كل الوقائع في مجرياتها وأبعادها منذ الثلاثينات من القرن العشرين تؤكد إنخراط الأسرة الهاشميه في التآمر على فلسطين وشعبها بل إن تأسيس أمارة شرق الأردن في حينه على يد "الدايه" تشرتشل كان حجرا من حجارة أساس بناء الكيان الصهيوني .
هذا الكلام لا نسوقه جزافا بل تثبته الأدلة والوثائق المعروضه الآن في لندن والتي تضمنها سابقا كتاب الدكتور سلمان البشير ولعل ما هو الأكثر من التوثيق وثوقا هو بوصلة "الضمير" الفلسطيني التي دون وثائق ودون أدلة تشير إلى وضع هذه الأسرة في خانة أعداء فلسطين .
وحقيقة لم تنخرط هذه الأسرة في خيانة القضية الفلسطينيه وحسب بل تفوقت في فن إخراج هذه الخيانه وألبستها عبر التاريخ لبوس التظاهر بالحرص على الضحيه بل وسلكت كل سبل النذالة حتى وصل بها الأمر مؤخرا إلى ترويج ثقافة – أن الخيانة هي وجهة نظر أثبتت صحتها – راجعوا خطب الملك حسين قبل وفاته فهو يعترف علنا وعلى المكشوف بأنه مارس عمل مخبرا في السي آي إيه ... إجتمع سرا في تل أبيب ... أجر أجزاء من الوطن الأردني في وادي عربه .. أفشى سر حرب أكتوبر لغولدا مائير
.. كل هذا الإنخراط الخياني في عرف بني هاشم هو وجهة نظر ، ليس إلا .
واليوم في ذات السياق وبينما تشن "اسرائيل" حربها العسكريه على شعب فلسطين ... يشن النظام الأردني حربا نفسية خطيرة تكمل الحرب العسكريه
الحرب النفسيه التي يشنها هذا النظام .. تسمى معركة الجسور .. فهذه الأزمة التي يصطنعها الأردن على الجسور تهدف في الأساس إلى ترسيخ إطباع نفسي لدى الفلسطينيين والعرب بأن شعب فلسطين يعتزم الرحيل .. وطبعا سيكون السؤال : لماذا ؟؟ الجواب هو : بسبب الإنتفاضة والمقاومة
المطلوب إذن القضاء على الإنتفاضة لدفع هذا الخطر
هذه باختصار إستراتيجية الحرب النفسيه للنظام الأردني ... وهي تأتي منسقة تمام التنسيق مع الغاية "الإسرائيليه" .. فعلى أرض الواقع لم تنجح كل القوة "الإسرائيليه" في إخافة أو إغراء الفلسطيني على الرحيل فقد تمسك أكثر مما مضى بالبقاء والتشبث
نفس ما أغاظ "اسرائيل" .. أغاظ النظام الأردني .. فذهب يخوض هذه الحرب النفسيه في بناء غريب من الأكاذيب وكأن شعب فلسطين يقف بالطابور للرحيل .. الإحصائات التي كشف عنها حتى المسؤولون الأردنيون تؤكد أن حركة السفر عبر الجسور هي عادية كما كانت قبل الإنتفاضة
لكن السؤال الأهم هو : من الذي يرسم ويتحكم بالجسور ؟؟
الجواب : حتى أيام العطلة الرسميه تتحكم فيها "اسرائيل" .. إسألوا من عبر الجسور يوما من الأيام .. كيف ينحني أكبر ضابط أردني لأصغر جندي "اسرائيلي" .. فلو أرادت "اسرائيل" من "النشامى" فتح الجسور .. أو تحديد عدد الزوار .. فإن الأردن لا يقول ثلث الثلاثه قديش ؟؟
واضح أنها حرب نفسيه طلبت "اسرائيل" شنها .. وواضح على هامش هذه الحرب .. ما يجري من سمسرة ورشاوى ومتاجرة من معاناة الفلسطينيين
الجسور .. يتوجب أن تكون بداية لمراجعة صريحة ومباشرة .. لتأسيس مستقبل الوطن الفلسطيني كما كان قبل أن يرتزق بإسمه المرتزقون فتكون لهم عروش وتيجان
|
الدكتور
محمود عوض مع التحيات
|