من يساند قضايا المسلمين والعرب في الكونجرس ؟
بقلم: علاء بيومي /كاتب ومحلل سياسي - واشنطن

22:53 24.07.02

صوني كالاهان

(3) صوني كالاهان

تاريخ الميلاد: 11/9/1932
محل الميلاد: موبيل، ألباما
الديانة: مسيحي (كاثوليكي)
الخلفية المهنية: رجل أعمال
الانتماء الحزبي: الحزب الجمهوري
الدائرة الانتخابية: الدائرة الأولى بولاية ألباما
اللجان: الاعتمادات المالية
عدد دورات انتخابه: تسعة دورات
الهاتف: 001-202-225-4931
الفاكس: 001-202-225-0562
عنوان البريد الإلكتروني: www.house.gov/callahan
موقعه على الإنترنت: www.house.gov/callahan

نص المقال :
تتناول هذه المقالة شخصية ومواقف صوني كالاهان النائب الجمهوري عن الدائرة الأولى بولاية ألاباما والرئيس السابق ونائب الرئيس الحالي للجنة العلميات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات المالية بمجلس النواب الأمريكي، وهي اللجنة المسؤولة عن اعتماد المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة للدول الأجنبية كل عام وعلى رأسها إسرائيل.

وقد قررنا تناول مواقف صوني كالاهان ليس لكونه أحد أكبر مساندي قضايا المسلمين والعرب في أمريكا خلال الوقت الحالي وإنما لكونه مشروع هام لعضو مساند نسبيا لقضايا المسلمين والعرب خاصة في ظل مواقفه الأخيرة والتي كان أخرها معارضة الزيادة الأخيرة في المساعدات الأمريكية لإسرائيل والتي تقدر بمائتي مليون دولار، والتي أقرها مجلس النواب الأمريكية خلال الشهر الحالي.

وكذلك لأن كالاهان كما سنرى في بقية هذه المقالة استطاع - بمفرده تقريبا وخلال فترة عضويته القصيرة بمجلس النواب الأمريكية - الوقوف أمام اللوبي الموالي لإسرائيل وتحديه بل وإرغامه على تقديم العديد من التنازلات في أكثر من موقف.

وأخيرا لأن التأثير على أي عضو في موقع كالاهان يجب أن يكون هدفا لأية لوبي مسلم أو عربي واعي.

وأهمية كالاهان للوبي الإسرائيلي تنبع من الموقع الذي أحتله خلال الفترة من عام 1994 وحتى عام 2000 حين تولى رئاسة لجنة العمليات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات المالية بالكونجرس الأمريكي وهي اللجنة - كما ذكرنا من قبل - المسئولة عن اعتماد المساعدات الخارجية، وهي تمثل للوبي الإسرائيلي واحدة من أهم لجان مجلس النواب الأمريكي بالإضافة إلى لجنة الشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب.

وذلك لأن اللجنتين تتعاملان بصورة مباشرة مع السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل على صعيد دور أمريكا في حل أزمة الشرق الأوسط وعلى صعيد المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها أمريكا لإسرائيل.

وقد رصدت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل جوروزاليم ريبورت وجروزاليم بوست في شهر يناير من عام 2000 قصة صوني كالاهان مع اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة حين تحدثتا عن الشعور بالراحة الذي ينتاب هذا اللوبي بسبب تخلي كالاهان عن منصبة كرئيس للجنة العمليات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات المالية بمجلس النواب بعد انقضاء دورة رئاسته لها والتي بلغت ستة سنوات.

