أ. أيمن اللبدي
شاعروكاتب فلسطيني
ayman118@yahoo.com
15/5/2005

(هَيْلِنوسُ) الباقية ْ......

--*  *  *--

            (1)
(هَيْلِنوسَ) يا ابنة الآلهة الآنَ غفوْتُ
واستراحَ السَّفرُ المتعبُ ما عادَ فؤاديْ قادراً
أن يشتهيكِ وحدهُ
فانصبي جثتيَ الأخرى هناكَ
في شفاهِ الريحِ حرّى
ودِّعيها بسلامٍ كيْ تموتْ

(هَيْلِنوسَ) يا ابنة الآلهة الآنَ عفوْتُ
ودِّعي قلبيَ مسّاً عندما تشرقُ حيفا
واستريحي بينها والمتعبِ المخفيِّ سراً
عندَ بابِ المنتهى
ربما قد شاءتِ الأقدارُ عشقاً
أن نموتْ

(هَيْلِنوسَ ) يا ابنة الآلهة الآنَ حبوْتُ
وانتهى ما قد تغرَّبَ رماداً
في ثنايا صبحهِ الورديِّ والعهدِ المطيرِ
فارقبي أبطالَهُ الغرَّ اليتامى
بينَ عينيكِ بلا ساترَ ينسى
مسحةَ التفصيلِ في جمرِ الحكايا
واستعيدهم هنا
لحظةَ موتٍ لا تموتْ

            (2)
كيفَ تهواها (أكيلوسُ) وتنسى أنها وردتي
إنها أيضاً إلهي المستريحُ في ثنايا بحرها
غابةُ النارِ وزندي الجارحةْ
لا تقاومْ قُبلتي
واستعدْ صورتكَ الحبلى بوجهي
مثلما استعدتُكَ اليومَ فناراً
واسترحتُ بالوترْ

كلُّ أنيابِ الغزاةِ يا أخي هنا بلحمي راجلةْ
ليسَ (هكتورُ) الوحيدُ بينها
بعضها وجهٌ معادٌ ربما
غيرها تمشي على الصحراءِ دمعى
فالتمسها وحدتي
كلُّ آناءِ الليالي َ .....أنا فيها الخطرْ

آهِ يا أنتَ/ أنا هلْ نحتمي مِنْ سهمِ ماضٍ
أم نعيدُ المبتلى عذراءَ تروي غيَّها
من يكونُ الذابحُ المذبوحُ فيها
(هَيْلِنوسُ) تستحقُّ الحبَّ والغالي فداءً
تستحقُّ أن نموتَ/ أو لنحيا لها
يا (أكيلُ) إنَّ عقْبَيْنا هما الصحراءُ والنصُّ البكائيُّ البليدُ
ربَّما ليست لنا واستسهلوا أسماءنا
ربَّما نحنُ الصّوَرْ

            (3)
من يقولُ أنَّ رحلةً إلى البحرِ خديعةْ ؟!
انتهتْ حيثُ أرادوها غوايةْ
قبلَ أن يُعملَ قطّاعُ الكلامِ سيفَهم في نحرِها
ويصدرونَ المقصلةْ
دونَ عينٍ لا تراكْ
يا (أكيلُ) كاذبونَ
إنّهم جزءُ الوقيعةْ
يسلبونا بالحريقِ (هَيْلِنوسَ ) ثمَّ ينسونَ الحكايةْ
وإذا رفَّ الصباحُ أحرقونا باتجاهينِ وصاحوا :
هؤلاءِ زائدونَ في الروايةْ

من يقولُ أنَّ كثبانَ البقيعِ هيَ الفجيعةْ ؟!
والحروفُ غاوياتٌ في الذهابْ
بعضُها من بعضِ أسماءِ الضفيرةْ
إنما الجاني القبيلةْ
والدَّعيُّ واختزالات الهلاكْ
يا (أكيلُ) صابئونَ
بيتهم عصرُ الخطيئة ْ
والطقوسُ مستباحةْ
يسلبونا العرقَ ، عندَ الثأرِ يحيونَ القطيعةْ
منذُ شدادٍ وهم لونانِ في كلِّ المرايا
واحدٌ لليلِ قسراً والنهارُ للنهايةْ

            (4)
لستُ أبكيكَ ولا أبكي البطولة ْ
إنما أبكي الخرابَ في النوايا
وانهياراتِ الفحولةْ
واحتقاناتِ الترابْ
يُمنعُ النصُّ الصقيلُ من رثاءٍ غيرِ لبنى
وإذا ما قد تسامحَ دعا أن نستريحَ في الذهولْ
أيُّ بُشرى يا صديقي في الغياب !

جرعةُ التيهِ على دمعي مهولة ْ
هل تغرِّدْ في افتتانٍ بالضحايا !
أمْ تواصلُ وصلةَ الشكِّ في سفرِ الخؤولةْ
واختباراتِ الكتابْ
لا يدٌ في بيدقِ النسلِ غريبةْ
لا فمٌ في غابةِ القولِ سرابْ !

أينما كانتْ جذوري في المواعيدِ العجولةْ
أينما ألقيتُ عنقودَ الخطايا
أينما أشرعتُ منهاجَ الطفولةْ
أينما كانت حروفي باللغاتِ والجهاتِ مثقلة
أينما زفَّت إلى الحرفِ الخضابْ
أجملُ العشقِ ذهابٌ في الرهانْ
لا يهمُّ الآنَ أنواعُ النحيبِ على الحبيبةْ
إنما الباقي خطابٌ في العذابْ

            (5)
(هَيْلِنوسُ) ولها عشّاقُها
تصطفي منهم وجوهَ الآلهةْ
لم تغامرْ بافتتانٍ في السروجِ المارقةْ
ليسَ تُبقي فرصةً للمارقينَ والجناةْ
كلُّهم باغٍ وكلٌّ طاغيةْ
زائلونَ في اليبابِ
و (هَيْلِنوسُ) الباقيةْ

(هيَِْلنوسُ) الباقية ْ
تنتقي أزهارها دونَ استخارةْ
لن تُحابى بالنميمةْ
لن تُماطَلَ بميْتٍ كاذبٍ في كلِّ أخبارِ الجسدْ
حيثُ أركانُ الجريمةْ
دونَ لُبسٍ في ثناياها رعونة ْ
لفظتْ سُرّاقَها
واستراحت للأبدْ

(هَيْلِنوسُ) الباقية ْ
وأنا فيها شراعُ الأسئلةْ
حيثُ ريحي في اشتهاءٍ وقيام
كلّما نامت فراخُ السنبلةْ
قمتُ فيها من جديدٍ كالغيومِ العاصفةْ
فاستعدْني يا (أكيلُ) عشبَها
إنّها صدري وتمضي القافلةْ
(هَيْلِنوسُ) الباقية ْ...................

أيمن اللبدي
ayman118@yahoo.com
www.allabadi.com
15/5/2005