صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

 

إن لم تكن الصهيونية حركة عنصرية؟ فما هى إذن العنصرية ؟
بقلم : محمد شريف كامل

لقد وصلنا إلى حد أن الولايات المتحدة بإيعاز من الحركة العنصرية الصهيونية توجه العالم كله إلى إتجاه محدد ومن يخرج عنه يعاقب، ووجدت كندا ان ذلك هو المسار المناسب أيضا لإرضاء الصهيونية. وجاء ذلك كله على أثر الهجمة الشديدة الى بدأت الصهيونية تشنها فى العالم كله لتلغى تعاطف العالم مع الإضطهاد الذى يواحهه العرب في فلسطين .
وثارت الصهيونية وأعوانها لأن العرب عادوا يتحدثون عن مساواة الصهيونية بالعنصرية، وهم للأسف لم يقوموا بذلك بل طالبوا فقد بإدانة الممارسات العنصرية التى تمارسها إسرائيل ضد العرب وهى لا تحتاج إلى إيضاح، إلا أنه فى عالم أصبح من الممكن أن يطالعنا الإعلام بمقولات بلهاء مثل أن إسرائيل تدافع عن نفسها، وضرورة توفير الأمن للمستوطنيين ...إلى أخره من البلاهات التى تروجها أجهزة الإعلام فى شمال إمريكا كل يوم، حتى وأن بعض المدعين للتعاطف مع الحق العربى الفلسطينى بدأوا يرددونها . فى عالم كذلك اصبح من غيرالمقبول- بمنطقهم- أن يطلق على الصهيونية أنها حركة عنصرية وهى كذلك، والفاصل سيكون بتحديد ما هى العنصرية؟ وماالذى تتطلع له الصهيونية منذ نشئاتها؟
فالعنصرية أولا : هى كل حركة تهدف إلى إعلاء طائفة فوق الطوائف الأخرى، وتخصيصها بالسيطرة على الطوائف الأخرى وعلى الثروات لسبب يرجع إلى العنصرأو الدين أواللون أواللغة.
والعنصرية ثانيا : هى كل حركة تتطلع إلى تنفيذ ذلك الهدف الأول بكل الوسائل،هما كانت.
والعنصرية ثالثا : هى كل حكومة أوتنظيم يعمل على التفرقة فى التعامل بين المواطنين على أساس من الأسس المذكورة وهى العنصرأو الدين أواللون أواللغة. و قبل أن نبحث فى مدى إنطباق أى مما ذكرنا على الحركة الصهيونية، علينا أن نحدد أولا كيفية نشائه الحركة الصهيونية؟ فلقد نشأت الحركة الصهيونية فى أواخر القرن التاسع عشر منذ حوالى مائة وعشرون عاما على أيدى مجموعة تزعمها (تيودور هرتزل) فى سويسرا ، والذى كانت حركته سببا مباشرا فى غضب الأوروبيين،الذين شعروا أن هناك من يحاول أن يعطي لطائفه ما وضع خاص، ولقد نادى هرتزل بأن يتحد كل اليهود للسعى إلى إقامة دولة لهم فى أى مكان وكان مرشحا لهم ( أوغندا - الأرجنتين - فلسطين) لتصبح إحد تلك الدولةهى دولة لليهود فقط، وبدأت الضغوط منه ومن رجال المال اليهود على الدول الإستعمارية الأوروبية، تحديدا فرنسا وأسبانيا والبرتغال وهولندا وإنجلترا، حيث نجحت مع الأخيرة فى إستخلاص ما عرف بوعد بلفورعام 1917 بوطن لهم فى فلسطين. تلك الفكرة كانت ولا شك تقوم على دولة ذات عنصر خالص غيرمختلط لليهود وبالطبع لن يتحقق ذلك إلا بإخلاء غيراليهود من تلك الأرض، وكان ما كان فى فلسطين وهو ما لن نخوض فيه الأن. ولذلك إنطبق عليها التعريف الأول للعنصرية وهوتخصيص طائفة ما بمصدرثروة محددة وذلك كان لسبب دينى واضح، وإستمرت من اواخر القرن التاسع عشر وحتى1917 تسعى بالضغوط السياسية والمالية لإجبارإحد الدول على ذلك وكانت موافقة إنجلترا السابقة الذكر. وهكذا نجول إلى التعريف الثانى للعنصرية وهو تنفيذ ذلك بكل الوسائل التى وصلت لحد إخلاء الأرض بإرهاب أصحابهاالعرب وقتلهم، حتىلا يبقى بها غيراليهود المهاجرين من كل العالم، اليس ذلك هو تنفيذ الهدف بالطرق العنصرية. ثم داخل الهدف نفسه ما لا يستطيعون إنكاره من أن اليهود يملكون كل ما تقع أيديهم عليه وكل أرض يدخلونها هى ملكا لهم وبذلك يبررون ان ما أحتل قبل وبعد قرارالتقسيم هو ملكا لهم، وما أحتل عام 1967 هوأيضا ملكا لهم وكذلك أخذوا كل ما بقى من فلسطين و يطالبون حتى بخارجها، مصادر المياه في الجولان. ونأتى للتعريف الثالث والذى مارسته ومازالت تمارسه على غيراليهود، حيث يحق لكل يهودى فى العالم أن يهاجر إلى أرض فلسطين ويحصل على الجنسية فى حين لا يحق للفلسطينيين المشردين من أرضهم الأصلية العودة لها تحت أى ظرف، ثم أن حتى العرب المقيمين فى داخل الكيان الصهيونى لا يحق لهم أى من الأساسيات الثابتة للحقوق وهى الملكية والمساواة، فلا حق لهم التطلع للمناصب العليا فى الدولة ولا تعليم بذات المستوى الذي يتمتع به اليهود. وبعد اليس كل ذلك بعنصرية ؟ ويستمر مع كل ذلك صمت العالم، وإنكاره لذلك الحق وهى أن الصهيونية هى حركة عنصرية كما هو واضح مما عددنا كدليل على ذلك،ويستمر ذلك الصمت لأسباب عدة منها الضغط الصهيونى والسيطرة الإقتصادية والإعلامية وكذلك التملق الغربى لتلك الصهيونية التى تمارس له دورالمتابع والمعاقب للعرب المتمردين علىالإستعمار الغربى. لقد إستعمروا الأرض بعد 1967بنوا المستوطنات الفاخرة لليهود ليشجعونهم على سكنها وأمدوهم بالماء والسلاح للدفاع عن أنفسهم بينما العرب فى الأرض المحتلة لا يجدون أى مصدر رزق ولا سكن ولا مياه. أليست هذه هى العنصرية ؟ وإن لم تكن كذلك؟ فما هى العنصرية إذا؟ لعلنا فقدنا القدره على التمييز...!!

محمد شريف كامل
mohamedsherif@canada.com