صدقوني لم أكن أعرف غير "ليلى" واحده هي ليلى التي قيل فيها : "يقولون ليلى في العراق مريضة" .. ولأكون أكثر صدقا فقد عرفت ليلى أخرى هي التي كنت أغني عليها من باب الإضطرار ذلك أنه وفق المثل : "كل إمرىء يغني على ليلاه"
وما لم يخطر ببالي على الإطلاق أن تكون هنالك "ليلى" أخرى ملقاة في المياه المغربيه .. كصخرة مهجورة .. إلا حين _ كما يقول المتنبي _ طوى الجزيرة حتى جاءني خبرُ
هنالك إذن "ليلى العامريه" التي جننت "المجنون" وأيضا جاءنا الخبر بأن لليلى العامريه شقيقة هي ليلى المغربيه .. ولا أحد حتى اليوم يعلم من أمرها شيئا سوى أنها عربية .. ظلت تهيم على وجهها قرونا .. حتى وجدوها صخرة متيبسه .. ربما لأن عشيقها المجنون دعا عليها لدلالها وتمنعها
حقيقة بكيت .. إذ كيف للأهل والعشيرة من بني يعرب ينسون "ليلى المغربيه" كل هذا الزمن .. وأخذت أرثي لحالنا .. فها هي ليلى كانت ضائعه مثل ابو موسى .. ابو موسى هل نسيتم ابو موسى .. إنها الجزيرة التي إستولى عليها الإيرانيون من دولة الأمارات لكنها لم تضع هباءا فقد كان الرد على ذلك بالقول : "إذا ذهب ابو موسى فلا عجب المهم أن تبقى أم موسى .. تخشخش بالذهب"
لقد غلا الدم في عروقي غيرة على ليلى .. قلنا نسكت على ((ابو موسى)) وبعدها إبتلعنا ضياع أختين عزيزتين هما طمب الصغرى وطمب الكبرى .. وعللنا النفس بأن شرف البنتين سيكون مصانا لأنهما في يد ايران المسلمه أما أن تقع ليلى المغربيه في أحضان ((مصارعي الثيران)) فهذه هي الطامة الكبرى ..
في منامي رأيتها تستصرخ ((واعروبتاه)) .. فلجأت لمفسر أحلام فقال لي والله أعلم أن "ليلى" المغربيه .. هذه الصخرة .. كانت مخططا لها أن تصبح قصرا ملكيا يهديه الملك الحسن لعروسه
هذه هي المسألة .. مصارعوا الثيران أفسدوا على العريس فرحته .. ..
كان سيقام أجمل قصر .. ولكن يا فرحه ما تمت ..
ما سيتبقى من "ليلى" المغربيه هو ما تبقى من "ليلى" العامريه .. مجرد أشواق .. يسقطها العرب على الورق شعرا وروايات .. وربما تقام لأجل بقائها في أحضان ((مصارعي الثيران)) الأفراح وأقواس النصر
وبالتأكيد سيبعث من جديد "قيس" آخر ليقف منشدا على شواطىء المغرب
بربّك هل نزلت بأرض ليلى
قبيل الغزو .. أم أغلقت فاها
بربكَ هل رأيتَ هناكَ جُنداً
أضاعوها كما ضاعت سواها
أيا مجنونُ سيفُكَ دونَ حدٍّ
فدعْ عنكَ القتالَ فلن تراها
فأهلُ العشقِ كي يحظوا بوصلٍ
يغذّونَ الخطى سعياً وراها
فليلى من نصيبِ فتىُ هُمامٍ
ولا يحمي الكعوبَ سوى فتاها
***
|
الدكتور
محمود عوض مع التحيات
|