صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

الارهاب
بقلم /م. يوسف قاسم

الارهاب … كلمة ترددت كثيراً على مسامعنا ، أصبح الصغار قبل الكبار يرددونها فيما بينهم ، وذلك بعد احداث نيويورك وواشنطن. كلمة لم يكن لها مفهوم سابق من قبل - على الاطللاق - ولا أحد يكترث لها أو يعيرها ذلك المفهوم الكبير الذي نجحت أمريكا في خلقه والترويج له.
هل ما حدث في أمريكا فقط هو الارهاب، وأن تلك الدولة الوحيدة التي لا يجب أن يحدث فيها مثل تلك الاعمال .
هل هم فقط من يجب أن توضع نعالهم على رقاب كل الأمم ، ولا يحق لأحد من باقي الأمم أن ينظر حتى الى تلك الوجوه، التي تحمل شتى أنواع الجبروت والقسوة والظلم والتكبر ، ولو نظرة شكوى من هول ما يصنعون ؟!!

هل جاءت تلك الاحداث عبثاً؟ هل حقاً أن أمريكا دولة مسالمة ، تنشد السلم والمحبة ، ونشر العدالة فيما شتى أصقاع الدنيا - كونها القوة الاوحد ، وظنها أنها الموكلة عن سائر الشعوب في تحقيق تلك الاهداف.
إن كان ما حدث في أمريكا ، بفعل إسلاميين أو عرب ، فإنه ما جاء عبثاً ، وما كان تسلطاً ، واعتداءً على شعب مسالمٍ.
إن مأساة الشعوب ، ومرارها لم يتأتى إلا من هذه الدولة الأمريكية المتجبرة.

أين كانت أمريكا من قبل ، وشعبنا الفلسطيني يفقد يومياً وعلى مسامع العالم أجمع العديد من الشهداء ، يتساقطون الواحد تلو الآخر ، يضحون بأنفسهم في سبيل الله ، للذود عن حمى فلسطين ، أو تغتالهم أيدي الإرهاب بالدبابات والطائرات والمتفجرات وشتى أنواع السلاح ، والمصيبة الكبرى أنهم يدعون أنهم بذلك يحاربون الإرهاب !!!
ماذا كانت تفعل أمريكا عندما ترى كل تلك الأحداث ؟ هل غير " الفيتو " من حلٍ إزاء إرهاب الدولة تلك ؟! هل شعب فلسطين مجرد بهائم تصطادهم إسرائيل في رحلات صيد مشروعة .. وأن اصطيادهم هذا لن يعرضهم للإنقراض ؟!! إنها حقيقة ، وإن وقفة أمريكا هذه لأكبر تأكيد على تأييدها لما يجري ، وأكبر تأكيد على سوء نواياها تجاه ذلك الشعب الصامد ، أمام دولة الإرهاب المتغطرسة والمتجبرة .

لقد بدأ بوش بإعلان حربه باسم الحرب الصليبية ضد الإسلام ، ثم تراجع عن هذا الاسم ، فوضع اسم العدالة الكبرى ، ثم غيّره إلى حرب على الإرهاب … ولم يضع أمام العالم إلا خيار الوقوف معهم ضد الإرهاب أو عليهم .

لقد توصلوا إلى نتيجة واهية ودون تردد أن من قام بهذا العمل هم جماعة بن لادن، وان هذه الفئة الإسلامية لهي أسباب الإرهاب ومنفذته وهذا ما دعا بوش لإطلاق حملته الصليبية على الإسلام .
هل أثبتت أمريكا ذلك للعالم ؟ إذا كانت أمريكا قادرة على التلاعب في أفكار شعوبها فإنها لا تستطيع خداع باقي العالم. حيث أنها كانت تستغل وجود الأشرطة المصورة من أحاديث بن لادن وأصحابه بدبلجتها وإظهار بعض الألفاظ التي ترد فيها ذكر أمريكا بالسوء .
فقد لعب الإعلام دوراً كبيراً في الترويج لهذه الأهداف وغرس السموم في عقول الشعب الأمريكي - اللاهي دوما- وإظهار وحشية العرب والمسلمين . ولله الحمد فلقد كان لمثل هذه الأحداث أهمية كبرى ، وكما يقال " رب ضارة نافعة " . فقد دعت تلك الأحداث بعض المهتمين من الغرب عامة ومن أمريكا خاصة للبحث والتدبر عن السبب الذي يجعل ذلك المسلم يقوم بالتضحية في روحه رخيصة لتحقيق أهدافه . لقد دعتهم تلك الأمور لدراسة الإسلام وأركانه ومعاييره وآدابه . فانخرط العديد منهم في الإسلام. ثم جاء مسمى العدالة الكبرى . وكأن أمريكا هي رب الكون ، وأنها الوحيدة التي بيدها أمر الشعوب ، مما أثار مشاعر المسلمين لهذا المسمى ولسابقه ، ما دعا بوش لتغييره والاعتذار عن تعابيره الصليبية ، ليس حباً في الإسلام أو المسلمين ، ولكن ليبقي من كان واهماً بذلك على وهمه ، ولينال الرضى من الشعوب الإسلامية ، وموافقتها على محاربة دولة مسلمة.
ولا شك أن أمريكا تدرك أن مثل هذه الموافقة تامة سواء رغبت تلك الشعوب الإسلامية الإقرار بتلك الحرب أو رفضت . ومن يجرؤ على قول " لا " ؟!!!

