من يساند قضايا المسلمين والعرب في الكونجرس ؟
بقلم: علاء بيومي /كاتب ومحلل سياسي - واشنطن

22:07 20.07.02

بوب بار

(2) بوب بار

تاريخ الميلاد: 5/11/1948
محل الميلاد: أيوا سيتي، أيوا
الديانة: مسيحي (مثوديست)
الخلفية المهنية: محامي
الانتماء الحزبي: جمهوري
الدائرة الانتخابية: الدائرة السابعة بولاية جورجيا
اللجان: الخدمات المالية، الإصلاح الحكومي، والقضاء
عدد دورات انتخابه: أربعة دورات
الهاتف: 001-202-225-2931
الفاكس: 001-202-225-2944
عنوان البريد الإلكتروني: barr.ga@mail.house.gov
موقعه على الإنترنت: www.house.gov/barr

نص المقال :
نتناول في المقالة الحالية جهود النائب الجمهوري بوب بار ممثل ولاية جورجيا، والذي ينتمي إلى اليمين الأمريكي أو التيار المحافظ، والذي يركز على مجموعة مغايرة من القيم والأولويات السياسية وعلى رأسها القيم الدينية المحافظة وقيم الليبرالية السياسية التي تركز على الحد من سلطات الحكومة في مواجهة المجتمع المدني وحرية التجارة الدولية والحفاظ على السيادة الأمريكية في العالم.

الدرس الهام الذي أحب الإشارة إليه هو ضرورة الاهتمام بقطبي النظام السياسي الأمريكي وهما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري معا وفي أن واحد، فهما يقتسمان معا مراكز القوى داخل النظام السياسي الأمريكي، ويصعب تمرير أية قوانين دون موافقة قيادات الحزبين داخل الكونجرس عليها، وهذا يحتم على المسلمين والعرب أن يوثقوا علاقتهم بالحزبين معا وفي نفس الوقت، فليس من مصلحة المسلمين والعرب الاهتمام بكتلة حزبية واهمال الأخرى حتى لو غلب على الكتلة الأخري الاهتمام بقضايا المسلمين والعرب، ومن هنا تأتي أهمية تناول دور بوب بار كنائب جمهوري مساند لحقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا لأن وجوده في مساندتهم خاصة في أعقاب أحداث سبتمبر الماضي أعطى انطباعا ايجابيا باهتمام اليمين واليسار الأمريكيين معا بقضايا وحقوق المسلمين والعرب في أمريكا.

ويفخر بوب بار بأجندته المحافظة المتدينة التي تؤكد على قيم الأسرة والتدين وتحريم الإجهاض ، وعلى قيم الحرية واحترام الخصوصية الفردية، وعلى الحد من دور الحكومة في حياة الشعب الأمريكي عن طريق خفض الضرائب والحد من السلطات الأمنية، وعلى دعم السيادة الأمريكية في العالم.

ويفتخر بوب بار أن المنظمات والمجلات المعبرة عن الاتجاه السياسي الأمريكي المحافظ - مثل مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) وتصنيف اتحاد المحافظين الأمريكيين للكونجرس - وضعته - بسبب مواقفه - على قمة تصنيف أعضاء الكونجرس الأمريكي المحافظين سياسيا.

وبوب بار هو عضو بتجمع أعضاء مجلس النواب الأمريكي المعارضين للإجهاض      (Pro-life Caucus)، وقد قام بوب بار خلال عضويته في الكونجرس برعاية أكثر من قانون يرعى حقوق الأسرة ويحرم الإجهاض، فعلى سبيل المثال قام بار في شهر فبراير من العام الحالي برعاية مشروع قانون يحد من سلطة الشباب القاصرين على السفر من ولاية إلى ولاية أخرى للحصول على تصاريح بالإجهاض دون موافقة آبائهم، وعن هذا القانون يقول بوب بار "يجب أن يكون الأباء على علم كامل بما يحدث لحياة أطفالهم، وخاصة في النواحي المتعلقة بصحتهم وسلامتهم ? وهذا المشروع سوف يمكن الأباء من الاعتماد على القانون في حماية حقوقهم الأبوية وصحة أبنائهم، فلا يجب السماح للمراهقين بالسفر إلى ولايات أخرى لإجراء جراحات خطيرة أو لإجهاض حياة أخرى دون حتى علم آبائهم".