وبهذه المناسبة أخذت الوسيلتان الإعلاميتان تحصيان حجم المساندة الموجودة لإسرائيل بالكونجرس الأمريكية، وقد كانت جورزاليم ريبورت أكثر صراحة في هذا المجال، إذ أخذت تتحدث في مقالة نشرتها في التاسع والعشرين من يناير عن عدد الأعضاء اليهود بالكونجرس الذي يبلغ عددهم 27 نائبا بمجلس النواب وعشرة نواب بمجلس الشيوخ، واختصت جورزاليم ريبورت بالتحليل لجنتي العلاقات الدولية والاعتمادات المالية بمجلس النواب، وتحدثت عن خسارة اللوبي الإسرائيلي لجهود النائب اليهودي الأمريكي بنجامين جيلمان كرئيس للجنة العلاقات الدولية بسبب انتهاء دورة رئاسته لها، مما اضطره للتخلي عن المنصب للنائب هنري هايد، بينما انتقل جيلمان لرئاسة أحد اللجان الفرعية بلجنة العلاقات الدولية وهي لجنة الشرق الأوسط.

أما بالنسبة للجنة الاعتمادات المالية فقد احتفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتخلي كالاهان عن رئاسة أحد لجانها الفرعية الخاصة بالعمليات الخارجية والتي تولى رئاستها من بعد كالاهان النائب جيمس كلوب ممثل ولاية أريزونا.

وقد أفشت هذه التحليلات بعض أسرار اللوبي الإسرائيلي والتي يندر التعبير عنها في وسائل الإعلام الأمريكية الشديدة الحرص في كل ما يتعلق بإسرائيل أكثر من وسائل الإعلام الإسرائيلية ذاتها.

ومن أهم هذه الأسرار شعور اللوبي الإسرائيلي بقلة ومحدودية مصادر قوته حتى لو كانت كثيرة وذلك بسبب أنها محكومة أساسا بعدد الموالين لإسرائيل والذين يجدهم اللوبي الإسرائيلي بالأساس في النواب اليهود الأمريكيين، ثم في بعض النواب الذين استطاع اللوبي الإسرائيلي التأثير عليهم بالأموال أو بالأصوات.

والواضح - كما توضح التحليلات - أن اللوبي الإسرائيلي يهتم أساسا بالتأثير على أعضاء الكونجرس الذين يشغلون لجان هامة مؤثرة على مصالح إسرائيل، وفي الغالب ما يكون هؤلاء الأعضاء قبل احتلالهم لهذه المواقع بعيدين إلى حد كبير عن دوائر العلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية والتي يغلب على الأمريكيين عدم الاهتمام بها.

وينطبق هذا التحليل على صوني كالاهان والنائب جيمس كلوب الذي خلفه في رئاسة لجنة العمليات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات المالية، وينطبق أيضا على هنري هايد الرئيس الجديد للجنة العلاقات الدولية، فهم - كما توضح المصادر الإسرائيلية - ليسوا من المهتمين أساسا بقضايا السياسة الخارجية.

وما يحدث في العادة هو أن منظمات اللوبي الإسرائيلي تسرع بعد كل انتخابات تشريعية بدراسة مواقف أعضاء الكونجرس الموجودين لأول مرة في مواقع حساسة ثم تبدأ في التأثير عليهم من خلال شبكة علاقاتها بالناخبين والمتبرعين.

وفي العادة تنجح لأسباب عديدة من أهمها غياب دور عربي وإسلامي موازي لدور اللوبي الإسرائيلي والذي لا يجب المبالغة فيه، فاللوبي الإسرائيلي على الرغم من قدراته التي لا ينكرها أحد لا يمتلك عصا سحرية بل يستخدم أساليب معروفة ومتاحة جدا للجماعات الفعالة المنظمة المثابرة والمصرة على التأثير في السياسة الأمريكية.

وأحيانا يفشل اللوبي الإسرائيلي ولو فشلا نسبيا كما هو في حالة النائب صوني كالاهان والذي انتخب لعضوية مجلس النواب الأمريكي لأول مرة في عام 1984، والذي أتي إلى الكونجرس من القطاع المالي الأمريكي حيث كان يعمل كرجل أعمال.

ومن الواضح أن اهتمامات كالاهان بالسياسة الخارجية كانت قليلة وأنه عندما تولى في عام 1994 رئاسة لجنة العمليات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات المالية قادته اهتماماته وأفكاره إلى بعض الفلسفات التي لم تروق للوبي الإسرائيلي.

