هل ترضى أمريكا واسرائيل بأقل من مفاعل الباكستان النووي
م. يوسف قاسم

بدون مقدمات وبدون أدنى شك ، فانني أجزم أن أمريكا واسرائيل وبالتعاون مع الثالوث الهندي ليس أمامهم من هدف اسمى من تدمير القوة النووية والتي تمتلكها دولة اسلامية، والتي يخشى من ان تقوم باستخدامها في يوم من الايام في مصلحة الامة الاسلامية ، لاسيما فلسطين. لقد شعرت اسرائيل وامريكا بالخطر الداهم الذي هم يواجهونه من دولة اسلامية . وأنها كسابقتها من الدول الاسلامية الاخرى تمثل خطراً يهدد سلامة أمن اسرائيل ، وبالتالي المصالح الامريكية والاوروبية على حد سواء. أما الطامة الكبرى أمام دولتي الظلم والفساد والارهاب الامريكية والاسرائيلية تتمثل في أن هذه الدولة ليست وحدها هي من تمتلك هذا السلاح النووي ، إنما تمتلكه جارتها وعدوها اللدود ألا وهي الهند.

لم يكن بمقدور هاتين الدولتين أن تفرضا الحظر والمنع لقيام هذه الدولة باجراء تجاربها وانتاج اسلحتها ، بينما تسمح بذلك للدولة الهندية والتي تعتبر من دول التحالف الحقير وان كانت لم تسجل رسمياً بذلك ، وان كان هذا فعلاً ما تتمناه وهو ما وعد به " الدجال " بيرس .

< لقد حاولت أمريكا بكل وسائلها أن تدخل الباكستان في طرف ما يسمونه بالارهاب وبأنهم يدعمون الطالبان وأنهم يدعمون قوات القاعدة . لقد حاولوا ودون تردد ليجدوا ذريعة كافية لينقضوا على الباكستان وقبل افغانستان . ولكنني أشهد أن مشرف كان على درجة عالية من الذكاء بحيث استطاع أن يجنب بلاده مثل هذا الامر.

إن باكستان ليست بدولة عاجزة بعد ، بل بامكانها أن تكون قادرة على أن تفرض رأيها ، ولكنها لم تشأ أن تتورط في وقتها الحاضر في صراع ترى أنه قد يجلب لها الويلات لاسيما إذا تكالبت عليها قوى الشر. بالرغم من كل ما ظهر من معلومات ، فانني لا زلت أشك أن يكون للقاعدة أي ضلع فيما جرى من أحداث في سبتمبر العام الماضي. وما زلت أجزم أن أمريكا نفسها وإسرائيل خاصة هم من كانوا وراء الحادث. لقد ذكر النائب الامريكي السابق دافيد ديوك في إحدى مقالاته المطولة أن اليهود هم من كانوا وراء مثل هذا العمل . وقد أكد ذلك بعد أن تحقق من صدق ما ورد في مقالته المطولة. وإلا كيف نفسر أن يكون فقط شخص واحد يهودي ضحية الاحداث من مائة وخمسون تم تأكيد مقتلهم ، بينما تبين أنهم لا يزالون أحياء.

ألم يرى النتن ياهو ان تلك الأحداث ممتازة ، ثم تراجع ليقول أنها ستكون ممتازة على العلاقات الاسرائيلية الامريكية . ألم نسمع تعليقات شارون المبتهج لغض العالم النظر عما يحدث في الارض المحتلة ، والتي شهدت قرابة الخمسة عشر شهيداً دون أن تسمع ولو كلمة احتجاج على استشهادهم. أما أمريكا وبما تتبعه من أساليب الغطرسة والتجبر على مختلف شعوب العالم ، ألم تهيء بذلك الظلم المجال لكل من ذاق مرّ العذاب والظلم أن يحاول بشتى الطرق للانتقام من تلك الدولة. ولم نذهب بعيداً ، ألم نرى أحد أبناء تلك الدولة يقوم بعملية مشابهة لما حدث ، يشجع فيها ما حدث في سبتمبر وأنه يدعم بن لادن. لم لا يكون من قام بذلك العمل هو أمريكي مهووس " منهم فيهم ".

ولربما كما قلت سابقاً ، كان ما حدث بايدي صهيونية وأمريكية ، اتضحت أهدافه وظهرت الفوائد التي جنتها كل منهما . فها هي إسرائيل قد غيبت العالم عن قضية الشعب الفلسطيني . وليس هذا فحسب بل إن جهاد هذا الشعب أمام الكيان الصهيوني ما عاد ينظر إليه إلا أنه إرهاب ضد دولة الحقارة الصهيونية . لقد رأيت مثل هذه النظرات في عيون الكثيرين الذين لاينظرون الى قضيتنا إلا في عيون الصهاينة ، ولقد أجادوا عمل ذلك بفضل ما يمتلكون من قوة إعلامية تستطيع أن تقلب موازين العالم لصالحها. ولنبقى نحن باعلامنا نلهث وراء الشعر السافر ، والصدر البارز ، والجسم العاري ، والفخذ الملتف . نقدم كل ما يوقع أبناءنا في متاهات لا يخرج منها. نتمنى أن يفوق كل من يدعم هذه الامور من سباته ، وأن يدرك أن إنما يدعم بفعلته ذلك العدو الصهيوني.

أما فيما يتعلق بموضوعنا الرئيسي ، فإن أمريكا و إسرائيل لن تسكت على باكستان ، وأنها لن ترضى بأقل من تدمير مفاعلها النووي . وان كانت لم تستطع جهرة أن تقوم بذلك ، حيث أنها لم تجدد المبرر الذي يدعم موقفها أمام العالم ، فإنها أخذت تفتح موضوعا قديما جديداً ، ألا وهو موضوع الخلاف على كشمير ، لعلها تفلح بإحداث حرب بين الدولتين الباكستانية والهندية ، ولا بد وأن يصل صاروخاً على موقع المنشآت النووية ، سواء من خلال الحرب التي ستقوم بين البلدين ، أو ربما سيقع " بالخطأ " من قبل أمريكا وهي تحاول فض الخصام .

لا أحد يشك بسوء النوايا الصهيونية ، والتي لم تتوانى بارسال الدجال بيرس إلى تلك الدولة الهندية ، والتي وعدها بالدعم بكل ما تملك ، ضد الارهاب والذي يشاركونهم في معاناة ويلاته ، وأنهم في هم واحد . بل أن هذه الدولة الحقيرة على أتم استعداد للمشاركة في الحرب . ما أراد هذا الحقير إلا أن يبث السموم في قلوب الهنود ، ضد جارتهم لإضعافها وضحد خطرها المتوقع وقبل الحدوث . ولقد وعد ذلك الكذاب بأن يضم الهند لحلف شمال الاطلسي.

لقد انكشفت أمريكا واسرئيل ، وظهرت أهدافهما للعيان .وظهرت سوء نواياهم تجاه الامة الاسلامية على حد سواء. ولكننا سنظل نعيش في جهلنا ، وفي سعينا وراء المال والشهوات. ولا أدري متى سنفوق من سباتنا ، ومتى سنقف في وجه الطغيان ؟؟؟ لا بد وأن اليوم قريب وأن نصر الله ليس ببعيد ..

م. يوسف قاسم