صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

 

الثـــورة ..ما نحتاج

يقال " آخر العلاج الكي " فهل يحتاج جسدنا العربي الذي يئن وجعا وألماً للكي أم أن الكي لن يجد معه وبذلك يتوجب علينا القيام بعملية البتر .
فجسدنا العربي المتألم لم ينفع معه لا العلاج الشعبي ولا العلمي ،وحتى المشعوذون والسحرة لم يفلحوا في معالجته ، ذلك لأن المرض اخبث بكثير مما يظنه البعض .
علينا كجسد عربي ينخر المرض في عظامه أن نستجمع قوانا لاتخاذ القرار المصيري في بتر الأعضاء الفاسدة قبل أن تتعفن اكثر ويصير علاجها لا يؤدي إلا إلى الوفاة .
ولأن المرض خطير فيتوجب أن يكون الطبيب المعالج كفؤ وماهر يستطيع أن يضع البديل لما سيبتره ويستطيع أن يحقن الدماء التي ستٌسكر الأرض ،يجب أن يكون طبيب فطن لا يمنح الأرض فرصة التهام أجساد البشر .
ولكي نبتر المرض الخبيث من جسدنا العربي يتوجب علينا تهيئة جيل يتولى المهام بدلاً من السالفين ،ولهذه المهمة يجب أن نوفر الأشخاص المؤهلين لتعليم أجيالنا معنى الأرض ،الكرامة ، الشرف ،القوة والأهم من ذلك كله أن يعلمهم كيف يصنع الإنسان التاريخ وليس كيف يصنع التاريخ الإنسان .
فإذا ما توفر جيل من الشباب يعي أن الخلافة أمانة وشجاعة وليست مالاً ووراثة ، ومتى توفر جيلا من الشباب لا يخاف سوى ربه ولا يخاف إلا على وطنه (عرضه) فلابد وأن الشعوب العربية ستتضرع جوعا حتى تزرع ما تأكل ، وتتجمد من زمهرير البرد حتى تٌخيط ما تلبس ،وتعود للعصر الحجري حتى تصنع مقتناياتها ،حينها سيرفع الجسد العربي يده ولن يتوسل أو يتسول ، وسيمسك السيف ويمتطي الخيل وسيزأر في وجه من يتلحفون برداء المصالح .
هل نحن مستعدون لتهيئة هذا الجيل أم أننا سنترك الفضائيات تهيئتهم بما يتوافق مع نحن فيه من شتات وتمييع ،وبما يتوافق مع عفن جسدنا العربي الراقد فوق الأحلام الأسنة ،والآمال المٌعلبة والطموحات المحرمة .
جسد تعفن من طول انتظار بطلاً مغوار لم يٌخلق إلا في عقولهم الضيقة ، وكتبهم السمجة .
هل نبدأ بالخطوة الأولى لتهيئة الثورة ضد أنفسنا أولاً وحكامنا ثانيا و المستعمر أخيراً أم أننا سنظل نعبد أر أجوزات إسرائيل نٌسمي بأسمائهم ،ونحلف بحياتهم ،ونقٌبل نعالهم علانية ونلعنهم في السر كما يقٌبلون نعال من يحركهم بأنامل حقيرة سراً ويلعنونهم علانية ،هل حان الوقت لبتر ما تعفن من أعضائنا أم أن الماضي سيربطنا بوثاق الحقد والكراهية إلى أن تٌستباح عرائسنا جميعها كما استباحت عروس العربي ذات مساء ضاع فيه القمر ،وبكت فيه السماء فهلل الحمقى للمطر وصفقوا على دوي الرصاص ،وظلوا ينتظرون الحمامة البيضاء ذو الغصن الزيتوني ،لم يدروا أن تلك الحمامة أسطورة إسرائيلية أتقنوا تلقينها لهم ،وتفنن الحمقى في تمجيدها والاحتفال بعيدها .
أيها الجسد المتعفن حلماً وحقداً ووجعاً ، أيها الجسد الأحمق إذ ينتظر أن تتحول الأسطورة إلى حقيقة ، والتعيس إذ يرقد على نعش من الأوهام مغزول ..هل حان الوقت للعلاج أم أن طبيب بطاقية " إسرائيلية " سيأتي لمعالجة ألمك وتهدئة وجعك .؟!؟

ريـّـا أحمـد _ اليمن