وسوف نحاول تلخيص بعض معالم هذه الفلسفة والتي تنطلق من فكرة أن الأمريكيين مثلهم مثل أي شعب أخر يهتمون بمصلحة بلدهم وقد رأي كلاهان أن من مصلحة بلده التقليل من مساعداتها الخارجية واستخدام هذه الأموال في سداد عجز الميزانية الأمريكية، وانطلاقا من هذه الفكرة بدأ كلاهان يفكر في كيفية تقليل هذه المساعدات.

وفي بداية عهده كرئيس للجنة العمليات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات المالية في أوائل عام 1995 بدأ كلاهان في تطبيق أفكاره برفض فكرة منح مساعدات خارجية لبعض الدول العربية مثل الأردن وسوريا إذا دخلت في معاهدات سلام مع إسرائيل.

وفي منتصف عام 1995 بدأت مشاكل اللوبي الإسرائيلي مع كالاهان حين اقترح فكرة تقديم مساعدات أمريكية لبعض الدول العربية مثل الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان في حالة توقيعها معاهدات سلام مع إسرائيل دون زيادة المساعدات الأمريكية للمنطقة وذلك عن طريق إشراك هذه الدول في المعونات التي تقدمها أمريكا لإسرائيل ومصر.

والواضح أن كالاهان كان يحاول التفكير في بعض الحلول الجديدة لمشكلة زيادة عدد مستقبلي المساعدات دون زيادة كم المساعدات نفسها، ولكن بالطبع الفكرة لم تروق للوبي الإسرائيلي.

وفي أكتوبر 1995 أعلن الكونجرس عن نيته عدم المساس بالمساعدات الأمريكية لإسرائيل ومصر والتي تبلغ 5.1 بلوين دولار أمريكي خشية من غضب اللوبي الإسرائيلي، في حين اقتطع الكونجرس مئات الملايين من الدولارات من مساعدات أمريكا الخارجية للدول الأفريقية وبعض صناديق التنمية الاقتصادية الدولية، وقد عبر كالاهان في ذلك الوقت من عدم موافقته على مبدأ عدم المساس بالمساعدات الأمريكية لإسرائيل ومصر.

وأرجو ألا يفهم من سردنا هذه أننا نؤيد خفض أمريكا لمساعداتها لدولة عربية مثل مصر، وإنما نحن نحاول فقط تلخيص حكاية صوني كالاهان مع اللوبي الإسرائيلي وملف المساعدات الأمريكية لإسرائيل.

وفي ديسمبر 1995 حذر كالاهان اللوبي الإسرائيلي بأن على إسرائيل أن تتوقع خفض المساعدات الأمريكية لها بسبب خفض أمريكا مساعداتها الخارجية عموما.

وقد بدأت مشكلة كالهان الحقيقة مع اللوبي الإسرائيلي في مارس 1996 حين عارض كالاهان مساعي كلينتون لمنح إسرائيل 100 مليون دولار كمساعدات إضافية لمكافحة الإرهاب، وفي ذلك الحين قدم كالاهان حجة هامة وهي أنه عاب على الرئيس كلينتون والحكومة الأمريكية فكرة استخدام المساعدات لتشجيع إسرائيل ودول الشرق الأوسط على تحقيق السلام، ورأي أن السلام له مقومات عديدة ولا يمكن تحقيقه فقط بإغداق الأموال الأمريكية، وخاصة في ظل المطالب الإسرائيلية المبالغ فيها حول تكلفة السلام، والتي بدأت تتحدث عن أن تكلفة توقيع إسرائيل لمعاهدات سلام مع جيرانها العرب خاصة في سوريا قد تتكلف عشرات البلايين من الدولارات التي يجب أن تفرها أمريكا كمساعدات لإسرائيل في حالة توقيع معاهدات سلام.

وأوضح كالاهان في ذلك الحين أنه لا يجب أن تنتظر الإدارة الأمريكية من الكونجرس أن يأتيها بالمال في أي وقت تشاء لكي تقدمه كمساعدات خارجية، وأن على الإدارة الأمريكية أن تنظر أولا في المساعدات التي تقدمها فعليا لدول كإسرائيل ومصر وإذا كانت هذه المساعدات تساعد فعلا على تحقيق السلام.

