عن هذا التسطيح، وكذلك كانت علاقات مصر ببقية شعوب الأمة العربية.

ولقد استطاع فقط أن يفهم أن مصر هي القائد الطبيعي للعرب، لكنه أفترض أن العرب سوف يكونون مرغمين على إتباعه في أي طريق يختاره، وكان ذلك خطأ. إن جوهر القيادة وقوة الفعل الكامنة فيها مسألة أعقد بكثير مما كان تصوره.
لكنه لم يكن يرى ذلك. ولقد خلط في هذه المسألة بين الرئاسة والقيادة. فالرئاسة لها طاعة بالقانون، ولكن القيادة لا يمكن أن تمارس دورها إلا بالإقناع الكامل بأن الدور الذي تقوم به يعبر عما يشعر به الآخرون في ضمائرهم ويعجزون وحدهم عن تحقيقه. فالرئاسة سلطة، أما القيادة فدور وإذا توقف أداء الدور فان دعوى القيادة التي تترتب عليه تفقد حقها في أن تقود."

لكن الأستاذ هيكل يضعنا في حيرة من أمرنا. ففي نفس الكتاب ( خريف الغضب) ذكر لنا :" كان السادات كثيرا ما يعطي الانطباع بأن تصرفاته وليدة انفعالاته، ولم يكن ذلك صحيحا في المطلق. ربما كان صحيحا في بعض المسائل الصغيرة، لكنه في المسائل الكبرى كانت قرارات السادات دائما ما تجئ نتيجة حسابات طويلة. وإن كانت هذه الحسابات تدور وتجرى وتصل إلي نتائجها داخل شخصيته الخاصة والعوامل التي كونتها."

والسؤال: هل كان دور مصر في محيطها العربي من الأمور الثانوية والسطحية ولا تستدعي أن تأخذ من السادات قدرا من اهتماماته وحرصه؟ أم أن السادات كان يجهل بالفعل حقيقة دور مصر؟
الم يكفي ما ورد في الاتفاق الاستراتيجي حول دور مصر .. كي يستوعب ويفهم أن دور مصر هو النقطة المركزية في الاتفاق الاستراتيجي؟ وهو الجائزة الكبرى التي على أساسها تدفقت القروض والمساعدات المشروطة من الولايات المتحدة ومن حلفائها النفطيين.

وإذا سلمنا بعجز السادات عن فهم طبيعة دور مصر القيادية، فكيف نفسر _مثلا_ تهديدات السادات بأنه سوف يطلب من الشعب المصري أن يدير ظهره للعرب، وذلك ردا على الرفض الشامل من قبل الشعب العربي لمجمل سياساته خاصة المتعلقة بدور مصر في محيطها الإقليمي؟

وهل كان تغيير أسم الجمهورية العربية المتحدة وعلمها ونشيدها من الأمور التي تمر مرور الكرام وبغير أن تترك دلالة سياسية ومؤشرا على بداية التحول لدور مصر؟
الم يسمع السادات عن عروض المقايضة التي بذلتها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على مصر في مقابل تغيير وجهة دور مصر أو تجميده في محيطها العربي؟

