صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

الموساد و امريكيون في ارهاب نيويورك
بقلم : د . عبد الفتاح طوقان

ما حدث يوم الثلاثاء الدامي في نيويورك يجب الا يمر من خلال قنوات التحقيق الامريكي فقط و من خلال الرؤية الامريكية وحسب. هذا الحدث يجب ان يتم التحقيق فيه من دول مختلفة خصوصا العربية و الاسلامية التى ترى امريكا انها سببا وراء الهجمات التفجيرية و العملية الانتحارية التى اودت بحياة عشرين الفا من الابرياء على الاقل و سببت دمارا اقتصاديا بالمليارات للاسواق الامريكية و العالمية . العرب و الاسلام هما المتهمان الاساسيان و الصورة هي اسامة بن لادن "كبش الفداء . فماذا ننتظر كعرب من الجلاد الامريكي الذي وضع نفسه الخصم و الحكم ؟ لماذا لا تعلن امريكا عن كل اسماء ركاب الطائرات المخطوفة ؟ هل وجود سعودي او امارتي كافي لان يكون هو الخاطف و الارهابي ؟ ومن قال ان الجوازات لا تزور ؟ دعونا نعود الى الخلف قليلا و ندرس حالة قصف و اغراق بارجة التجسس الامريكية في البحر الاحمر و المسماه بالبارجة ليبرتي اثناء حرب الايام الستة بين اسرائيل و العرب . لقد قامت طائرات اسرائيلية من نوع مستير و ميراج بقصف بارجة التجسس التى كانت تمد اسرائيل بالمعلومات الحربية اثناء القتال و نتج عنها مقتل اربع و ثلاثين ضابطا و بحارا امريكيا و جرح مائة و واحد و سبعين بحارا مابين اصابات شديدة و عاهات و جروح بسيطة. اصابع الاتهام وجهت الى الفدائيين المصريين و ارتفعت الاصوات المنددة بالعدوان المصري على البحرية الامريكية و خلق رأي عام ضد مصر و العرب في امريكا. و لم تخلو العاطفة العربية من النشوة لاغراق المدمرة الامريكية و بعدها تم اكتشاف الفاعل و الارهابي الاسرائيلي الذي دمر من يساعده في الحرب . اعتذرت اسرائيل و اعلنت امريكا ان القصف كان بالخطاء ظنا من اسرائيل ان البارجة مصرية رغم انها ترفع العلم الامريكي!!!. و تمت الصلاه على ارواح البحارة الامريكيون في كنائس امريكا و معابد اليهود ومنح الكابتن قائد المدمرة وليام ماكونجيل وسام الشرف من الكونجرس. عملية مبنى التجارة الامريكي و قصف البنتاجون هي حالة فريدة من التفوق العسكري و التقني و اللوجستي الذي لا يمكن ان يقوم به افراد دون مؤسسة ورائهم. ليس بن لادن و ليس الجيش السعودي او الامارتي او افرادا منهم. اولا عملية اختطاف الطائرات الاربع في وقت واحد ، الطيران المنخفض ،اغلاق اجهزة تحديد موقع الطائرات،الطيران مباشرة الى الهدف ،اصابة الهدف في ارتفاع محدد يؤدي الى تهدم المبنى كاملا،اصطدام الطائرة الثانية في عامود التحميل الاساسي للمبنى الثاني ،فرق الثمانية عشر دقيقة و التى تجعل التهدم فوق رؤوس الشرطة و المطافيء ،الاصطدام في مبنى وزراة الدفاع الامريكي . لا يقدر على هذا الفعل الا مجموعة عسكرية مدربة مثلما قصفت الطائرة المصرية البوينج المحملة بالطيارين المصريين المدربين على قيادة مروحيات الاباشي المضادة للدبابات و اتهم فيها كذبا الطيار المصري البطوطي. نفس المجموعة قصفت الطائرة الامريكية الرابعة المختطفة في بنسلفانيا و لم تعلن امريكا انها قصفت الطائرة و عليها امريكيون حتى لا يثار الشعب الامريكي .