ويميل بوب بار إلى بعض جماعات تجارة الأسلحة في الولايات المتحدة مثل      (National Rifle Association) وكذلك إلى بعض الجماعات المسيحية مثل التحالف المسيحي (Christian Coalition).

والواضح أن كثير من المسلمين والعرب قد لا يرحبون بعلاقة بوب بار بالجماعتين الأخيرتين وخاصة بالتحالف المسيحي والذي يقوده اليمني المتشدد بات روبرتسون، والذي تفوه أكثر مرة بعبارات مسيئة للإسلام، ولكننا كما أكدنا في السابق وكما سنوضح في بقية المقال أن لبوب بار مواقف أخرى عديدة مساندة لقضايا المسلمين والعرب، وأن علينا أن نتعلم كيف نوسع تحالفاتنا داخل الكونجرس الأمريكي وأن نبني علاقاتنا تدريجيا بأعضاء مساندين لنا مثل بوب بار أو حتى بأعضاء غير مساندين لنا على الإطلاق.

وقبل أن أعدد مواقف بوب بار المساندة للمسلمين والعرب في أمريكا أحب أن أوضح مواقفه الفكرية والسياسية من قضية هامة مشتركة تقرب بوب بار دائما بمواقف المسلمين والعرب في أمريكا ألا وهي قضية حماية الحريات الفردية والمدنية وكيفية حمايتها من تدخل وسلطة الحكومة الفيدرالية.

فالواضح أن بوب بار وضع القضية السابقة على قمة أولوياته قبل وبعد الحادي عشر من سبتمبر، فقد كتب أكثر من مرة يعبر عن خشيته من تزايد تدخل الحكومة الأمريكية في حياة الأفراد، ومن أسباب خشيته هذه: التقدم التكنولوجي الكبير الذي وضع العديد من أدوات المراقبة والتصنت المتقدمة في يد الحكومة، وقد كتب في الثاني والعشرين من مايو عام 2001 ينتقد توسع السلطات الأمنية في استخدام كاميرات المراقبة في الشوارع العامة وإشارات المرور وفي أماكن أخرى عديدة، وأشار إلى أن المواطن الأمريكي العادي يتم تصويره بمعدل 30 مرة في المتوسط كل يوم، كما قال أيضا أنه يؤيد أية سياسات من شأنها تحقيق أمن وسلامة المواطنين بشرط ألا تتعدى على حرياتهم وألا تضع قدر هائل من السلطات في يد الحكومة دون مراقبة أو متابعة.

وبعد الحادي عشر من سبتمبر أكد بوب بار في أكثر من مناسبة على أهمية ألا تضحي أمريكا بالحريات من أجل الأمن وهي رسالة تتشابه إلى حد كبير مع رسالة كررها عضو الكونجرس الأمريكي المساند للمسلمين النائب جون كونيورز والذي يتولى أيضا عضوية لجنة القضاء في مجلس النواب الأمريكي مثله مثل بوب بار.

وفي بيان صدر عنه في الرابع والعشرين من سبتمبر وصف بوب بار أزمة أحداث سبتمبر بأنها امتحان حقيقي أمام الحكومة الأمريكي في مجال الحفاظ على الحقوق والحريات المدنية في أمريكا، وقال بار أن أمريكا نجحت في تخطي أزمات عديدة ولكنها فشلت أحيانا في الحفاظ على حقوق وحريات مواطنيها، كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وما تعرض له اليابانيون الأمريكيون في اعتداءات.

وحذر بوب بار على وجه الخصوص من التوسع في منح السلطات الأمنية مزيدا من الصلاحيات في عدة مجالات رئيسية وعلى رأسها التوسع في التصنت الهاتفي والإلكتروني، والتوسع في مراقبة المعاملات المالية، والتوسع في استخدام الأدلة السرية في تعقب واحتجاز المشتبه فيهم، والتوسع في مراقبة عملية الاتصالات الإلكترونية من خلال الإنترنت.

