صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

مشايخ ديجيتال !
بقلم : د. يوسف الفقهاء / عمّان - الأردن

عندما أفتى (أئمة) البيت الأبيض في بعض أمور الأسلام والمسلمين , وأعلنوا تصميمهم وأصرارهم بالأستمرار في قصف أفغانستان خلال شهر رمضان المبارك , أسوة بأخوتهم في الأنسانية من بعض مسلمي هذا القرن , والذين خاضوا خلاله قتالا فيما بينهم , أقول عندما أفتى هؤلاء لم يحرك البعض من مشايخنا ساكنا . وما زالوا لم يحددوا موقف الشرع مما يحدث للمسلمين هناك . خاصة في اثناء الشهر الفضيل , وقد وجدت (حلا) لتلك المعضلة نشرته في مقال آخر تحت عنوان :
(كيف تقتل المسلمين في رمضان) يمكن لمن أراد العودة اليه .

ولكن الغريب أنني وفي حالة أخرى مشابهة لها , وعندما قام شارون بما قام به من قصف للفلسطينيين في ساعة الأفطار في رمضان , فأنني ومع الأسف لم أكن قادرا على أيجاد حل لهذه المعضلة لأنه باشر القصف مع أنطلاق المؤذن وليس بعد الأفطار وما قبل السحور !! وربما هناك سبب آخر هو أنني أكيل بمكيالين , مكيال أفغاني ومكيال فلسطيني !

ورغم محاولاتي الجادة لأيجاد مبرر لما فعله شارون , الآّ أنني فشلت , ولكن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه , نجح بعض الأخوة من مشايخنا (الكبار) بايجاد هذا المبرر ووفروا عليّ عناء ( عذاب الضمير ) وذلك عندما قاموا بالقاء تبعات ماقام به شارون على عاتق الذين قاموا ببعض العمليات الأستشهادية ضد (الأبرياء) من المدنيين اليهود , وأصدروا ما سمي بالفتوى يحرمون فيها تلك العمليات الأستشهادية ! مستندين في ذلك الى وافر علمهم وتقدمهم التكنولوجي . بالرغم من أنهم لم يقدموا البديل ولم يوضحوا لأبناء الشعب الفلسطيني عن (السبل الحلال) لرد أذى الأحتلال عن أرضهم وعن أنفسهم .

ولأنني ( حشري ) وأصر على دس أنفي في كل شيء فأنني أريد أن أقدم شيئا هاما ولافتا للنظر في هذا الموضوع , {ولكن ليس فيما يخص العنف الفلسطيني ودفاع الأسرائيليين عن أنفسهم } , بل يتعلق بهؤلاء المشايخ علّه يخفف عنهم ما وقعوا فيه من حرج , حيث لاقت فتاويهم تلك استهجانا كبيرا من أغلبية علماء وعامة الأمة , ولهذا السبب ولكي لا يقعوا في المحظور مستقبلا, وأخذا للأحتياطات اللازمة , فأنني أقترح عليهم وأنصحهم بأعداد قائمة مسبقة بالأحداث التي ربما تقع في المستقبل وأصدار فتاوي مسبقة لها , ليعود اليها من يهمهم الأمر من أولي الأمر وقت الحاجة , وبهذا يفوتون الفرصة على من يتهمهم بالأفتاء حسب الطلب .

وهناك أقتراح آخر أسر لي به أحد الأشقياء ولا أخفيكم أنه لاقى صدى وقبولا ً في نفسي مفاده استبدال عمائم بعض هؤلاء {{{ ببرانيط }}} مصنوعة من الحرير ومزركشة بالآيات الكريمة التي استندوا اليها في فتواهم أو فتاويهم , ليسهل تمييزهم عن بعض العلماء الذين لم يدخلوا عصر الديجيتال بعد . ومازالوا مصرين على أن تلك العمليات هي عمليات استشهادية وليست عمليات انتحارية !


===================
الدكتور : يوسف الفقهاء
.