فلنبقى لاهين ولنبقى ضائعين ، ومشتتين ، تنفرد فينا أمريكا وإسرائيل ، وكل الشعوب الغربية ، التي لا تكن لنا في صدورها كل الحقد والرغبة في القضاء علينا وتدمير الإسلام وأهله. ولنبقى نلهث وراء المال والسلطة ، وارتكاب الفواحش وهتك أعراض بناتنا المسلمات مقابل الدراهم ، التي ترمى على أعراضهن التى تشترى بما لدينا من مال كفيل لشراء شرفهن ، سواءً قبلن بذلك أم أرغمن عليه.

إننا في حاجة إلى وقفة واحدة ضد أمريكا وإسرائيل ومن يوالونهم .
إننا بحاجة لأن نقول كلمة رجل واحدٍ . كلمة " لا " لأمريكا . لا لكل ما تفعله فينا . لا لصحوتها الكاذبة ضد الإرهاب .
حريٌ بها أن تحارب إسرائيل أولاً . وحريٌ بها أن تخرجها كاملة من أرض فلسطين بالكامل .
فليس للإسرائيليين أي حق في أرض فلسطين . وليس لهم أي حق بإقامة دولة في وسط أمتنا العربية .
فهم ليسوا إلا ورم خبيث في جسد أمتنا العربية الإسلامية ، ولا يمتون لهذه المنطقة بصلة.

تريد أمريكا أن تستغل أمر حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم جنبا إلى جنبٍ مع دولة إسرائيل ، لتكسب التصفيق والموالاة من الأمة الإسلامية لكل ما تقوم به.
تعرف أمريكا كيف تلعب في عقول العرب ، فتارة تتحدث عن دولة فلسطينية ، وتارة تتحدث عن عدالة ، وحقوق إنسان . وبالطبع يساندها " الببغاء " البريطاني في تلك الأكذوبة.
هل ظهرت الآن فقط قضية الشعب الفلسطيني ؟! إن ذلك الرئيس الأخرق لا يزال يرفض تماماً مقابلة عرفات، حتى يلتزم بشروط إسرائيل .
وأن أمريكا والمتحدثون باسمها لا يزالون يطلبون من الشعب الفلسطيني إيقاف العنف .
وان على عرفات إحكام السيطرة على أبناء شعبه الإرهابي ضد إسرائيل .
أما ما تقوم به إسرائيل من قتلٍ وتشريد للشعب الفلسطيني، وتدمير منازلهم ومصادر رزقهم ، واقتلاع الأشجار ، ومحاصرتهم وتنفيذ حملات التجويع الشامل …الخ ما هو إلا حرب ضد الإرهاب.

هذا هو مفهوم أمريكا وإسرائيل والغرب تجاه الإرهاب .
وهذا ما ندركه نحن أمة الإسلام ، ولكننا لا نزال نسعى حفاة عراة إليهم ، واضعين رقابنا تحت رحمة سيوفهم ، لهم أن يفعلوا فينا ما يشاءون .
إننا بأمس الحاجة للعودة إلى ديننا ، وبأمس الحاجة للفتوحات الإسلامية ، ولعودة صلاح الدين . نعم ... لقد ولّى زمن صلاح الدين ، ولكن لا بد وأننا بعودتنا لديننا سيكون فينا عشرات الألوف من أمثال صلاح الدين …
===================
م/ يوسف قاسم