صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

 

عروس عروبتكم !!!
بقلم /ريا أحمد ـ اليمن

ذات مساء ،خطف السفهاء عروس -العربي- لا زلت أتذكر فستانها الأبيض وتاجها الفضي ، العربي صرخ حتى انشق القمر وصار النهر نهرين ،والأرض من صرخاته انقسمت شقين وصار الأخوة كالكلاب يخافون صرخات العربي وبكاء عروسه .
خطف المغتصبون عروس العربي ،عروسنا، باتت في أحضان أبناء العم ،يعبثون بشعرها الليلي ، ويفقئون عيناها الزيتونيتين ويقتلعون فمها التوتي ،عروس العربي،عروسنا،تنام بحزن على فراش الجبناء ،ينهشون جسدها كل ليلة ،ويعبثون بشرفها كل لحظة .
بكى العربي،بكينا،جٌرح قلب العربي،قلوبنا،العالم يرثي حال العربي،حالنا،عروسنا تصرخ ولا يكتم صوتها سوى العربي،سوانا، يا عروساً أبكتنا كثيرا ،سنعود لأخذك والاحتفال بعرسك من جديد ، يا عروس مزق الأوباش أنوثتها ،لا بد أن نعود ،انتظري ثورة تخرج الأحلام من أفكارنا ،وتطرد الكلمات من أفواهنا .
العربي بطل ،نحن الأبطال،تحدث في كل مكان ،وكتب في كل زمان ،سافر إلى كل بقاع اليأس ، العربي بطلاً رشحه الضعفاء ملكاً ،فهو اكثر من قبل أيدي الجبناء ،وسجد لنعال السفهاء ،حديثاً هنا و دموع هناك ،عروس العربي لا زالت تحلم وهي تغتسل بدماء صفراء كل فجر ،تحلم بفستان آخر وزفاف آخر و عربي آخر .
العربي صار خليفتنا ،ذهب بوقار إلى أبناء العم "هل تعيدوا عروسي إليّ!؟ " ضحك السفلاء ، وأجهش العربي بالبكاء ..
أرجوكم أعيدوها إلي هدد العربي بإغراق العالم بدموع هوجاء ،و توعد بشن هجوم عنيف بالكلمات ،منحه أبناء العم نصف جسد ،وافق أن يقضي مع عروسه سويعات وتقضي مع المغتصبين ساعات أخرى ،أشقاء العربي يخافون على عرائسهم من بعضهم البعض ،ويحرضون العربي على ترك عروس سلب الأوباش بكارتها ،صمت العربي للحظات ،ورفع سيفه بغية استرداد كرامتنا .
صار العربي بطل علٌقت صوره في كل زقاق الذل والمهانة ،فرح بنصف جسد ،وعروسه تتقيأ كل ما ارتمت في أحضانه ، العربي يفرح ببطولاته وانتصاراته ،وعروسه لا زالت تحلم بعربي آخر يخرج من كتب التاريخ ليهديها فستان وردي وطوق زهري ،حينها ستٌزف عروس عذراء ولن ترتمي في أحضان أي عربي يحلم بنصف عروس ،ويخجل من صرخات الشرف .
العربي لا زال هناك يكتب الكلمات ،وعروسه لا زالت تصرخ :
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم ..
وتناثرتم شرفا
وصرختم فيها أن تصمت صونا للعرض
أولاد (…) هل تصمت مغتصبة
للشاعر مظفر النواب