وفي المقابل ذكر بوب بار أنه يمكن تحقيق الأمن دون التوسع في منح السلطات الأمنية مزيدا من الصلاحيات، ويكون ذلك عن طريق زيادة كفاءة عملية تطبيق القوانين الموجودة من خلال تحديثها وتدريب القائمين على تنفيذها وزيادة قدرتهم على تطبيقها مستخدمين ذكائهم البشري بدلا من تعطيل هذه القدرات بزيادة اعتمادهم المفرط على التكنولوجيا ومزيد من القوانين التي تسمح لها بسلطات عديدة وتقلل من رقابة القضاء عليهم.

وقد كرر بوب بار مطالبه السابقة في بيان صدر عنه في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي وذلك بمناسبة مناقشة الكونجرس لعدد من القوانين المتعلقة بأمن المطارات الأمريكية، وحذر بار من أن يتحول الجدل السياسي المثار بين السياسيين الأمريكيين حول قضية أمن المطارات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر إلى خطابة وشعارات سياسية دون إدراك أن هذا الجدل يمس رؤية كل مواطن أمريكي لدور ووظائف الحكومة الأمريكية.

ورفض بوب بار فكرة توسيع دور الحكومة الفيدرالية في الإشراف الأمني على المطارات الأمريكية التي يبلغ عددها 28 ألف مطار، وقال أن الحل لا يمكن في توسيع البيروقراطية الحكومية أو في التوسع في منح السلطات الأمنية مزيدا من الصلاحيات، وإنما يكمن في تفعيل القوانين الموجودة وزيادة قدرة موظفي الأمن على تطبيقها، وزيادة مسؤولية المطارات في مجال حماية أمنها ومحاسبتها إذا قصرت.

وفي السادس عشر من يناير 2002 انتقد بوب بار فكرة المطالبة ببطاقة قومية أمريكية يحملها كل المقيمين في الولايات المتحدة تسجل جميع المعلومات الخاصة بهم، وقال أن هذه البطاقة إذا أصدرت سوف تكون أشبه بجواز سفر داخلي يحمله كل مواطن أينما ذهب وهذا شي مرفوض.

مواقف بوب بار العديدة المطالبة بحماية الحقوق والحريات المدنية الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر تقودنا إلى الحديث عن مواقفه المساندة للمسلمين والعرب بصفة عامة وخلال فترة ما بعد أحداث سبتمبر بصفة خاصة، وسوف أبدأ بالإشارة إلى فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.

فالواضح أن مواقف بوب بار العديدة المساندة لحماية الحقوق والحريات المدنية الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر جعلته أحد قادة ذلك التحالف الجديد لجماعات الحقوق المدنية الأمريكية الذي ظهر بعد الحادي عشر من سبتمبر والذي وضع قضية حماية حقوق المسلمين والعرب والأسيويين المقيمين في أمريكا على قمة أولوياته.

ويقود هذا التحالف مجموعة من أكبر جماعات الحقوق المدنية الأمريكية وعلى رأسها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (ACLU) بالمشاركة مع مجموعة من أكبر المنظمات المدافعة عن حقوق الأقليات في الولايات المتحدة وعلى رأسها الأقلية الأفريقية الأمريكية والأقلية الأمريكية اللاتينية. ولم تشترك في هذا التحالف أكبر المنظمات المدافعة عن حقوق اليهود الأمريكيين المدنية والتي رأى البعض المراقبين أنها انشقت عن التوجه الرئيسي لحركة الحقوق والحريات المدنية بعد الحادي عشر من سبتمبر بسبب اهتمام هذا التوجه بحماية حقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا.

وقد قاد تحالف ما بعد أحداث سبتمبر أكثر من حملة مشتركة للدفاع عن المعتقلين على ذمة تحقيقات الحادي عشر من سبتمبر والمطالبة بتوفير معلومات كافية عنهم وعن أدلة إدانتهم، وللمطالبة بعدم التمييز ضد المسلمين والعرب في أمريكا، وقد عقد التحالف الجديد مؤتمرا في التاسع عشر من يناير 2002 أعتبره المراقبون خطوة هامة على سبيل بلورة التحالف الجديد الذي يضع قضية الدفاع عن حقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا في بؤرة اهتماماته.

