الباكستان وحقول الألغام !
د:يوسف الفقهاء
د:يوسف الفقهاء

الهجوم المسلح على البرلمان الهندي لم يكن أول هجوم تشنه الجماعات المسلحة الكشميرية , ومن المتوقع أن لايكون الأخير . فلطالما كانت القضية الكشميرية سببا في اندلاع العديد من الحروب بين الهند وباكستان وفي توتر العلاقات بينهما بالرغم من المساعي الباكستانية الدؤوبة لحل تلك المشكلة العالقة .

غيرأن ردة الفعل الهندية هذه المرّة قد أختلفت وبدت الهند وكأنها تلقت هدية من السماء دون سابق موعد , فسارعت الى استثمار هذا الأمر الى أقصى درجة مستغلة الظروف التي أنتجتها الهجمة العسكرية الأمريكية على أفغانستان ومناهضة العالم لما يسمى الأرهاب , فسارعت بحشد قواتها على الحدود رافعة التوتر الى درجة عالية تهدد باندلاع حرب شاملة بين البلدين ستكون الأولى من نوعها بعد دخول البلدان " نادي الدول النووية " .

تعنت الهند وتصميمها على تصعيد الموقف وهي تعلم حساسية الوضع الباكستاني يثير الكثير من الأسئلة حول السر وراء ذلك , وعمّا إذا كانت الهند ومن ( ورائهـــــا ) قد وجدووا الفرصة السانحة لتلقين باكستان درسا يخرجها من عضوية نادي الدول النووية وبالتالي أقفال موضوع القنبلة النووية ألأسلامية مرة واحدة والى الأبد , والتي في سبيل الحفاظ عليها من المخاطر والأخطار أقتحم الرئيس الباكستاني برويز مشرف الكثير من الخطوط الحمراء داخليا واقليميا وجازف بخسارة حلفاء باكستان من الطالبان عندما وقف الى جانب أمريكا الجريحة وقدم لها كل دعم لوجستي ومعنوي والذي لولا هذا الدعم الباكستاني الأساسي لما كانت النتائج على ما هي عليه الآن .

ومع استمرار التحديات الكبيرة في وجه باكستان ورئيسها الذي استطاع فعلا أن يجنبها الكثير من الويلات , يبرز السؤال عما إذا مازال الرئيس نفسه قادرا على الأستمرار في السير داخل حقول الألغام التي تنصب له والذي تهدف الى النيل من القنبلة النووية الأسلامية ؟ والى أي مدى يمكنه الأستمرار في اختراق العديد من الخطوط الحمراء وخاصة أنها هذه المرة ستكون خطوطا حمراء داخلية خاصة بباكستان ؟ الأجابة قد تكون في المستقبل القريب والذي لا نملك أمامه الآّ الدعاء الى الله عز وجل أن يجنب الأمتين العربية والأسلامية المكائد التي يعدها لهما الأعداء .