لو نزلت على "اسرائيل" مائدة من السماء لما وجدت فيها طبقا شهيا كمثل طبق السلطة الفلسطينيه برومزها وهياكلها القيادية .
كل هؤلاء الرموز خرقوا إتفاقية اوسلو في بند واحد وهو أنهم أطلقوا على أنفسهم لقب وزراء مع أن الإتفاقية تحظر عليهم ذلك وتسميهم بدل وزراء بحاملي الحقائب كمثل حامل حقيبة الإعلام بدل مسمى وزير الإعلام .
"اسرائيل" غضت الطرف عن هذا الخرق وعلت الإبتسامة وجه بيرس وهو يقول حتى لو لقب كل واحد منهم نفسه إمبراطور بدل وزير فلا مانع لدينا .
ليت أمر هؤلاء إقتصر على ( تدليع أنفسهم بألقاب الوزارة والمعالي والسعادة ) لكنهم كما ورد في تقارير ديوان الرقابة والمحاسبة وهي التقارير التي أقرها بعد ذلك المجلس التشريعي سرقوا واختلسوا ونهبوا واغتصبوا .
نحن كعرب غضبنا حين وصفهم الجنرال الأمريكي زيني بأنهم (( مافيا _ عصابه )) غير أن الرجل كان صادقا ولكن كما هي العادة فكل إنتقاد يأتي من الخارج ندرجه في سياق (( المؤامرة )) .
هذه العصابه لم تتقن أمرا بقدر ما أتقنت ( الإنجراف والإنحلال )) فعلى مدى بضع سنوات كدس كل واحد منهم أموالا طائلة وهو ما أذهل البروفسور ادوارد سعيد حيث كتب في مجلة المشاهد السياسي ( تصدر في لندن ) مقالا شهيرا قال فيه عن السلطة ما لم يقله مالك في الخمر .
طبعا لم يقل مالك في الخمر أن وزير الإعلام إختلس أموال وزارته ليؤسس تدفئة مركزية لبيته في رام الله .. ألا وهو ياسر عبدد ربه .
طبعا مالك لم يقل في الخمر أن رئيس المجلس التشريعي هو المقاول لتزويد المستوطنات بالإسمنت ( الباطون ) ورئيس المجلس التشريعي هو معالي احمد قريع .
وهلم جرا ... نبيل عمرو وزير البرلمان لطش لنفسه جريدة أدرج جميع العاملين فيها كموظفين على حساب السلطة وكدس في مكتبه ( سكرتيرات ) من الوزن الثقيل .
ناهيك عن محمد دحلان فقد نشرت معه جريدة السبيل الأردنية مقابله أقر فيها أن دارته المتواضعه كلفت خمسة ملايين دولار وأضاف يقول أن من حقه ذلك لأنه ناضل في سبيل الوطن .
لم يتبق ميدان من ميادين حياة الشعب الفلسطيني إلا عاثوا فيه فسادا .
طبعا كل ما أوردته معروف ومعلوم فما جدوى العودة لتكراره .
جدوى ذلك أن هؤلاء ليل نهار يسوقون أنفسهم عبر الإعلام العربي وكأنهم ( جزء من الإنتفاضة ) أو كأنهم بأنفسهم كانوا وراء تفجير المقاومة .
تماما كما سرقوا الإنتفاضة الأولى يتأهبون لسرقة إنتفاضة الأقصى .
وأخطر ما في الأمر أنهم يستثمرون (( الحصار على الرمز عرفات )) فما دام رئيسهم عانى وحوصر فهو صك غفران لهم جميعا .
ولكن كما يقول المثل ((( اللي بعرف بعرف .. واللي ما بعرف بقول الكف عدس ))) .
والشعب الفلسطيني في غالبيته يعي تماماً من هي السلطة وحقيقتها .
والمسألة فقط أن "اسرائيل" تطالب رموز السلطة بممارسة الدعارة السياسية علنا وتحت الشمس لكن هؤلاء يتمسكون بالمبدأ القائل إذا بليتم فاستتروا .
وإنه لمن السخرية أن "اسرائيل" تتوعد بإيجاد البديل .. فهي حتى لو بحثت بشمعه فلن تجد أكثر فسادا وأكثر تنازلاً عن الحقوق المشروعة من هذه السلطة .
وأكاد أجزم بأنه لو أعطيت جائزة اوسكار للفساد لحصدت السطة كل الكؤوس