وقد بدا واضحا من هذه التعليقات أن كالاهان بدأ يفكر في جدوى الأموال التي تمنحها أمريكا لإسرائيل.

وفي يوليو عام 1996 وعلى أعتاب زيارة كان ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو القيام بها واشنطن تحدثت جريدة جروزاليم بوست في الثالث من يوليو 1996 عن نية صوني كالاهان الاجتماع بنتنياهو ومطالبته بأن تتطوع إسرائيل بالتنازل عن بعض المساعدات الاقتصادية التي تقدمها لها أمريكا بداية من عام 1998 حتى لا يضطر الكونجرس إلى تقليل هذه المساعدات دون رغبة إسرائيل.

وأشارت الجريدة إلى أن كالاهان يرى أن إسرائيل لا تستحق هذه المساعدات الاقتصادية بسبب وضعها الاقتصادي الجيد.

وفي أكتوبر 1996 بدأت بعض الصحف اليهودية الأمريكية مثل مترو وست جويش نيوز في الحديث عن كالاهان كمتشدد في معارضته للمساعدات الخارجية وكنائب هدد بتقليل مساعدات أمريكا لإسرائيل.

ولكن من الواضح أن اللوبي الإسرائيلي الأمريكي كان قد قرر في ذلك الوقت العمل مع كالاهان وليس ضده ومحاولة اكتساب تأييد كالاهان لإسرائيل، وقد اتضح ذلك المنهج في الزيارات التي نظمها اللوبي الإسرائيل لكالهان لإسرائيل، وفي الأموال التي منحها هذا اللوبي لكالاهان، حيث تشير مجلة واشنطن ريبورت أون ميدل إيست - وهي مجلة أمريكية مساندة لقضايا المسلمين والعرب في أمريكا - في عددها الصادر في مايو 2002 أن كالاهان تلقى خلال فترة عضويته بالكونجرس ما لا يقل عن 40 ألف دولار من اللوبي الإسرائيلي.

ونحن لسنا متأكدين تماما من السبب الذي دفع اللوبي الإسرائيلي لمحاولة جذب كالاهان وليس العمل ضده، وقد يعود ذلك إلى أن لكالهاان شعبية كبيرة في دائرته حيث حصل في انتخابات عام 2000 على 91 % من أصوات الناخبين بدائرته، وقد يعود أيضا إلى أن تأييد كالاهان لقضايا المسلمين والعرب قد حدث بشكل بطيء تدريجيا لم يزعج اللوبي الإسرائيلي، وهو ما يجعل كالاهان صديقا غير تقليديا للمسلمين والعرب في أمريكا.

وفي أوائل عام 1997 زار كالاهان إسرائيل زيارة لاقت عدم ترحيب من قبل الإعلام الإسرائيلي الذي شك في أن كالاهان يزور إسرائيل للحديث عن خفض المساعدات الأمريكية لها، وقد نفى كالاهان هذا واكتفى بالقول أنه يزور إسرائيل لبحث كيف تنفق المساعدات الأمريكية.

أما أصعب المواجهات بين كالهان واللوبي الإسرائيلي فقد حدثت مرتين على الأقل أحدهما في نهاية عام 1997 حيث هرب إلى إرسال شاب أمريكي إسرائيلي بعد ارتكابه جريمة قتل، وقد هدد كالاهان في ذلك الحين إسرائيل بقطع 200 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لها إذا لم يتم تسليم الشاب القاتل.

وقد أثارت القضية ضجة إعلامية داخل أمريكا وإسرائيل دفعت قادة أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية للتدخل للوساطة وحل المشكلة.

وفي أكتوبر 1997 أصدر قاضي إسرائيلي حكما بالمساح بتسليم الشاب القاتل، في الوقت الذي هاجمت فيه الصحف الإسرائيلية كالاهان لتهدديه إسرائيل بوقف المساعدات، كما لامت وسائل الإعلام الإسرائيلية كالاهان لضغطه على إسرائيل في عام 1996 للموافقة على منح الأردن حوالي 50 مليون دولار من حصتها بالمساعدات الأمريكية.

