الجامعات الألمانية
خدمات
نصائح
اين أجد ماذا؟
دفتر الزوار
الصفحة الرئيسية
بنبي العصر !!!
فقد الأرض والوطن والهوية وتحمل القتل من الشقيق قبل العدو ولكنه بقي حراً حتى في سجنه وبنى لنفسه وجوداً في اللاوجود وتمسك بكرامته في محيط يعج بالمتخاذلين فحول ضعفه الى قوة حتى أصبحت أحذيته وحجارته تعادل قنابل عدوه النووية والصواريخ الى أن جاء من يصف هذا الفلسطيني " بنبي هذا العصر " وإن كنت لا أوافق على ذلك الوصف لأسباب معروفة ولكنه وصفاً مجازياً يحمل في طياته شيئاً من الحقيقة المؤلمة ، حيث أن المعروف عن الأنبياء هو أن أول من وقف ضد رسالتهم هم الأقربون من أبناء جلدتهم وهذا هو تماماً ما حدث ويحدث الآن .
ففي إنتفاضته الاولى جعل الفلسطيني من دمه بحراً حمل سفينة من ظن أنهم سيقودون ثورة التحرير وإذا بهؤلاء يتحولون الى وكر من الفساد والقمع ، فكان أول ما فعلوه أن تسلحوا بالمرسيدس والألقاب الفارغة واغتصبوا أرض الفقراء ليبنوا عليها بيوت الدعارة والكازينوهات ويلقوا بالمجاهدين في السجون التي ورثوها من الصهاينة .
فيا للعار أن تعيد السلطة المجاهدين الى السجون التي كانوا فيها في عهد الإحتلال ليجدوا أن لا شيء تغير عدى لغة السجان وبزته . فإذا ما نظرنا الى الأمر بمنظور القياس المجازي لا المعنى الحقيقي فإن الفلسطيني أضحى حقاً نبي هذا العصر .
ولنتساءل : مالذي جعل وزراء في السلطة هم أصلاً من يافا واللد والرملة يتنازلون عن مدنهم بحكم معاهدات إستسلام مخزية ؟ وهل القصور التي إستولوا عليها عنوة أو إشتروها بأموال الفساد في غزة ورام الله والخليل أصبحت بديلا عن بيوت الآباء والأجداد في مدن فلسطين السليبة ؟؟ وأي إنحطاط خلقي أن يصف وزير سلطة العمليات الإستشهادية بالإنتحارية وأن تعلن السلطة أنها ستعاقب المجاهدين والأبطال المدافعين عن كرامة الشعب والأمة. هل هذا ما أراده الشعب الفلسطيني من قيادته ؟؟ هذا الشعب الذي إعتقد أنه لن يكون إمعة لأي حاكم ولن يسير على درب من جعلوا من زعمائهم آلهة تعبد .
لا ... لم يكن في الحسبان ولا هو المطلوب أن يكون لنا دولة مسخ على جزء من أرض فلسطين السليبة أو سلطة بحد ذاتها وإنما الهدف الذي لا نحيد عنه هو فلسطين العربية المسلمة والتاريخية بكل ذرة من ترابها وعليه فكل من له هدفاً غير هذا أن يبحث عن قبراً لنفسه ولأهدافه فالحق لا يجزء كما وأن فلسطين هي الحق ... والحق بعينه .

احمد منصور