العرب أغبياء ولم يقدموا للبشرية أي شيء يذكر
إعداد : احمد منصور ـ المانيا

لا يمكن الثقة بالعربي فهو كائن جشع لا هدف له في الحياة إلا البحث عن الجنس واحتساء الخمر ... العرب أغبياء ولم يقدموا للبشرية أي شيء يذكر ، هذه العبارات يرددها على مسامع طلابه بشكل مستمر المدعو دافيد بقاعي وهو أستاذ يحاضر في جامعة حيفا العبرية .
ويبدو أن دافيد بقاعي هذا ، لم يقرأ التاريخ جيداً وبالتالي فهو لم يسمع بالجهود التي قام بها أصحاب الفخامة والجلالة والسمو العرب من أجل خدمة أبناء جلدته ، تلك الجهود التي لولاها لما كان هناك كيان اسمه "إسرائيل" على أرض فلسطين العربية .
لذا ارتأيت تذكير هذا المحاضر الجامعي ببعض من جهود حكام العرب وتفانيهم في خدمة أبناء عمومتهم الصهاينة :
  • في عام 1919 وأثناء لقاء حاييم وايزمان مندوب الحركة الصهيونية بالأمير فيصل إبن شريف مكة آنذاك ، اتفق الرجلان على ضرورة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين إلى جوار مملكة تشمل باقي الأقطار العربية الأخرى . وللتأكيد على صدق نواياه ، أرسل الأمير فيصل رسالة إلى زوجة حايم وايزمان ، ضمنها نصيحة لليهود بإظهار احتقارهم للفلسطينيين ، مؤكداً على أنه شخصياً لا يعتبر أن الفلسطينيين عرب .
  • في عام 1922 ، التقى الأمير عبد الله في حيفا بموشيه شاريت رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية واقترح عليه مشروع ضم فلسطين إلى إمارة شرق الأردن على اعتبار أن وحدة كهذه ستكفل لليهود موافقة العرب الرسمية على نشاطهم الاستيطاني في فلسطين ، الأمر الذي انطوى في حينه على تعهد الأمير عبد الله بوضع حد لمقاومة عرب فلسطين لذلك النشاط الاستيطاني .
  • في عام 1932 تم لقاء بين الشيخ مثقال الفايز ، زعيم عشائر بني صخر وكل من ناحوم سوكولوف وحاييم أرلوزوروف وموشيه شاريت وماير حسيدوف في فندق الملك داود بالقدس وتحديداً في يوم 27/11/1932 ، حيث صرح مثقال الفايز بأنه يتوقع تحسناً اقتصادياً في فلسطين بسبب دخول اليهود إليها وعبر عن خشيته بأن يقوم الفلسطينيون عندها ، بمحاولة استئثار تلك "النعمة" الإقتصادية لأنفسهم والامتناع عن مشاركة عشائر شرقي الأردن فيها ، لذلك فهو قد جاء ليؤكد على ارتباطه باليهود وأن هذا الارتباط قائم على "المصلحة العامة" .
  • في عام 1936 وحين تنبهت بريطانيا للمخاطر التي باتت تمثلها الثورة الشعبية الفلسطينية على المشروع الصهيوني برمته ، عمدت إلى مطالبة حلافائها العرب بالتوسط لدى قادة الثورة وممارسة الضغوطات عليهم لقبول هدنة مؤقتة ، وقامت بإرسال لجنة لتقصي الحقائق برئاسة اللورد بيل ، مما فسح المجال أمام الوكالة اليهودية لجلب المزيد من يهود اوروبا إلى فلسطين .
  • في عام 1948 دخل الجيش الأردني بقيادة بريطانية إلى جانب جيوش عربية أخرى إلى فلسطين لحماية كيان صهيون الوليد ، ضمن الحدود التي نص عليها قرار التقسيم .
  • في يوم 6 نيسان من نفس العام بعث المناضل عبد القادر الحسيني بالمذكرة أدناه الى الجامعة العربية بعد أن رفضت دعم رجاله بالسلاح وفي اليوم التالي استشهد بسبب نفاذ الذخيرة ، ثم سقط القسطل في أيدي اليهود ، وبعد 48 ساعة وقعت مذبحة دير ياسين .
  • في عام 2002 (للمقارنة فقط) أرسل الشيخ احمد ياسين رسالة يطالب فيها القادة العرب بمد يد العون للمجاهدين في فلسطين ولم يستجب أي منهم ، فسقط مخيم جنين بعد صمود أسطوري ، وبعد 48 ساعة وقعت مذبحة مخيم جنين .

  • أخيراً ، بودي أن يعرف الأستاذ الجامعي المدعو دافيد بقاعي ، بأن الحقائق التاريخية تؤكد على ان الجامعة العربية التي تأسست في زمن الإستعمار بطلب من بريطانيا وبهدف إيجاد جهة عربية رسمية قادرة على إقرار معاهدات تسليم فلسطين للصهاينية أمثاله ، لا تزال تلعب الدور نفسه ولا تزال على العهد ولن يتأخر أحد قادة الدول العربية المنضوية تحت رايتها في تقديم العون لكيان أبناء عمومتهم ، سواء كان ذلك في السر أم علانية .


    المصادر :
    - أرشيف مجلة شتيرن الألمانية
    - كتاب (جذور الوصاية الأردنية)
    - وكالات الأنباء