شمولية الإحتلال واضحة للعيان .. هل يجادل فلسطيني في هذه الحقيقة ؟؟ فقط يمكن أن يتوقف أناس في الخارج للتساؤل ذلك أن الناس في الخارج (إشتروا البضاعة) التي قالت وتقول بأن هنالك أراضي فلسطينيه (محررة) لكن هذه البضاعة لم يتم تسويقها على أي فلسطيني فجميع ما حصل بعد أوسلو كان (برمجة جديدة للإحتلال ) فما حرصت "اسرائيل" على تنفيذه هو إعادة منهجية الإحتلال بحيث يكون إحتلال بالروموت كونترول فجميع المدن التي تسلمتها السلطه كانت تغلق وتفتح كما هي السجون .. وقد ربحت "اسرائيل" من ذلك بإبعاد نفسها عن دفع كلفة الإحتلال المباشر والمعهود .. وتم تجيير كلفة هذا الإحتلال على عاتق ( الفلسطيني نفسه ) ولم تكن السلطة الفلسطينيه في حقيقة الأمر سوى ( متعهد بالباطن ) لأداء دور ( الشاويش في السجن ) والذي عادة يتم إنتخابه من قبل السجناء لتنظيم أمور السجناء داخل زنزانتهم فيتوهمون عبر ذلك أنهم (يتمتعون بحرية) ومن حولهم يتضاحك السجان (فهم السجناء فليكسروا رؤوس بعضهم .. المهم أنهم داخل الأقفاص)
هذا الواقع كان ملموسا في كل مناطق السلطه والتي سميت (بالمحررة) ويعرف كل فلسطيني أنه حتى الرئيس كان بحاجة لتصريح حتى يطير بطائرته .. وذلك يندرج على أي مسؤول بل كان معلوما بأن الوزير شأنه شأن أي عامل بسيط يمكن إيقافه على أي حاجز عسكري
لم يحتاج الأمر لوقت طويل حتى يكتشف الجانبان – الشعب والسلطه – أن مسألة (المناطق المحررة) لم يكن سوى نوع من الوهم وخداع النفس غير أن الغالبية ظلت تعلل النفس بأنه ( لعل وعسى) أن يكون ذلك بابا مواربا لبناء الكيان الفلسطيني لكن الأمور ظلت على الأرض تؤكد أن (إسرائيل تسعى) لبناء نموذج من الإحتلال الغير مسبوق والمجاني والذي يعفيها من مسألة الإحتكاك مع مجموع السجناء داخل مدن وقرى الضفة .
على هذا كان السؤال والتساؤل ؟ وهو هل غابت هذه الإستراتيجية السياسية عن ذهنية صاحب القرار السياسي في السلطه ؟؟
بالتأكيد لم يغب ذلك عن ذهنية صاحب القرار السياسي ولكن صاحب القرار السياسي وقف مكتوف اليدين حيال هذا الأنموذج من الإحتلال .. وأخضع مواجهته لحالات من السذاجه المتمثله في التعلق بالتفاوض ولحالات من العصبيه في التصدي لهذا النموذج الإحتلالي وهو في الحالتين زاد الطين بله .. وبقي الموقف السياسي الإستراتيجي السياسي (أسير الشكل) بالوقوع في وهم (أن هنالك سلطه) وهو يوازي نفس الوهم بأن هنالك (مناطق محررة)
هذه السذاجة السياسيه أفضت إلى أن تصبح السلطه ((ممسحة القاذورات الإحتلاليه)) وخلقت عبر (الأوهام التصور لدى المجتمع الدولي بأن هنالك طرفان في صراع هما "اسرائيل" والسلطه .. وهكذا وقعت السلطه في مصيدة الإحتلال النموذج الجديد ..
كان لا بد لمواجهة هذا الوضع ليس عبر (التفاوض أو الإنفعال) وإنما عبر الورقة الإستراتيجية الوحيدة التي في حوزة السلطة وهي (تصويب الإحتلال) وإعادته إلى الصورة التقليدية لكل إحتلال عير التاريخ وذلك بأن تبادر السلطه إلى إخراج نفسها في إجازة أو (تجميد نفسها) بحل مجلس الوزراء والمجلس التشريعي ومؤسساتها الأخرى وإعلام المجتمع الدولي أن الإحتلال شمولي .. وأن الشعب والأرض تحت الإحتلال ولا قبول لمعادلة (نصف إحتلال ونصف حرية) ..
بهذا وحده سيصاب الإسرائيليون في مقتل بالنسبة لإستراتيجيتهم الساعية للأنموذج الجديد من ( إحتلال الروموت كونترول .. وحينها تكون وحدها كدولة محتله المسؤولة عن أي خرق أمني أو خرق مخالف للمواثيق الدوليه ..
فقط لنتصور مجرد تصور في حالة (خروج السلطة من هذه اللعبة) فسيكون أول تحدي "لإسرائيل" حين وقوع أية عمليه .. هو إفلاسها في تحميل المسؤولية لأي طرف ..
أليس غريبا هذا الموقف الذي أتحنا فيه "لإسرائيل" أن تكون محتلة لكل أراضينا وتأتي بعد ذلك تطالبنا بما لم تستطعه بنفسها ؟؟
خروج السلطة في إجازة وترك الشعب في مواجهة واقع الإحتلال هو الحل .. هو تحدي الفراغ الذي سيجبر الولايات المتحده والدول الكبرى للتدخل .. وبشكل جدي وفاعل
|
الدكتور
محمود عوض مع التحيات
|