اذ كيف يمكن تبرير ان يقتل الجيش الامريكي مدنيون امريكيون؟ بالامكان الا تكون الطائرات قد اختطفت اصلا ، ممكن اعطاء الطيار احداثيات خطاء من برج المراقبة و التحكم .و هذا ما يحدث كل دقيقة في برج الطيران . الطيار يتسلم اوامر من برج المراقبة حسب خطة الطيران الموضوعة و يتقيد بها. ممكن ان يكون احتمال معقول : طبعا لا و لكن احتمال وارد ضعيف. هل احد الطيارين الامريكين من قادة الطائرة نفسها قام بذلك عن عمد ، ايضا احتمال وارد . من منطلق ان امريكا تقول ان الطيار المصري هو الذي اودى بحياة ركاب الطائرة البوينج المصرية فما الذي يمنع ان يكون ايضا الامريكي هو الذي اودى بحياة الركاب.؟ لماذا لم يتحدث احد عن سيرة الطيارين الامريكيين قائدي تلك الطيارات مثلا؟ مجموعات مقاتلي حرب فيتنام و الذين شاهدنا افلام عديدة عنهم و عن معاناتهم من الحرب لماذا لا يكونوا ضمن المشتبه بهم ، احتمالا اخرا اكثر ورودا. مرتزقة مستأجرة مقابل مال ، جنود مدربين جاهزين للانتحار و الدمار مقابل مال . احتمال اخر و منهم طيارين تشيك او يوغسلاف . تيموثي مكافي الامريكي الذي اعدم بسبب حادثة اوكلاهوما و الانفجار الذي ادى الى مئتي قتيل و الاف الجرحى ،الا يعتقد ان لمجموعته يدا في الارهاب خصوصا و ان اعضاء طائفته قضوا حرقا في المزرعة و مات اكثر من سبعمائة منهم . مجموعة الامريكيين الشاذين جنسيا و المقيدين من دخول الجيش ، الا يفترض ان بينهم من اراد ان يثبت قدراته في التفوق العسكري فقام بتلك العملية الانتحارية ؟ فلماذا يستبعدوا من الاتهام ؟ الافارقة الامريكيون ، او من يطلق عليهم الامريكيون النيجرو او السود ، اليس لديهم اسبقيات في قضايا الارهاب و سجلات الشرطة الفيدرالية مليئة بالملفات ؟ الطائرات المختطفة يمكن قيادتها بالطيار الالكتروني (الاوتو بايلوت) ، و لا يمكن استخدام هذه التقنية الا من قبل الطيار نفسه بعد الاقلاع . الوحيدون الممكن لهم استخدام برمجيات خاصة مؤقته زمنيا هم الموساد ، و هي تقنية لم تظهر بعد في الطيران حتى الحربي منه. من الممكن ان تكون الموساد و بالتعاون مع اجهزة فنية في صيانة الطائرات قامت بتركيب مثل تلك الاجهزة غير المسبوقة و بناءا عليها ما ان طارت الطائرة حتى تحولت بعد فترة الى الطيار الالي المبرمج سلفا و التى لا يمكن لقائد الطائرة العودة الى الطيران العادي. بهذه الطريقة اصبحت الطائرات مثل لعبة الاتاري و اصطدمت و حطمت الابراج و مبنى وزارة الدفاع . و عندما تيقن الامريكيون من تلك التقنية قصفوا الطائرة التى وقعت في بنسلفانيا . هذه نظرية و افتراضية بحاجة الى دراسة و ان كانت من الخيال العلمي و لكنها من واقع الدراسات العسكرية الاسرائيلية للطيران بدون طيار. الموساد الامريكي او الصهيوني ليس مستبعدا اذا نظرنا الى من المستفيد من كل ما جرى؟ اليست اسرائيل ؟ اذن صاحب المصلحة هو الاولى في ان يوجه له اصابع الاتهام .و لما لا ؟ هل نسى العالم الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد الذي تجس على امريكا؟ هل نسى العالم التجسس الاسرائيلي على السفير الامريكي في اسرائيل ؟ و غيرها من القصص التى لا تريد امريكا ان تتحدث عنها خوفا من الاصوات اليهودية في انتخابات الرئاسة الامريكية. امريكا نفسها بها اكثر و اخطر عصابات الارهاب ، فلماذا لا تنظر الى داخلها ؟ الاجابة بسيطة ، سقط العملاق المخابراتي ، الاف ، بي ، اي ، و سقطت المحابرات العسكرية و الحربية و الفيدرالية و ظهر ان امريكا عارية من الحماية و ليس لديها مقومات حماية الدولة العظمى سوى الاعلام المتفوق. الرئيس الامريكي تحول الى كلب مفترس يريد ان ينهش لحما فلم يجد الا بن لادن الجاهز و افغان المسلمة . مطلوب ان تظهر امريكا انها تعرف عن الذباب الازرق و اين ينام و يصحو ؟ هيبة امريكا الان في الارض لذا يجب ان يكون هنالك ردا ؟ على من و كيف؟ ليس مهما. المهم انها ترد و بقوة حتى تكسب الشارع الامريكي و تهديء من الهجوم على الرئيس و الادارة الامريكية الفاشلة . صحافة نيويورك نفسها هاجمت ادارة بوش ثاني يوم من الهجوم القاصف مما دفع ببوش الاب لعقد مؤتمر صحفي مساند لابنه . اذن يجب التحرك و الضرب لا ستعادة الهيبة و ليس مهما من يضرب وكيف!!! و بعد سنوات و عندما يكتشف رئيس امريكي اخر اللعبة القذرة في التغطية يقوم بالاعتذار للشعب الاسلامي و العربي عن خطاء غير مقصود مثلما اعتذرت اسرائيل عن قصف البارجة العسكرية ليبرتي . او ان يعتذر عن زلة لسان عندما قال بوش الابن للتلفزيون الامريكي ان الحرب تلك هي امتداد للحروب الصليبية ضد الاسلام ثم عاد و اعتذر . لم يهتم احد من العرب بالحديث عن تلك العبارة و المعترض الوحيد كان المجموعة الاوروبية . ولكن تلك الحرب الصليبية هي حقيقة ما يدور في نفس الرئيس الامريكي التى سارع العرب الى تأييد معركته دون وجود ادلة. اين البراهين و الاثباتات ان بن لادن و افغان وراء تلك الاحداث الدموية القاتلة لارواح ابرياء؟ التهمة لبن لادن هي تمويل الارهاب ، جميل جدا . من الذي مول بن لادن و صنعه ؟ اليس الرئيس الامريكي كارتر ؟ اذن كارتر ايضا ارهابي يجب تسليمه الى السلطات الدولية لمحاكمته ؟ الم تدفع امريكا اموالا طائلة لمحاربة السوفييت من خلال بن لادن؟ الم تقم المخابرات الامريكية بتدريب بن لادن و جماعته على حروب المدن ؟ الم تمد امريكا بن لادن بالصواريخ و الكاتيوشا و المدافع الرشاشة قبل ان ينقلب عليها ؟ اذن امريكا هي اساس صناعة الارهاب و تصديره و من ثم محاربته .الم تقم فرق امريكية بتدريب رجالات اسامة بن لادن في افغانستان نفسها لمواجهة السوفييت ؟ اذن المخابرات الامريكية و تلك الفرق العسكرية الامريكية هي ارهابية . مجرد طلب الرئيس الامريكي من الكونجرس اصدار امرا يسمح لرجال المخابرات و التجسس في الخارج بالقتل شرعا هو ارهابا في حد ذاته . من يعرف من سيقتل و ما هي التهمة . هل الامريكي فوق القانون الدولي ؟ ماذا لو سمح للمخابرات العربية بالقتل دون مسالة في الخارج ؟ كيف سيكون رد الفعل الامريكي ؟ ما وصف الارهاب ؟وعد بلفور ، مذبحة قانا و صبرا و شاتيلا و دير ياين ارهابا ام لا؟ قصف مدرسة الاطفال المصريين في بحر البقر المصرية ارهابا ام لا؟ اسقاط الطائرة الليبية فوق الاراضي المصرية هل هي ارهابا ام لا؟ هل قتل المصليين في الحرم القدسي ارهابا ام لا؟ هل ارغام طائرة بالنزول في ايطاليا ارهابا ام لا؟ هل دعم قيام ثورات في الشرق الاوسط و تمويل العسكر ضد المدنيين و اقامة انظمة بديلة ارهابا ام لا؟هل الترتيب للاطاحةبالانظمة القائمة لاجل عيون اسرائيل ارهابا ام لا؟ هل التدخل و الترهيب للدول المصدرة للنفط للامتثال للاوامر الامريكية ارهابا ام لا؟ هل اختيار و فرض رؤوساء وزارات و قادة جيوش في العالم من قبل المحابرات الامريكية يعتبر ارهابا و تدخلا في شؤون الدول ام لا ؟ ما هو الارهاب ؟ هل هو فقط قتل ابرياء ام انه الارهاب و القمع الفكري و السلطة الامريكية التى لا يخرج قائد او مسؤول الا بأمر من امريكا في المناطق الاقل حظا ؟ من هو الارهابي؟ هل هي الدولة ام الشخص؟ام المجتمع ؟ و من يدفع الثمن ؟ لماذا لا تتحرك امريكا ضد بريطانيا لان بريطانيين هم سبب الانفجارات الاخيرة في السعودية؟ و لماذا لا تتحرك ضد الايرلنديين الذين هم في نظر بريطانيا ارهابيون ؟ لماذا لا تتحرك ضد من نسف مواقع البحرية الامريكية في بيروت مثلا؟او من حرق القنصلية الامريكية في الستينيات ؟ ماذا يمنع ان يكون عربا تدريوا علي يد الموساد مثلا؟و هل الموساد بعيدا عن العرب في الخارج ؟ تصرف امريكا يدل انها ليست دولة عظمى ، و انها مجرد طفلا منغوليا في يده مسدسا يطلقه في الهواء لهوا و لعبا و لا يقدر ارواح الابرياء . ترى من يردع امريكا ؟ من يقول لها قفي عن هذا الغباء السياسي و العسكري . من يقول لها لا داعي للتحرك دون ادلة و براهين ؟ ثم من يخول امريكا حق التدخل في العالم و قصف من تشاء وقتما تريد؟ من يقراء مذكرات وزير خارجيتها ،كولن باول ، يدرك كيف انه اضاع مسدسه مرة و كيف اضاع تذاكر القطار الخاصة بفرقة عسكرية امريكية في المانيا مرة و كيف و كيف اضاع العديد من الاشياء التى كانت في عهدته العسكرية لانه مهمل حسب وصفه لنفسه في مذكرات كتبها بخط يده و لم يكن يدري انه سيصبح وزيرا للخارجية يوما ما، و كل منها كانت كافيه لطرده من الجيش حسب قوله . الان كولن باول وزير خارجية امريكا يتصرف بنفس اسلوب بداية حياته العسكرية(اضاعة الاشياء الهامة المعطاة له كعهده ) و لكن مع الفارق انه سيضيع امريكا( العهده السياسية ) هذه المرة . مطلب الرئيس المصري محمد حسني مبارك هو الاكثر عقلانية و حكمة، المؤتمر الدولي للارهاب هو حلا مقبولا. و حديثه الى محطات العالم الفضائية ووقوفه الى جانب الشعوب مفخرة . فقد قال مبارك : من غير المعقول ان ادمر شعبا او اضرب دولة لاجل خمسة عشر فردا و بدون ادلة . و لم تقم مصر بهجوم عسكري على دولة كانت قد عرضت حياة الرئيس مبارك للقتل. .الرئيس المصري كان قد حذر اكثر من مرة و امريكا تحديدا من الارهاب و لكن بدون جدوى. عندما نطق مبارك عرفت ان العالم العربي و الاسلامي بخير. كفى مخاطبة الداخل العربي من خلال ابواق تمجيد الانظمة العربية و دعونا نتجه لمخاطبة العالم من خلال اعلام متطور و مقنع . الامة العربية و الاسلامية في خطر فاحذروا.