صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour
لا تذرف اليوم دموعاً قد تحتاجها غداً
ولكأن ثعابين الساعة او بالأحرى عقاربها لا تتحرك ... فكل ما يحدث اليوم سبق لى وأن سمعته من جدي الذي مات منذ زمن بعيد ، حينها كنت طفلاً لا يعرف معنى الكلمات التي ما إنفك يرددها جدى العجوز بعد كل صلاة : "باعوها وقبضوا ثمنها جنيهات إسترلينية" .
ما الذي بيع ومن البائع ومن هو المشتري ؟ سؤال لا زلت أطرحه على نفسي ومنذ ذاك الزمن الغابر ولم أجد بعد جواباً يشفي الغليل .
ولعل صعوبة الأمر تكمن في أن هنالك أشياء كثيرة في وطننا العربي لا زالت تباع وتشترى بحيث يمكن أن تنطبق عليها كلمات جدي إذا ما بدلنا الجنيهات الإسترلينية بدولارات أمريكية . ماذا عن فلسطين مثلاً وماذا عن الكرامة والنخوة أو الشهامة العربية ، الم تباع كل هذه الأشياء جميعاً ؟
الحقيقة أن كل شيء عدى الخيانات المستمرة والهزائم المتلاحقة والمذلة المتوارثة والجهل المدروس ، هو عرضة للتفريط والبيع من قبل الحكام العرب .
لا بل أننا نشهد اليوم حلقة من حلقات البيع والشراء يقوم بها الخلف وبنفس الأساليب الموروثة عن السلف والفرق بين ما كان بالأمس وما يحدث اليوم هو أن الخلف لم يعد بحاجة لإخفاء خيانته ومخططاته التي تعودنا في الماضي على وصفها بالمؤامرة .
فاليوم وعندما يطالب أحد الخلف من أصحاب ذوي الجلالة علناً بأن على العرب مجتمعين تقديم ضمانات لأمن كيان يهود ، وعندما لا نسمع في المقابل صوتاً يخرج من أفواه هذه الشعوب الثملة ولو بكلمة تنديد ، فإننا نستطيع أن نستشف من ذلك كله بشاعة الوضع المزري والحقير الذي أوصلنا اليه حكام أنظمة القمع والإرهاب العرب.
لقد أصبحنا لا نعرف على من نذرف الدموع ، على الشهداء الذين يتساقطون في حضن الوطن في فلسطين أو على الشعب المسلم في أفغانستان أم على المسلمين في الشيشان وكشمير أم أن علينا ألا نذرف اليوم دموعاً قد نحتاجها غداً ، خصوصاً أن كل الدلائل تشير الى أننا لن نستطيع الفلات هذه المرة من فك الذئب الأمريكي التي إنفتحت شهيته على مصراعيها لإلتهامنا .
فلقد أضحينا كالنعاج التى حشت بطونها فأصبحت لا تقوى على الحراك فسلمت رقابها طائعة للجزار وأخذت تدعوا وتتضرع بأن يكون ذبحها بسكاكين حادة حتى لا ينتفض جسدها قبل الموت .
=========
احمد منصور