ففي حديث جري بين الأستاذ أحمد بهاء الدين والدكتور محمود فوزي _أهم شخصية دبلوماسية عربية في القرن العشرين_ حول المقايضة على دور مصر في مقابل عودة سيناء، كانت شهادة د.محمود فوزي على النحو التالي:
" لقد عرضت سيناء على مصر وأنا في السلطة مرتين، مرة في عهد عبد الناصر ومرة في عهد السادات، وقد رفضا الرجلان العرض وأنا أشهد أمامك بذلك. وقلت له: أنا أصدق أن سيناء عرضت علينا ورفضناه..وعندما خطب جمال عبد الناصر وردد شعار "القدس قبل سيناء" أخذت هذا الشعار على محمل الضغط السياسي والعمل النضالي فحسب.
قال د. فوزي: لقد عرضت علينا سيناء مرتين ولكن بشروط لا يمكن أن يقبلها أي رئيس دولة مصري مهما كان اتجاهه. وسأل أحمد بهاء د. فوزي: ما هي هذه الشروط المستحيلة؟
أجاب د. فوزي: كانوا مستعدين لإعادة سيناء كاملة بلا زيادة ولا نقصان! أما الشرط المستحيل فهو: أن تخرج مصر من العروبة نهائيا وبجميع الأشكال!! يعني تصبح دولة شرق أوسطية أو دولة البحر الأبيض المتوسط، ولكن ألا تعود لها صلة سياسية بأي شكل مع ما يسمي بالعالم العربي..تصبح تركيا أو اليونان أو إيران في ظل حكم الشاة!
إن تركيا وإيران دولتان مسلمتان وفي مجلس الأمن مثلا يصوتان دائما ضد إسرائيل، ولكن الحرب مع العالم العربي، لا يعني أن تدخل تركيا أو إيران الحرب. هذا هو الموضوع المطلوب من مصر مقابل سيناء..ولا أصدق للحظة واحدة أن السادات سيقبل أو يستطيع أن يقبل ذلك.

ألم يصل إلي سمع السادات ما جري من حديث بين عايزر وايزمان والمشير عبد الغني الجمسي، وما تضمن من إشارات واضحة لا تفوت على تلميذ في المراحل الإعدادية :
" اسمع يا جنرال جمسي ! أنت رجل عسكري وأنا رجل عسكري .. وكلانا يعرف أن هذه المستوطنات _الموجودة في سيناء_ ليس لها أي قيمة عسكرية على الإطلاق .. ولكن المسألة سياسية تماما. إننا واثقون من نوايا السادات.

ولكن السادات لن يعيش إلي الأبد..فلنفرض أن خلافا نشب يوما بيننا وبين سورية أو الأردن مثلا .. ماذا يكون رد فعل مصر؟ هل هو الفعل التلقائي القديم بأن تكون مع الطرف العربي مخطئا أم مصيبا؟ وحربا وسلما؟ أم ستتصرف كدولة على علاقات مع كل الأطراف تميز بين المخطئ والمصيب وتكتفي بإدانة من تراه مخطئا؟ لو أننا نضمن استمرار هذه الروح الجديدة التي لم تمتحن بعد لأخلينا ليس المستوطنات فقط، ولكن لأخلينا النقب كله!! فلا مصلحة لنا في وجود جبهة مصرية نواجهها!

وعندما سمع الأستاذ أحمد بهاء الدين من المشير الجمسي ما قاله عايزر وايزمان .. استعاد ما قاله د. محمود فوزي عن مشاريع الولايات المتحدة وإسرائيل بإخراج مصر من العروبة، ورأي أن هذا المطلب قد تحقق بالفعل وعكس ما توقعه د. محمود فوزي:
" .... وشعرت يومها أن السادات قد سار بمصر فعلا في طريق مستحيل، وأن المسألة أخطر من مجرد عقد معاهدة صلح مع إسرائيل ووجدت في نوعية حملات السادات والإعلام الموالى له ضد العرب بعد كامب ديفيد. إن حفر الهوة التي تستحيل بها إقامة أي جسر مع العرب أمر مقصود لذاته وجزء غير مكتوب من الثمن."

ألم يسمع أو يقرأ السادات عما كتبه شيمون بيريز في عام 1968 حول دور مصر في محيطها العربي الذي وصفه على النحو التالي:
" ينبغي الملاحظة أولا، أن ثمة مرشحين عربا للصلح مع إسرائيل. هناك مرشحون من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة (مثلا لبنان، الأردن، تونس) لكن ما ينقص هو المرشح الأول. وهذا المرشح الأول كان دائما وسيظل أبدا..مصر. إن مفتاح السلم وخطر العدوان يوجد إذن في مكان ما على ضفاف النيل. مصر هي مقدمة الصف كما أنها أهم الدول العربية."

