التفهم الأمريكي للأرهاب الأسرائيلي
د:يوسف الفقهاء
د:يوسف الفقهاء

تصريحات سكرتير الخارجية الأمريكية كولن باول والتي أعلن خلالها تفهم الولايات المتحدة الأمريكية لما تقوم به اسرائيل من عمليات عسكرية تمثلت بتدمير أكثر من سبعين منزلا في رفح , وتجريف مدرج مطار غزة واعتباره عملا دفاعيا , ينبغي أن يضع حدا لكل الأمال التي يعقدها البعض من الذين يراهنون على تطور الموقف الأمريكي , فهذا الموقف الأمريكي الثابت والمؤيد للعدوان الأسرائيلي المتواصل منذ أكثر من خمسة عشر شهرا يشير وبوضوح الى ان الموقف الأمريكي وبسقفه الأعلى فيما يخص النزاع
العربي _ الأسرائيلي بصفة عامة والموقف من حقوق الشعب الفلسطيني بصفة خاصة لن يتعدى في أحسن أحواله جملة تخرج من فم أحد المسؤولين الأمريكيين يراد بها تسويق موقف مطلوب من العرب اتخاذه لمصلحة أمريكية في ظرف وزمان محددين , كما حصل عندما أرادت واشنطن تبريد الشارع العربي والأسلامي أثر شنها حملتها ( لمكافحة الأرهاب ) .

أمريكا والتي يستغرب مسؤوليها بعض مظاهر التأييد هنا وهناك لما حدث في 11\9\2001 ما زالت على مايبدوا تقرأ العربية من اليسار الى اليمين وما زالت ترى الموقف العربي بعيون سداسية الأبعاد , وإلاّ فما هو التفسير التي من الممكن أن تقدمه واشنطن ( لحلافائها) لأستمرار تأييدها المطلق والدائم لعصابات الأرهاب في اسرائيل , وما هو السر الكامن وراء هذا الأنحياز المستمر ضد مصالحنا كأمة عربية قدمت مصالح أمريكا ومازالت على مصالحها الوطنية والقومية ويؤكد زعمائها صباحا ومساء رغبتهم بالمحافظة على علاقات طيبة معها ويهللون ويكبرون لأقل نظرة تفهم يبديها أحد المسؤولين الأمريكان حتى ولو كانت من نمط رؤيا غير واضحة المعالم كتلك التي أبداها السيد كولن باول نفسه قبل أشهر قليلة .

إذا كانت أمريكا تأخذ مثل هذا الموقف بناء على قرصنة اسرائيلية تمت في عرض المياه الدولية اصطادت فيها سفينة محملة بالأسلحة لم يثبت أنها تخص السلطة الفلسطينية , ودون أن تسألها عن سبب عدم تركها للسفينة تبحر الى هدفها ويتم الأغارة عليها والأمساك بها في لحظة تفريغ حمولتها , أقول أذا كان هذا هو الموقف الأمريكي الذي تم بناء على معطيات غير ثابتة , فماذا سيكون عليه الحال لو قدر لهذه الشحنة أن تكون فعلا للسلطة الفلسطينية أو أي جهة فلسطينية أخرى واستطاعت أدخال حمولتها الى فلسطين أو تم استخدام صاروخ منها لقصف مستوطنة اسرائيلية ردا على دكّ الطائرات الحربية الأسرائيلية ( أمريكية الصنع ) لبعض مدن الضفة الغربية والقطاع ! هل ستشن عندها القاذفات الأمريكية العملاقة ب52 هجماتها مباشرة على الفلسطينيين ؟ ربما !

على العموم فالموقف الأمريكي المنحاز دائما وأبدا الى جانب الأرهاب الأسرائيلي يثير من جديد سؤالا قديما فيما أذا كانت اسرائيل هي الولاية الأمريكية الثانية والخمسون , وإذا ماكان الأرهابي شارون هو الحاكم الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية .

الدكتور : يوسف عبد الفتاح الفقهاء