صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour

أجساد موقوته
بقلم /ريا أحمد ـ اليمن

قلوب ثملة بعشق الوطن
أجساد تتبعثر فداء للوطن
وأرواح تٌخلد ليشمخ الوطن
في حين صارت الوظيفة اليتيمة لجيوشنا العربية تتمثل في حماية الحاكم من المحكومين والراعي من رعيته كان لا بد من أن تتخذ الأجساد الندية وظيفة أخرى ،وظيفة الجيش المدافع . وفي حين صارت البندقية العربية لا تصوب إلا على صدور الرعية ،ولا تسفك إلا دماء من يقتطعون من قوتهم من اجل شراء ما يكفل حماية الوطن من أعداء الوطن وليس من أبنائه كان لا بد من أن تكيف الأجساد نفسها لتتخذ دورا آخر يتمثل في السلاح . في الوقت الذي صار حكامنا يقدمون الولاء المطلق لأعداء الوطن بدعوى الخوف على الوطن كان لا بد من أن تقدم الأجساد الندية الولاء للأرض والوطن ولكن بلغة الجسد وما أبلغها من لغة ،بطريقة الحر وليس العبد وما اسماها من طريقة ،بالفعل وليس بالكلام وما أجداها من وسيلة. في اللحظة التي تتلعثم مشاعر حكامنا العرب وتتقن أفواههم البوح بكلام منمق ولكنه قديم لم يعد يجدي مع قلوب آمنت إيمانا كاملاً بأحقية الأرض وبحتمية الانتصار ،في هذه اللحظة صار للجسد أن يتحدث بمشاعر اكثر صدقا وبكلمات مرسومة على شفاه الصمت بريشة عربية خالصة لا تشوبها حقارة الدول الكبرى ولا نذالة الدول الصغرى . أجساد جعلت من الموت أسطورة فمن ذا الذي يفدي الوطن بشجاعة في زمن صار الخوف من آياته . للجسد لغة واحدة لا يتراجع عنها وإن سموه بالإرهابي فهو بطل والأسماء صارت لا تدل إلا على عكس مسماها ،وإن أفتى العلماء بتحريم توظيف الجسد كجيش جبار فهو بطل مغوار . أجساد تعي معنى أن تتبعثر أعضاءه من أجل أن تحتضن الأرض ..أرضه ،وطنه ،شرفه الذي عجز رجال الدين عن إصدار فتوى بفتح باب الجهاد لاستردادها ولكنهم افلحوا في تحريم الجهاد بطرق يرونها محرمة ويراها الأبطال مشروعة فأما أن يطبق الإسلام كما يجب وأما أن يخرس الجبناء لان الدين لا يٌجزأ كما أن الوطن لا يجزأ والقلب لا يجزأ والإيمان والعشق لا يجزأ .
نساء ثملة بعشق الوطن ..
رجال سكرى بحب الوطن ..
أطفال تضمخوا بدماء الوطن ..
أرواح فدوى لتراب الوطن ...
قلوب تنبض بحب ا..ل..و..ط..ن…
المواطنة :ريــا أحمـد
هذا الزمـان