صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

بقوة وحماس والى الأبد

كيف لنا أن نفسر تكالب امريكا واوروبا المسعور لإنهاء إنتفاضة الشعب الفلسطيني وما الذي يريده الغرب منا ؟
إنهم يريدون منا أن نرى الأشياء بعيونهم ... أن نتحدث بألسنتهم ... أن نسمع بآذانهم ... أن نذوب في كؤوس طاعتهم ... أن نكون أمة بلا حماس وبلا كرامة حتى ننال رضى من لا يرضى أصلاً ؟ لا شك بأن أمريكا وبعد أحداث نيويورك وواشنطن ، إستطاعت إستغلال الإرتباك الذي حصل للمستضعفين في الأرض ومن لا حول لهم ولا قوة حيث نجحت في إحتلال الذات البشرية لهؤلاء جميعاً وجعلت من باطلها ميزاناً ومعياراً وحيداً للقياس في عالم ترتعد أطرافه خوفاً .
وهذا يفسر تماماً ما نسمعه اليوم من اوروبا ووزراء خاجيتها من مدافعة مستميتة عن كيان ملطخة أيادي كل فرد فيه بدماء أطفال ونساء وشيوخ العرب في كل من فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن ، كيان أقامته أيادي عصابات إرهابية ، كيان من المجرمين القتلة ، فيما يريد الاوربيون وفي المقابل من شعب سلبت أرضه واغتصبت أن يتخلى عن حقه في الوجود والعيش الكريم فوق تراب وطنه ، يردون منه أن يقبل الحياة في مخيمات الشتات والى الأبد .
فأي إنهيار خلقي هذا الذي أصاب اوروبا ووزراء خاجيتها ؟
لقد وقعت اوروبا وبرعانة غير معهودة في الفخ الذي نصبته لها امريكا ، وهذا قمة في الغباء ذلك لأن مصلحة اوروبا وأمنها ليس في أمريكا البعيدة ، بل في منطقة الجوار العربي .
فأمريكا ، هذه الجزيرة المعزولة في وسط المحيطات والبعيدة كل البعد عن المنطقة العربية والأوروبية ـ ليس تاريخياً فقط وإنما جغرافياً كذلك ـ تستطيع العودة في أي وقت تشاء الى عزلتها الجغرافية وتترك العرب والأوروبيين لمصير تشاركوا فيه منذ الآف السنين وقبل أن تكون هنالك أمريكا بزمن بعيد. لذلك كان الأجدر باوروبا أن لا تلهث خلف أمريكا وشهواتهاالإنتقامية وهي منبهرة بقوتها الآنية وتكون بذلك قد ارتكبت خطأ إستراتيجياً .
وقد يكون الخطأ اكثر شمولاً إذا ما ظلت اوروبا تقيس قدرات الشعوب العربية بنفس المسطرة التي تقيس بها حجم حكامهم الخصيان . فهؤلاء وأنظمتهم الإرهابية سيلقون حتماً مصير أمثالهم من الطغاة .
لذلك فإننا لا نستنكر مطالبة وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي بتفكيك حركات المقاومة الفلسطينية فحسب ، بل نطالب هؤلاء بالتراجع عن هذا الموقف المنحاز للباطل الأمريكي والصهيوني .
إننا وعلى عكس ما يدعي المنبطحين وذوي نظرية الواقعية ، لا نتجاهل قوة الغرب العسكرية وليس لدينا أدنى شك بأن الغرب قادر على إحتلال أوطاننا إذا ما أراد ، لكننا وفي الوقت ذاته لا نخشاه بل نعتبر أن الإحتلال بحد ذاته هو أول خطوات التحرير .
لكن الواضح هو ان الغرب لا يريد إحتلال الأرض بقدر ما يريد إحتلال الذات الإسلامية والعربية . لكن هذا لن يحدث ابداً ذلك لأن للمسلم وطناً لا مجال لإحتلاله ، ألا وهو دينه الذي يحمله في أعماق جوارحه وإينما ذهب .
لقد ضرب الشعب الفلسطيني بمقاومتة وخصوصاً الإسلامية منها مثالاً رائعاً أثبت فيه عدم جدوى الإحتلال بالقوة العسكرية .
هذا الشعب وعلى الرغم من أن وطنه محتل ، يكاد يكون من الشعوب القليلة التي لا تزال تملك حرية رفع الرأس شامخاً .
وعليه فإننانعلن وبكل ثقة في النفس وبقوة الحق بأننا لن نسمح لاوروبا في الإستمرار بمنح أرض فلسطين لليهود في محاولة منها لتعويضهم على ما إرتكبه الاوروبيون من مجازر ومذابح بحقهم .
فليس الفلسطينيون هم من زج باليهود الأوروبيين في المحارق ، وإذا ما كان على الضمير الأوروبي أن يصحو فلا نقبل أن تكون تلك الصحوة على حساب الإنسان الفلسطيني وحقه في وطنه .
فمن يريد منهم أن يمنح اليهود وطناً فليفعل ذلك شاكراً ، ولكن ليس الوطن الفلسطيني ، فهذا له أصحابه الذين سيدافعون عنه بقوة وحماس والى الأبد .
=================
احمد منصور