هذه فرصة أخرى يمنحها الرب للرئيس عرفات
الفرصة الأولى أضاعها في نيسان الماضي أي في الحصار السابق الذي ضربته عليه اسرائيل
كل عاقل في مكانه كان سيتصرف بشكل مغاير لما أقدم عليه ذلك أن جل إهتمامه كان الحرص على التعلق بأسباب الحياة وقديما قال المتنبي ((وكم أذلّ الحرصُ أعناقَ الرجالِ))
واليوم تعود الفرصة وهي فرصة ذهبيه ليغير فيها عرفات والمحاصرون معه وجه التاريخ ويقلبونه رأسا على عقب وفي ظرف هو من أدق الظروف .
كل ما عليه أن يفعله لا ليفك الحصار عن نفسه فحسب إنما ليفك الحصار عن أمته العربيه من المحيط إلى الخليج .
كل ما على عرفات أن يفعله هو أن يصدر الأمر لنفسه ولمن معه ((بالإستشهاد داخل المقر)) وذلك بالخروج للمواجهة وليس الإحتماء وراء أكياس الرمال المثقوبه
حتى إذا تراجع الإسرائيليون بدباباتهم لا عجزا عن مواجهة القتال فهم بآلاتهم أقوى وإنما خوفا من نتائج قتل عرفات .. حتى لو فعلوا ذلك فعليه أن يحسم المعركة بنتيجة واحده هي ((إستشهاده)) ولو برصاصه نفسه
هؤلاء المحاصرون اليوم داخل مقر المقاطعه برام الله يحملون مفاتيح ((مستقبل الأمة العربيه)) هذا إذا إستشهدوا .. وليس إذا بحثوا عن مخرج
في لحظة إستشهادهم وما أن تتناقله وسائل الإعلام وفي طرفة عين ستقوم قيامة الأمة العربيه وتشتعل المنطقة ويخرج معظم القادة العرب من قمقم الخوف والفزع .
صحيح أن عرفات في حياته الراهنه هو عرضة لسهام النقد والإنتقاص إنما إذا ما حمل الركبان خبر إستشهاده مع رفاقه فسيعود وهو شهيد ليفجر ينابيع مخزون المعزة والعزة في أوصال هذه الأمة
والسؤال هو ماذا ينتظر ابو عمار .. ؟؟ لماذا لا يخرج إلى إحدى شرفات أو نوافذ المقاطعه مطلقا الرصاص ولو من مسدس حتى يقع مضرجا بدمائه وليسيل دمه شلالا هادرا صابغا أفق السماء العربيه بحمرة المجد والخلود .
أتدرون لو يفعلها ولدي شبه يقين أن ابو عمار ما قبل اوسلو يستيقظ الآن في داخله .. وأنه سيفعلها .. ماذا سيحدث
أجل أتدرون ماذا سيحدث ؟؟
أول ما سيكون أن إكسير الحياة سيعود للعراق وطبعا قبله لفلسطين وشعبها وسينزوي بوش داخل البيت الأبيض في عزلة خانقه يعض أصابع الندم فالحدث الجلل بإستشهاد عرفات سيلجم خططه لشن حرب على العراق .. فكيف يشنها والعالم العربي والإسلامي والإنساني يكون في أشد درجات الإشتعال
تلقائيا ستسقط كامب ديفيد السادات ويسقط وادي عربه الهاشمي
تلقائيا ستنبعث الحمية في صدور الخانعيين من القادة .. فعرفات حين يقرر الإستشهاد يقدم لهم الأنموذج المعطر والأمثل للزعامه .. وسيتوكلون على الله في حزم أمرهم .. معلنين على الأقل ((طرد عدد من سفراء الولايات المتحده))
أما اسرائيل فحدث عنها ولا حرج ستجد نفسها في فراغ سياسي فلن يتبقى لديها شماعه تعلق عليها آثامها وتحملها مسؤولية عمليات المقاومه ... سيجعلها عرفات مكشوفة كدولة محتله .. تغرق في الوحل التاريخي .. ودم شعب فلسطين يقطر من بين أصابعها ..
إستشهاد عرفات سيكون زلزالا من الصعب حصر نتائجه سوى بالقول أنه سيغير وجه التاريخ
هذا نداء لأبو عمار
إسحب مسدسك واخرج إلى الشرفه .. قاتل حتى تتلقى رصاصه بل أعط الأمر لمن حولك أن يعطروك ويكللوك برصاصهم إذا لزم الأمر
إستشهد يا ابو عمار .. يا ختيار .. فالإستشهاد مفتاح الجنة لك ومفتاح العزة لشعبك وأمتك ..
أخرج برصاصك زغرد .. طاب الموت .. طاب الموت ..
فعلى مقربة منك على بعد أمتار .. أمس سقط طفل في البيره عمره عشر سنوات .. إنه الآن في إنتظارك حاملا له الهديه .. والبشاره .. وهي أنت وأنت شهيد
إستشهد يا ابو عمار .و. بل أعطي الأمر لمن معك لا بالخروج إلى شاشات الفضائيات وإنما بالخروج إلى أكفان الشهادة ..
ما زال يا ختيار مكانك شاغرا .. فالأماره أخذها ابو جهاد .. حين غدا ((أمير الشهداء)) وما تبقى شاغرا بعد الأماره هو المملكه فأنت ملك الشهداء تكون
ألم يهزك الشوق إلى ابو جهاد .. إلى محمد الدرة ..
الآن هي فرصتك وفرصتنا .. لقد عصف بنا حبك القديم .. كما عصف بكل عربي .. نريدك فوق أكتافنا نعشا كما الهودج ..... نريدك رمز الرموز .. نصلي عليك غائبا حاضرا من حضرموت إلى الدار البيضاء
هيا يا ختيار .. فلا نامت أعين الجبناء ..
ها هي إيمان حجو تمد يديها من تحت الثرى تهتف ((بابا .. بابا))
ها هي آلاف الأيدي تمتد من تحت ركام جنين وصبرا ودير ياسين .. لتخط في السماء .. تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي على الإطلاق
الجواد جاهز ... والسرج جاهز .. فضع قدمك في الركاب .. وانطلق خاطفا معك ملكة الملكات .. نحو أشعة الفجر ..
إستشهد يا ابو عمار .. فهذا هو الموت الذي يغيظ العدا
|
الدكتور
محمود عوض مع التحيات
|