صفحة المعلومات للعرب في المانيا
Redaktion & Gestaltung: A.M@nsour
محاكمة سيارة
ريــّـا أحمــد

كانت الثانية ظهرا ،الشمس في كبد السماء تكوي الشارع ومن فيه بحرارتها،وقفت مع زميلتي بانتظار تاكسي فارغ وقد نال التعب والإرهاق منا فثلاث محاضرات في اليوم أمر مجهد .
"وأخيرا تاكسي لا يهم السعر المهم يوصلنا "هكذا قلت لزميلتي ولكنها ذهبت لا للتفاوض على السعر ولكن لفتح تحقيق بدأ بالسؤال على مغالق السيارة الداخلية،فزميلتي تعرضت قبل اشهر لمحاولة خطف وهي في سيارة أجرة لا تعمل مغالقها الداخلية ،ولم تكتشف ذلك إلا عندما رأت شوارع تؤدي إلى المطار وليس إلى شارع حدة وعندما حاولت فتح الباب لتضغط على السائق فيوقف السيارة اكتشف ذلك الأمر المروع ،ولكنها تصرفت بحكمة عندما أخرجت مقص تحتفظ به في حقيبتها وهددت السائق من خلف رأسه .
سؤالها الثاني كان على منبه السيارة هل صوته قوي أم ضعيف ،فهي كما حكت لي ذات يوم تعرضت لصدمة عصبية عنيفة عندما دهست السيارة الأجرة التي أقلتها من الجامعة إلى البيت صبي في العاشرة من العمر بسبب عدم سماع الصبي لمنبه السيارة أثناء عبور السيارة إحدى الجولات .أما السؤال الأكثر غرابة فهو سؤالها عن إشارات السيارة الخلفية فهي ظلت في البيت لمدة شهرين عندما انكسرت رجلها جراء حادث مروري لسيارة أجرة أقلتها وسيارة أخرى"صالون" فأشارت السيارة الأجرة كانت عطلانه وبالتالي لم تؤشر للسيارة الصالون التي اصطدمت بها بقوة بعد التوقف لمفاجئ .
سؤال آخر آثار استغرابي وهو سؤالها عن مساحات الزجاج برغم الجو المشمس حيث تعرضت لحادث آخر بسبب تعطل مساحات الزجاج لإحدى السيارات الأجرة مما أدى إلى اصطدام السيارة بعمود الكهرباء ذات يوم ممطر.
وبينما كانت تود أن تسأله عن كابحات السيارة رمقها السائق بنظرة استنكار ودهشة.
"روحوا مشي أحسن لكم "كلمات رماها على مسامعنا وذهب ،وبالفعل بعد الانتظار الطويل رجعنا إلى منازلنا مشي على الأقدام ،وكانت المرة الأولى والأخيرة التي أرافقها خاصة وأني اقترحت عليها أن نأخذ دباب (ميني باص) ولكنها حكت لي حكايات عجيبة تربطها بالباصات الصغيرة سأحدثكم به مستقبلاً وها أنا الآن أفضل المشي تحت حرقة الشمس عن المواصلات الأجرة بأنواعها ..