كلكـم جـواسيـس
بهذه العبارة إنفجر الرمز المناضل عرفات في وجه أعضاء التشريعي المجتمعين معه لمناقشة كلمته الأخيرة يوم 18/8/04 وأتبعها بسيل من الشتائم والألفاظ التي لا تصلح للنشر! تلك الكلمة التي سبق وأن وصفتها بأنها فارغة المعنى والمحتوى وإجترار لشعارات عفا عليها الزمن وأنها كانت إصرارا على الخطأ بدلا من الإعتراف به والتي لم تمض غير أيام معدودات حتى أثبتت مجريات الأمور أنها كانت كذلك دون أية نية حقيقية من جانب الرمز لإصلاح أو غيره بل ذرا للرماد في العيون. عقلية الفاكهاني لا زالت مسيطرة على رموز أوسلو وخاصة كبيرهم الذي تحلو له دائما مخاطبة أعضاء تنظيمه أو حركته أو حكومته أو من يتبعه بالألفاظ النابية من فئة (الزنار ونازل) وبشكل مقزز أحيانا وهو ما يتقبله هؤلاء بسعة صدر ورضى وقبول! كيف لا وهو ولي نعمتهم وبيده أن يرفع فلان ويطيح بعلان وبيده الحسابات والأموال يغدقها على من يشاء ويمنعها كما يشاء وهم المستفيد الأول والأوحد إن رضي عنهم وقربهم إليه وأسوأ ما يمكن أن تصل إليه الأمور في نظرهم (علقة - أو مسبة- تفوت ولا حد يموت). هذه العقلية التي توحي لصاحبها أنه سيد مطلق ومن حوله عبيد يسبحون بحمده ولا يحق لهم إلا قول "آمين" لم تعد تطاق أو تحتمل في ظل ما وصلت إليه الأمور من وضع مأساوي نذبح فيه على رؤوس الأشهاد ونتهم بأننا المعتدون ببركات أوسلو العتيدة. رفض رمز النضال ورافع لواء الإصلاح (مع الإعتذار من المصلح الآخر دحلان!) إصدار المراسيم أو القرارات المطلوبة لتطبيق ما وعد به وبعد أخذ ورد وشد وجذب ومناورات بطولية ومقاومة أسطورية قبل الرمز إعطاء "رسالة ضمانات رئاسية" بدلا من المراسيم والقرارات على أن يتم الإتفاق النهائي عليها يوم الإثنين 23/8/04 ما جرى في الإجتماع المذكور يوم الأحد 22/8/04 له دلالات وإشارات هامة منها :
لست بحال من الأحوال في حالة تهجم أو إتهام ضد شخص بصفته الفردية بل هي حقائق عن من يتمتع بصفة إعتبارية ويدعي الرمزية والشرعية الثورية وغيرها. عرفات لو تنحى وقبع في منزله وأصبح مواطن كغيره لما تحدث عنه أحد ولكن أن يكون على قمة هرم أوسلو ويتفوه بمثل ما يتفوه به ويتصرف بشكل مرضي محرج فهذا أمر مختلف. التقدم في العمر ليس عيبا والمرض ليس عارا ولكن العيب والعار هو ما يجري ونسمعه ونراه ونتابعه كل يوم من مهازل مضحكة مبكية. كان من واجب الأعضاء المجتمعين مع عرفات الوقوف بحزم في وجه هذه الإهانات أو على أقل تقدير الإنسحاب. إعتراف عرفات بالأخطاء رغم تبريره لها ورفضه التراجع عن مواقفه السابقة والعقلية المتحجرة في التعامل وحالته النفسية المتدهورة كلها أمور تستدعي من المجلس التشريعي إن كان حقا يعتبر نفسه السلطة التشريعية المنتخبة لتمثل الشعب، عليه ممارسة حقوقه التي نص عليها دستور عرفات نفسه وعزله من منصبه في حال رفضه الإنصياع التام لمطالب التشريعي. لا حصانة لأحد عندما يتعلق الأمر بمصير شعب. المطالبة بتنحي أو عزل عرفات لاتعني القبول بمنطق المتمنطق دحلان الذي يحاول التسلق والتملق للوصول لأهدافه وأهداف من دفعوا له ودربوه وعلموه. شهاب الدين أضرب من أخيه ولا مفاضلة بينهما فهذا التلميذ من ذاك المعلم. كلما حاولت إقناع نفسي أن الأمور ربما تتحسن يوما ما في وجود سلطة أوسلو أكتشف إستحالة ذلك وكلما حاولت التغاضي عن ممارساتهم والتركيز على ما هو أهم أجد نفسي أمام فضيحة أو كارثة أو جريمة جديدة تستدعي الوقوف عندها. هذا هو المستوى الذي وصلت إليه السلطة الميمونة التي يفترض أنها تمثل الشعب وتعكس أخلاقه وعاداته وتدافع عن حقوقه! وهذا هو مستوى رئيسها الذي أصبح غير مؤهل لقيادة حتى سيارة ! ترى ما هو رد ودفاع من يتصدر دائما لهذه المهمة النضالية دفاعا عن الرمز الذي لا يخطيء أبدا؟ وترى ما هو جديدهم القادم ؟ د. إبراهيم حمامي طبيب وناشط فلسطيني لمراسلة د. إبراهيم حمامي تاريخ النشر : 22:01 23.08.04
|