عن دور مصر في ظل قيادة عبد الناصر كتب شيمون بيريز:" علينا إذن أن ندرس موقف مصر تجاه الصراع العربي_الإسرائيلي: يبدو لي أن جمال عبد الناصر يؤمن لمصر، بشخصيته وسياسته، الانتقال من مصر القديمة، الملكية، الخاضعة للعوامل الأجنبية، المتخلفة، إلى مصر الحديثة الأكثر استقلالا، والتي سيزداد نموها في المستقبل أكثر فأكثر.

إلا أنه من الصعب أن يستطيع رجل واحد، أو جيل واحد، أن يؤمن انتقالا من هذا النوع نظرا لكبر الهوة وعمقها...إن طبيعة الحركة الناصرية لا تضمن إحلال السلم المطلق. فالواقع أن هذه الحركة هي حركة تبشيرية... فعبد الناصر في كتابه " فلسفة الثورة " يتحدث عن الدوائر الثلاث التي يريد أن يضع بلاده وحركته في وسطها (الدائرة العربية، الدائرة الإسلامية، الدائرة الأفريقية). فطموحه في مستوى القوى العالمية التي يشملها.

... لذلك فإن الوحدة العربية تحت ظل عبد الناصر لا يمكن أن تكون إلا وحدة سلبية. أعنى أنها موجهة ضد إسرائيل، حتى إذا عدل عبد الناصر عن مشاريعه العدوانية ضد إسرائيل وجد عليه أن يتخلى، حكما، عن كل أمل بتوحيد العالم العربي."

في جلسة ضمت كلا من الرئيس جمال عبد الناصر والسادات وهيكل، طرح عبد الناصر سؤالا تولي هو بنفسه الإجابة عليه:"هل تتصور أن الأمريكان سوف يتركون مصر في حالها عندما أذهب؟ وأجاب ناصر..لا تتصور لحظة أن ذلك يمكن أن يحدث. "ثم استطرد ناصر…من يدرى أنهم لا يقومون الآن بإعداد رجل مثل سوهارتو في مكان ما من صفوف الجيش".
وكانت ردة فعل السادات على ما قاله عبد الناصر:" لو أن أحدا دلني على مثل هذا الرجل وأين هو..لقطمت رقبته بيدي هاتين."

لقد نسى السادات في غمرة الأحداث ما قاله أمام جمال عبد الناصر، وأمام المؤتمر القومي عام،
ونسي أيضا ما قاله يوما لجريدة النيويورك تايمز الأمريكية، وما كرره أمام عدسات التلفزيون الفرنسي في 24/3/1971، وما دأب على ذكره في خطابه السياسي بصفة دورية، من تحديد لمناطق محرمة قال عنها أنه لا يملك الحق في الاقتراب منها أو اتخاذ قرار بشأنها، باعتبارها ثوابت لا تفريط فيها .. ولا تراجع عنها:
_لا اعتراف بإسرائيل، ولا تفريط بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
_ وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي العدو الأول للشعب العربي، وبأن هدفها الإستراتيجي هو القضاء على مصر ليتسنى لها القضاء على العرب.
_ لا لنزع سلاح سيناء.
_ إسرائيل عدو سافل وغادر.
وكرر السادات تحذيراته أمام الجميع وللجميع من أن من يقبل التفريط في تلك المبادئ هو خائن .. وأن: " شعبنا هنا سوف يحطم أي شخص يفكر في ذلك ".

وبذلك يكون الرئيس السادات هو أول من أتهم السادات بالخيانة .. وأعلن ذلك على الملأ.
وبذلك يكون الرئيس السادات هو أول من توقع اغتيال السادات .. وأعلن ذلك على الملأ.

كانت مأساة السادات أنه أعتقد .. أن ذاكرة الشعوب سلة بغير قاع.

للمزيد راجع تلك المصادر:

_ محمد حسنين هيكل. خريف الغضب.
_ محمد حسنين هيكل. عواصف الحرب وعواصف السلام
_ أحمد بهاء الدين. حوارات مع السادات.
_ شيمون بيريز. يوم قريب ويوم بعيد.
_ خطب وتصريحات السادات

محمد فؤاد المغازي

تاريخ النشر : 09.10.2004