صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

تسكير العداد !!
بقلم : د. يوسف الفقهاء / عمّان - الأردن

يبدوا أن البعض من (حجاج) الشعب الأفغاني ينفردون بحمل بعض الصفات التي تخص الزمان والمكان وأشياءً أخرى كالقدرة والضعف..الخ .
فهناك الحاج قدير والحاج زمان وربما كان هناك من يحمل اسم حاج مش عارف حاجة !!

والحقيقة أنني لا أعلم أن كانت تلك صفة أم كنية , فأن كانت كنية , فلا تعليق , وأن كانت صفة , وهي كذلك في أغلب الظن , فانها تفيد بالضرورة أن صاحبها قد زار البيت الحرام وأدى مناسك الحج , ومن المعروف والذي لا خلاف عليه أو حوله أن الله عز وجل وعد من يحج البيت بمغفرة ورضوان وخاصة اذا كانت خالصة لوجهه عز وجل , ولم تكن لتجارة السجاد وغيره , وأن صاحبها يعود كيوم ولدته امه , ويغفر له ماتقدم من ذنبه .

ولكن على مايبدوا فان البعض من حجاج (آخر زمن) ربما يعتبرون أن زيارة البيت الحرام ( تصفيرا للعداد ) , وبالتالي فالبعض منهم سرعان ما يغوص في المعاصي والذنوب الى أذنيه , على اعتبار أن أي رقم سيصله (عداده ) لن يتخطى بأي حال من ألأحوال الرقم السابق المسجل في عداد ما قبل أداء الفريضة , {مع الأخذ بعين الأعتبار قرار تحديد أعداد الحججاج لكل دولة وما تركه ذلك من أثر على متوسط أعمار الحجيج } وبما يشي أنه لم يبقى في العمر أكثر مما فات !!

المفارقة أن بعض حجاج (آخر زمن) , لا يعرفون أن الحساب ليس على "العداد" بل على الطريق والسبل التي يسلكها الأنسان , وبناءً عليه فلربما أن أناسا بلغ الرقم المسجل لعداداتهم رقما كبيرا حتى أنه قد يكون (قلب ) مرة أو مرتين , ربما يكونون أتقى وأفضل حالا من انسان صفّر عداده بأداء مناسك الحج , ولكنه أرتكب من الذنوب والمعاصي ما يجعل عداده (يٌقـفِل) , ولا أعتقد أن هناك ذنبا كفيلا بتسكير العداد أعظم من ذنب المشاركة بقتل المسلمين .


===================
د: يوسف الفقهاء
yoc_31@yahoo.com
.