وفي السادس من نوفمبر 1997 كتب نيل شير المدير التنفيذي السابق لمنظمة إيباك أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي مقالة في جورزاليم بوس تتحدث عن خطورة الموقف الذي اتخذه كالاهان هو ورئيس لجنة الاعتمادات المالية روبرت ليفنجستون خلال أزمة تسليم الشاب الإسرائيلي الأمريكي القاتل، وحذر شير من خطورة الموقف الكبيرة، وخاصة في السرعة والعلانية التي لجأ بها كالاهان وليفنجستون إلى استخدام ورقة المساعدات للضغط على إسرائيل.

أما الأزمة الثانية فقد حدثت في أواخر عام 2000 حين هدد كالهان بحرمان إسرائيل من 250 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لها إذا مضت إسرائيل في بيع صفقة رادار مضاد لطائرات الفالكون للصين، وأوضح كالاهان خلال الأزمة أنه من الأجدى بأمريكا أن تضغط على إسرائيل مقارنة بدول أخرى لأن إسرائيل أكبر دولة مستقبلة للمساعدات الأمريكية في العالم ومع ذلك لا تتورع في بيع أسلحة وتكنولوجيا أمريكية طورتها بمساعدات عسكرية أمريكية لدول أخرى كالصين دون موافقة الولايات المتحدة.

ومرة أخرى نجحت ضغوط كالاهان في إرغام اللوبي الإسرائيلي وإسرائيل على التراجع.

أما بالنسبة لقضية خفض المساعدات الأمريكية لإسرائيل فقد أخذت خلال عام 1998 منحنى متصاعد حيث واصل كالاهان ضغطه لخفض المساعدات لإسرائيل مستغلا تصريحات ووعود قطعها بنيامين نتنياهو على نفسه في عام 1996 حين تعهد بالعمل على تقليل اعتماد إسرائيل على المساعدات الأمريكية.

وقد سار في عام 1998 حديث عن خطة عشرية تقوم فيها أمريكا بتقليل مساعداتها لإسرائيل التي تبلغ 3 بلايين دولار (منها 1.8 مساعدات عسكرية و 1.2 مساعدات اقتصادية) وذلك بزيادة المساعدات العسكرية إلى 2.4 بلايين دولار وتقليل المساعدات الاقتصادية تدريجيا.

والأهم من ذلك أن كالاهان بدأ في اتخاذ مزيد من المواقف المساندة لقضايا المسلمين والعرب، ففي يوليو 2001 عارض كالاهان قرار الكونجرس الخاص بوقف المساعدات الأمريكية للبنان. وفي أكتوبر 2001 انضم كالاهان لتحالف ضم بعض أفضل أصدقاء المسلمين والعرب في الكونجرس الأمريكي لمساندة مشروع قرار متوازن قدمه النائب الكبير جون دينجل بخصوص إنهاء العنف في الشرق الأوسط.

وفي الثاني من مايو 2002 امتنع كالاهان عن تأييد قرار أصدره مجلس النواب للإعراب عن تأييده لإسرائيل.

وفي الرابع والعشرين من مايو من العام الحالي انتقد كالاهان قرار مجلس النواب الأمريكي بمنح 200 مليون دولار كمساعدات إضافية لإسرائيل، مطالبا بأن تنفق أمريكا أموالها في الشرق الأوسط بشكل أكثر عدالة ومساواة.

كل هذه الدلائل والمواقف الهامة التي اتخذها سوني كالاهان مؤخرا في تأييد قضايا المسلمين والعرب تشير إلى أن هذا النائب بمنصبه الهام في لجنة الاعتمادات المالية والذي تعرف على قضايا المسلمين والعرب من خلال موقفه المعادي للمساعدات الخارجية انطلاقا من مصالح أمريكا البحتة قد بدأ بالفعل يسير في اتجاه مساندة قضايا المسلمين والعرب بعدما تعرف عليها عن قرب وشعر بانحياز أمريكا غير العادل لإسرائيل.
- نهاية المقالة -
الأستاذ علاء بيومي مع التحيات