الإنتفاضة الحقيقية لم تبدأ بعد..والاعصار آت
قد يبدو غريباً للوهلة الأولى أن أُضيف إلى موازين القوى التقليدية والمعروفة ميزان قوة آخر لطالما ظل مجهولاً ولم يؤخذ في الحسبان .
وقد يكون الإستغراب أشد قليلاً حينما أقول بأن ميزان القوة هذا مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بعوامل الطقس والمناخ.
ولكي أوضح ما أعني فلا بد لي من ذكر نظرية سبق وأن أثبت علماء وباحثي الإرصاد الجوي صحتها ، تلك التي تؤكد على إحتمال حدوث إعصار هائل بتأثير فراشة ضربت بجناحيها الهواء في مكان ما من العالم .
وقد لا أريد بذلك إزعاج من تنفسوا الصعداء واستطاعوا أخيراً الخلود إلى النوم مطمئنين إلى أن الأُمور بدأت تسير على ما يرام فهؤلاء لن يستوعبوا شيئاً، وإنما أُوجه كلامي هذا إلى أولئك الذين يستبقون الأحداث ونتائجها ، من إعلاميين ومحللين سياسيين ، و الذين بدأوا يتنافسون على ملء أعمدة جرائدهم بكلمات عزاء وترحما على إنتفاضة أطفال فلسطين ، ذلك لأنهم ومن البداية ماانفكوا يقيسون نبض الإنتفاضة بمعايير خاطئة كعدد التفجيرات والمواجهات العسكرية في اليوم الواحد ، متجاهلين بأن أطفال الإنتفاضة لم يكونوا يوماً أفراد جيش نظامي .
ولو كان الأمر كذلك لكان كل شئ قد إنتهى قبل أن يبدأ، وما كان هنالك من حاجة لإزعاج النائمين ولا لتحليل المحللين ، فالكل يعرف طبيعة موازين القوة العسكرية السائدة في المنطقة .
إن الإنتفاضة الحقيقية لم تبدأ بعد ليدعي البعض أنها توقفت، ولربما ينجح تنيت اليهودي على إعادة الحجارة الفلسطينية إلى مواقعها بحكم إتفاقات فرضت قصراً ... ربما ، ولكن من الذي يستطيع أن يعيد للحكام الأ ذلاء كرامة فقدوها وديست تحت أحذية أطفال الإنتفاضة .
من الذي يستطيع أن يعيد ما زرعوه فينا من حقد وكراهية على كيان صهيون وأعوانه .
إن ما حدث هو أن الفراشة الفلسطينية ضربت بجناحيها وبقوة الهواء ، أما الإعصار وكما علمتنا قوانين الطبيعة وحساباتها فهو يحتاج إلى عامل الزمن وهذا قد يقصر أو يطول ولكن الإعصار آت لا محال .
ولكل من يشك في ذلك فليرصد النبض العربي الجديد من المحيط الى الخليج.

احمد منصور