لا شيء يغمر أحاسيسي بالهدوء وسط أجواء الإنكسار العربي إلا رؤية بعض ملوك وأمراء وقادة العرب على الفضائيات ولعل تقديمهم في الصحون الفضائيه هو أفضل وجبة دسمة للمواطن العربي المقهور .
فأنا وعلى مسؤوليتي الخاصة حينما أراهم لا يخالجني أدنى شك بأننا كعرب لم ننهزم من فراغ وإنما ما يتوجب علينا هو أن نشكر الله لأننا حتى هذه اللحظة في حال أفضل مما نستحق .
أحيانا أكاد إنجرف لأقول لنفسي أن الفضائيات تقدم رسالة في تدعيم البنية التحتيه لنفسية الجماهير العربيه ذلك أنها تسهم في تكوين الوعي لأسباب الهزيمة عبر هؤلاء الرموز .. وكأنها تقول لنا .. من لديه مثل هؤلاء كقادة فماذا يحصد غير الجدب والقحط والبوار .
إضافة لقناعتي بهذا كله فإنني أستغرق لا في البكاء حينما أرى بعضهم وإنما تلفني موجة من الضحك .. فأنا لا تزغزغني كل فقشات دريد لحام ولا كل نكات عادل إمام بقدر ما تفتح شهيتي للضحك والقهقه صورة كصورة وزير خارجية قطر .. وتصريحات كتصريحاته ..
فلأول مرة على مسرح الكوميديا السياسيه يتجسد دور ((مسيلمه النفطي)) عبر هذه الشخصية المسماة بشيخ وزير الخارجية القطريه ..
وأروع الجوانب الفكاهية في هذا الشيخ أنه يعترف علنا بالخيانه بل وينظر لها على أنها فتح من فتوح الإستشراف السياسي .. وهو لأجل تسليط الأضواء على الصرصور داخل دشداشته يفرح أشد الفرح حين يواجه الكاميرات حتى ليكاد المرؤ يشعر بأن وزير خارجية قطر سيفلت من عقاله ..
أنا لو كنت مكانه .. ربما فعلت أكثر .. فسمو الشيخ حين يراجع ((قصة الأمس)) لأجداده وما كانوا عليه كبعض مطاريد الجزيرة ستأخذه العزة بالإثم وسيستحوذ عليه طموح أكبر وهو أن يتحول من شيخ الى إمبراطور ..
العائق الوحيد لتأسيس إمبراطورية آل ثاني أن هنالك آل أول .. وآل أول هم آل سعود .. هذا العملاق المتربع على كامل شبه الجزيرة تقريبا ولا يكاد يشعر بقطر وشيوخها إلا بمقدار ما يشعر فيل ضخم بنملة تتسلق سطح إصبع قدمه ..
لكن مسيلمه النفطي (وزير خارجية قطر) وجد الحل
الحل سهل ميسور وهو أن تتحول قطر لـ "إسرائيل" ثانيه في خاصرة السعودية
سألوه – لوزير خارجية قطر- ليحدثهم عن إنجازاته فقال : التسول .. انا أول من وضع نظرية التسول ..
((لله يا عم بوش .. لله يا عم شارون .. أعطوني دورا على المسرح))
مسكين هذا الوزير .. سوء حظه أنه حتى لو تعرى وجلس كما "خلقتني يا رب" فلن يستدر شفقة أحد ذلك أنه مثقوب بالجدري من رأسه حتى أخمس قدمه .. مسكين شيخ قطر هذا يطرح نفسه كطرف في معادلة مقابل السعودية .. يتنظر على أحر من الجمر .. أن يلاسنه ويرد عليه أي أمير سعودي لكنهم يمرون به مر الكرام ..
حسنا تفعل السعودية بهذه الأنفة وهذا الكبرياء .
|
الدكتور
محمود عوض مع التحيات
|