عادة ما ينقسم العرب تجاه أي خطاب سياسي إلى ثلاثة أقسام :
ثلث يحكم على أي خطاب قبل إلقائه وبذا لهم حكمهم المسبق .. وهؤلاء من مدرسة ((عنزة ولو طارت)) .. فليس لديهم جديد تحت الشمس خاصة في الكون السياسي .
الثلث الثاني يحكم على الخطاب السياسي بعد سماعه ... ليزعموا بأنهم كانوا يتوقعون ذلك بل وراهنوا على محتوياته ومضمونه من قبل إلقائه .
وأما الثلث الباقي فهم جيش المحللين والمعلقين والمتعطلين سياسيا والمتقاعدين عسكريا والمستوزرين في الطابور .. فهؤلاء جميعا لا يسمعون الخطاب السياسي ولا يقرأوونه .. ومع ذلك يشحزون ألسنتهم وتبدأ التحليلات والتعليقات والتوقعات ..
بمعنى آخر أن الأمة العربيه تفتقر إلى ثقافة الإستيعاب السياسي .. وكلنا تقريبا في النهاية يجمعنا قاسم مشترك هو ((مفهوم حط في الخرج))
عبر هذا المفهوم – حط في الخرج – سيكون حصادنا لكل ما قاله الرئيس بوش في خطابه الأخير .
لن نفهم مثلا أنه قال لنا بأننا (( لسنا المعنيين بخطابه وأن خطابه لم يكن موجها لنا )) وذلك لسبب بسيط ربما تحرج عن ذكره وهو أن ( العرب مجرد ظاهرة وليس وجود ) .. وأن ما يستقطب إهتمام بوش في المنطقة هو (( الأرض وليس الإنسان )) وأن النظرية الصهيونيه القديمه والقائلة (( فلسطين أرض بلا شعب )) هذه النظرية توسعت فأصبحت (( الوطن العربي كله أرض بلا شعب )) .
فما قاله بوش في خطابه من حقنا أن نقول فيه ( حط في الخرج ) إنما مع ملاحظة واحده هي أن بوش سبق أن دسنا ووضعنا في الخرج نفسه بمعنى أننا في الكون السياسي .. مجرد حالة فراغ .. صفر على الشمال ..
هذا ما قاله بوش بشكل مستفيض .. عرب يوك .. .. والإفاضة والإستفاضة بدأت بقوله .. عرفات يوك ..ذلك أنه على طريقة مواصفاته للعريس الفلسطيني (الرئيس الفلسطيني المتوقع) بأن يكون ديموقراطيا وغير فاسد فإنه أي بوش يقول ( لكل رؤساء العرب وملوكهم أنتم – يوك – والدور سيلحقكم إبتداءا من عرفات مرورا بعبد الله الثاني وصولا إلى عبد الله الرياض .. أليسوا كلهم فاسديين وغير ديموقراطيين .
بوش في خطابه الأخير أعلن الحلاقة .. سيحلق لعرفات على الصفر .. بينما ينقع رؤوس الآخرين فوق كراسي الإنتظار ..
هذا هو أهم ما جاء في خطاب بوش وهو أنه (( صانع قادتنا وملوكنا )) .. وهذا لعمري جيد وجميل فحبذا أن تكر السبحة ... ولا يكتفي موسى بوش بحلاقة الرؤوس وإنما بقطع الأعناق .
.. فنعيما لملوك وقادة العرب بعد الحلاقه