إذا كان للناس فيما يعشقون مذاهب فإنني أصارحكم بأن لي مذهبا في الهوايات وليس في العشق .. ومذهبي في الهوايات هو ليس في جمع الأثريات وإنما في جمع صنوف الشتم وألوان الردح .
فالردح في حد ذاته مدرسة قائمة بذاتها وهو سقف الشتم وأعلى درجات البذاءة إذ يصاحب الشتم ليصبح ردحا إشارات من اليدين .. وقصع للظهر وتطييرٍ وهفهفة بأطراف الثوب أو الفستان .
وحقيقة كما يجري نقاد الشعر مقارناتهم في هجاء الشعر بين جرير والأخطل ليحكموا من كان الفائز المبرز فقد تعودت المقارنة بين الرداحيين والرداحات لنفس الغاية لكنني فوجئت في اليومين الماضيين بأن هنالك منازعة ومسابقة لتبؤ عرش الردح بين قناة الجزيرة وبين أبواق النظام الأردني .
هو مشهد مثير وشيق وممتع .. بين رداحه ((مبتدئة)) هي قناة الجزيرة وبين ردّاحه محترفه هي أبواق النظام الأردني ..
وكما يقول الأشقاء المصريون ((اللي ما يشتري .. يتفرج))
الجزيرة – أطال الله لسانها – خرجت تصرخ في عرض الفضاء العربي وبالألوان أنها إكتشفت جديدا وهو أن النظام الهاشمي إحترف الخيانه .. ولأن الجزيرة كما قلنا (مبتدئة وجديدة على الكار وعلى المهنة) لم تعرف أن ما إكتشفته كان مكتشفا منذ عقود وأن ما قالته لم يكن سوى غيض من فيض .. فهي لذلك فرحت وانكشحت على الآخر ..
لم يتأخر الرد فشمر نشامى الإعلام الأردني عن سيقانهم وخرجوا على الشرفات ليؤكدوا للجزيرة أنهم ((أرباب الشتم)) وأسياد الردح وجهابذة التزوير والكذب ووجدوها فرصة سنحت للقبض والصرف ذلك أنهم أساسا يعتاشون على تسويق الخيانه على أنها وطنيه وتروييج الإنهزام على أنه مرابطة وصمود والمتاجرة ببعض الشهداء على أنه السمة الغالبه للنشامى .. واعتبار رحلات شم الهوا و ((شوفيني يا خالتي)) بأنه كفاح ونضال لنصرة العراق وشعب فلسطين ..
خلاصة ما قالته الجزيرة للنظام الأردني ((يا خائن))
وخلاصة ما قالته أبواق عمان للجزيرة ((يا بنت الستة والستين))
وفي إجراء المقارنة للحكم بينهما فقد تنبهت لأمر هام جدا وهو أن الجانبين صادقين
الجزيرة صدقت .. فالنظام خائن بإمتياز .
وأبواق عمان صدقت .. فالجزيره ساقطه في بداية الطريق .
إنما إذا كان لا بد من التتويج وإعطاء جائزة الأوسكار فلا مناص من أخذ مسألة الخبرة في الإعتبار .. فالجزيرة لم يمض عليها في قصر الخيانه إلا من مبارح العصر بينما النظام في عمان ((تجذر وشرّش)) وله من الخبرة عقود وعقود .
فعيب يا جزيره .. أن تتطاولي على أختك الكبرى في الرضاعه .
|
الدكتور
محمود عوض مع التحيات
|