وقد كان بوب بار أحد أبرز القيادات الحاضرة في العديد من الفعاليات التي نظمها هذا التحالف الجديد، وزاد من أهمية حضوره كونه ينتمي للحزب الجمهوري وهو الحزب المسيطر حاليا على البيت الأبيض ومجلس النواب مما أعطى انطباعا هاما وضروريا بأن تحالف جماعات الحقوق المدنية الجديد يجد مساندة وقبولا من طرفي المعادلة السياسية الأمريكية وليس من اليسار المعارض فقط.

وتعود مساندة بوب بار لحقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا إلى ما قبل أحداث سبتمبر بكثير وتحديدا منذ عام 1996 والذي شهد تمرير قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب بعد أحداث أوكلاهوما سيتي (1995) وتفجيرات مبنى التجارة العالمي في أوائل التسعينات.

فقد كان بوب بار أحد المعارضين لتمرير قوانين الإرهاب في عام 1996 والتي طالبت بها حكومة الرئيس كلينتون الديمقراطية لمكافحة الإرهاب وخشي بوب بار كعادته من أثار تلك القوانين على الحقوق والحريات المدنية الأمريكية.

وهنا أحب أن أشير إلى أحد مفارقات النظام السياسي الأمريكي خلال السنوات الأخيرة، وهي أن قوانين مكافحة الإرهاب لعام 1996 طالبت بها حكومة بل كلينتون الديمقراطية وعارضتها القوى الجمهورية داخل الكونجرس، وذلك على نقيض ما حدث في عام 2001 إذ طالبت إدارة جورج بوش الجمهورية بتمرير قوانين مكافحة الإرهاب الأخيرة المعروفة باسم "باتريوت أكت" بينما عارضتها القوى الديمقراطية داخل الكونجرس.

وتكشف هذه المفارقة عن واحدة من أهم خصائص النظام السياسي الأمريكي وهي دور السياسات الحزبية داخل الكونجرس وداخل النظام السياسي الأمريكي، إذ يميل أعضاء الكونجرس الجمهوريون على سبيل المثال إلى مساندة أية إدارة جمهورية وإلى معارضة الإدارات الديمقراطية، بينما يميل أعضاء الكونجرس الديمقراطيون إلى عكس ذلك، وذلك لانتماء الحزبين إلى أيدلوجيات سياسية مختلفة، ورغم ذلك يتم تمرير قوانين متشابهة في كثير من الأحيان بغض النظر عن الحزب المسيطر على البيت الأبيض أو على الكونجرس.

ويشير ذلك إلى عدة حقائق هامة من الضروري أن يفهمها كل متابع لشؤون وأساليب عمل الكونجرس الأمريكي، ومن هذه الحقائق كون الاختلاف الأيدلوجي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا يعبر عن انقطاع تام، فهناك العديد من نقاط الالتقاء بين الحزبين على المستوى الإيديولوجي والسياسي.

ثانيا تتعدد نقاط القوة داخل النظام السياسي الأمريكي ولا تقتصر على الحزبين الرئيسيين أو على الحزب الأمريكي المسيطر على البيت الأبيض، أو حتى على الكونجرس ذاته، وإنما تمتد لتشمل العديد من جماعات المصالح القوية والتي تتميز بأهدافها الواضحة وأجنداتها الثابتة وعملها الدؤوب لتحقيق أهدافها واستصدار القوانين والسياسات التي تطبق مصالحها.

ثالثا يجب أيضا أن نفهم أن النظام السياسي الأمريكي نظام قائم على عدم السلطوية وعلى عدم تركز السلطة في يد واحدة مهما كانت، وتعني هذه الحقيقية أنه يمكن أن يكون لغالبية أعضاء الكونجرس والسياسيين الأمريكيين مواقفهم وقيمهم الخاصة التي يسعون إلى تحقيقها لإيمانهم بها حتى لو اختلفت مع أحزابهم أو مع قوى سياسية أخرى.

معنى هذا أن كون بوب بار نائبا جمهوريا لا يعنى أنه يتفق تماما أو يختلف تماما مع مواقف إدارة بوش الجمهورية، فبوب بار مثله مثل أي سياسي أمريكي لديه معتقداته وقيمه الخاصة التي يسعى إلى تحقيقها من خلال ما هو متاح له من موارد وإمكانات سياسية.

