صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

نيويورك…من الجاني؟
بقلم : يوسف قاسم

ترددت كثيرا قبل أن أكتب..لأنني لا زلت غير مصدق لما حدث.. بأنه وقع في عقر القطب الاوحد للقوة في العالم.. هل ما حدث كان حقيقة ، أم خيال ،أم فيلم سينمائي من أفلام هوليود ، التي تعودنا عليها من قبل السينما الامريكية الضخمة.. ولكن الواقع أن ما حدث قد حدث فعلاً.. من وراء هذا الحادث؟! وكيف حدث ؟وما المغزى المستفاد من مثل هذا الامر ؟ قيل كثيراً أن مثل هذه العملية هي أكبر بكثير من مقدرة العقول العربية ، حيث أن التخطيط العظيم لاحداث مثل هذا الاصطدام المدروس بحيث أنه ادى لانهيار البرجين .. اما العقل العربي فانه لا يشك بقدرته وإمكاناته العالية ، ولكن اوافق الرأي أن العرب لم يقوموا بمثل هذا العمل..لأنه كما يقال "اذا اردت أن تعرف من الجاني فانظر للمستفيد ". ان ما جرى بنظري هو عملية مدروسة ، لم يكن وراءها جهة واحدة ، وانما كانت باجماع من عدة جهات تجمعها مصالح مشتركة . وقبل أن ندخل فيها فانني أود أن أذكر أن أمريكا ومن خلال ما تقدمه من أفلامها والتي بنظري تعكس حقائق كثيرة حدثت وتحدث من قبل تلك الفئات الحاكمة والتي لا تتردد في عمل أي شيء في سبيل تحقيق مآربها الفاسدة دون أن تراعي المشاعر والحقوق الانسانية.
فكم رأينا أنهم يقومون بالتخلص من عدة أفراد وجماعات تم ارسالهم من قبل حكومتهم وفي حال تم اتطلاعهم على بض أسرار اعمالهم الشريرة ، قاموا دون تردد باصدار أوامر التخلص منهم ، ثم ألبسوهم ثوب الضحية وأشبعوهم بالصلوات ، وصوروهم بالابطال . هل يمكن أن تكون الاحداث التي جرت في حقيقة الامر هي أشبه بتلك الافلام التي صنعوها؟.. لم لا.. وقد رأينا أن البرجين والذين يرتادهما اكثر من 150 ألفاً شخصا يوميا ، لم يرقى عدد ضحاياه الى الثمن على فرض ساعة من ثماني ساعات عمل.. لقد تغيب في ذلك اليوم عدد لا باس فيه من اليهود. هل كانوا على علم بما سيحدث؟؟ ألا تخدم هذه الحادثة التي هزت العالم - سواء بالرقص فرحاً أو باشعال الشموع خزناً وتأثراً - مصالح الدولة الصهيونية؟؟ ألم يصرح بعض الساسة الصهاينة بغبطتهم وسرورهم لاحجام العالم عن النظر لما يحدث من جرائم بشعة في أرض فلسطين المحتلة؟؟ ألم تكن حركات الصهاينة مكشوفة عندما حاولت - وللاسف - قد أفلحت في اقناع الرأي العالمي أن العرب والمسلمين هم الارهابيون وهم من يعيثوا في الارض فساداً .
هل عجزت حقاً أمريكا عن احباط بعض ان لم يكن كل تلك الانفجارات ، وهي كما يعلم الجميع ، السيد الوحيد المتربع على عرش القوة بما لديها من أسباب القوة العسكرية والامنية والاستخبارية ؟هل غضت النظر عن ذلك وأنها أرادت فعلاً أن يحدث هذا باختيارها ؟ هل أرادت من ذلك أن تجد الدعم الدولي وبالاجماع لأن تصل الى ما تصبوا اليه من أطماع اقتصادية في أرض تعج بخيراتها الوافرة والغنية ؟ هل أرادت أن تفرض طوقاً على العالم الشرقي ، وأن تكون على مقربة من تلك الدول التي قد تهدد مصالحها لا سيما وأنها أصبحت قادرة على انتاج القنبلة الذرية ، وبالاخص الدولة الاسلامية الباكستانية الواهمة أن وقفتها مع أمريكا سوف تجنبها المواجهة معها وبالتالي سوف تحمي قنبلتها ؟ أم أرادت أن توجه للصين صفعة أقوى مما وجهتها لها في الحادثة الأخيرة؟ ان كل ما سلف هي احتمالات واردة سوف تبديها لنا الايام القادمة .
وماذا عن الببغاء البريطاني .. هل كان تأييده لأمريكا في كل حالات الغطرسة التي تنتهجها ، مجرد صداقة وتنفيذ لشروط الدفاع المشترك .. ان كان كذلك ، فأين بقية دول الحلف ؟ ولم لا تشترك مشاركة فاعلة ؟هل أراد بلير ان يثبت أنه قادر على رد أعتبار الدولة العظمى سابقا عما تكبدته من خسائر في أفغانستان؟ هل حقاً أن هدف بريطانيا هو القضاء على الارهاب وملاحقته أينما كان؟ أي عدل تتحدث عنه بريطانيا ونحن نرى كيف تتعامل بريطانيا مع قضية ايرلندا.
وماذا عن الدب الغارق في سباته .. هل لروسيا مصلحة في ذلك ؟ هل تم جدولة ديونها ؟ هل وعدت بحصة من الخيرات التي ستجنيها أمريكا؟ أم أنها ترى في تلك الحرب على أفغانستان بالذات هي انتقام للخسائر التي جناها الاتحاد السوفييتي على أرضها.. ان الحديث عن "عدالة بلا حدود" هي حجة واهية لا تعكس حقيقة ما يجري. ان ما تقوم به أمريكا - بكل ما تعنيه الكلمة- هو ظلم وغطرسة وجبروت بلا حدود. أي عدل تتحدث عنه ، وها هو شعبنا المناضل في ارض فلسطين يقبع تحت ظلم الاحتلال ، وعلى مرآى من ذلك المدافع عن العدالة . و لا أراها قد حركت ساكناً عندما يستشهدوا أبناء أمتنا ، أو تهدم بيوتهم ، أو يشردوا ليعيشوا بلا مأوى.
نحن لا نقبل الارهاب بشتى أنواعه . ولا نقبل أن يقتل الابرياء والعزل دون سبب ارتكبوه. وان شاءت امريكا أن تكون جادة في سعيها فمن المطلوب منها - ان قبلنا بها حكماً - أن تكون منصفة فيما تفعل. وان أرادت ان تحارب الارهاب ، فتلك هي اسرائيل ، دولة الغطرسة ، والتجبر، والارهاب ، والعنصرية . فلتبدأ بها لنعلم حسن نواياها وصدق هدفها. ولكن هيهات لها ان تفعل . كيف يحدث ذلك وكل القائمين عليها هم اما يهود أو موالون لهم .