وأعتقد أنه لو تملك المسلمون والعرب القدرة على توفير تلك الموارد والإمكانات السياسية التي يحتاجها أي سياسي أمريكي لمساندة مواقفه السياسية لوجود المسلمون والعرب أن هناك العديد من أعضاء الكونجرس المساندين لهم والحاملين لأفكار وقيم تتشابه إلى حد كبير مع أفكارهم وقيمهم.

وعموما - وعودة مرة أخرى لمواقف بوب بار المساندة لحقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا - فقد ساند بوب بار حقوق وحريات المسلمين والعرب في عهد حكومة كلينتون الديمقراطية وفي عهد حكومة جورج بوش الجمهورية، وقد مثلت قوانين مكافحة الإرهاب لعام 1996 نقطة بداية تقارب بوب بار من المنظمات المسلمة والعربية، وفي عام 2001 زاد هذا التقارب زيادة كبيرة خلال حملة المسلمين والعرب الأمريكيين لإبطال قانون الأدلة السرية، والتي أشرنا إليها أكثر من مرة في مقالات سابقة خلال هذه المجموعة.

وأحب هنا أن أشير إلى أن الحملة التي بدأت في نهاية عام 1999 تبلورت في الكونجرس خلال عام 2000 من خلال تقديم مشروع لإبطال قانون الأدلة السرية قدمه النائب الديمقراطي الكبير ديفيد بونيور بالمشاركة مع النائب الجمهوري السابق توم كامبل والذي دفع ثمن مساندته لقضايا المسلمين والعرب بخسارته لانتخابات عام 2000 التشريعية، وفي عام 2001 سعى ديفيد بونيور إلى تمرير قانون إبطال الأدلة السرية بالتحالف مع قائد جمهوري جديد وهو بوب بار، وقد لاقت جهود ديفيد بونيور وبوب بار الساعية لحشد مساندة أعضاء الكونجرس لمشروع قانون إبطال الأدلة السرية لاقت قبولا واسعا بين أعضاء الكونجرس حتى أحداث سبتمبر 2001 والتي قلبت السياسة الأمريكية تجاه قضايا المسلمين والعرب رأسا على عقب.

وبالنسبة لمواقف بوب بار المساندة لقضايا المسلمين والعرب الخارجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فقد كان أخرها امتناعه عن تأييد قرار الكونجرس الأخير المساند لإسرائيل والذي مرره الكونجرس في الثاني من مايو والذي امتنع عن مساندته 82 نائبا بمجلس النواب الأمريكي و6 من أعضاء مجلس الشيوخ.

وقد امتنع بوب بار عن تأييد القرار الأخير مثلما امتنع عن تأييد قرار مشابه مرره الكونجرس مساندة لإسرائيل في الخامس من ديسمبر الماضي.

وفي النهاية أحب أن أشير إلى حقيقة كون مواقف بوب بار لا تتوافق 100 % مع قضايا المسلمين والعرب، فعلى سبيل المثال يتبنى بوب بار موقف متشدد تجاه العراق على عكس موقف النائبة سنثيا ماكيني التي تناولناها في المقالة السابقة من هذه السلسلة.

وقد أحببنا أن نذكر هذه الحقيقة - في نهاية مقالنا - حتى لا نتهم بالتغاضي عن بعض المواقف والتركيز على المواقف التي نتفق معها فقط، كما أحببنا أيضا أن نؤكد على درس أساسي ذكرناه في أوله هذه الدراسة وهو أنه ينبغي علينا كمسلمين وعرب أن نتعلم كيف نبني تحالفاتنا ونكافئ أصدقائنا ونتعامل بحكمة مع من يخالفونا الرأي. فيجب أن نشكر رجل مثل بوب بار على مساندته لنا في العديد من القضايا وأن نشجعه على مساندتنا في مزيد من القضايا، ولو طبقنا نفس القاعدة على بقية أعضاء الكونجرس لأصبح للمسلمين وللعرب مئات الأصدقاء بالكونجرس الأمريكي.
- نهاية المقالة -
الأستاذ علاء بيومي مع التحيات