تاريخ العرب الفريدماني
27/3/2002

إن مبادرة فريدمان اليهودي الأمريكي ـ عبدالله السعودي وبالمفهوم العربي للتاريخ ، هي فعلاً تاريخية .
ففريدمان البريطاني وفريدمان الفرنسي وفريدمان الإيطالي وفريدمان الصهيوني هم من صنعوا التاريخ العربي المعاصر بل هم من خططوا ورسموا بأقلامهم شكل وحجم غالبية الأقطار العربية المعروفة .
إن كل شيء في الوطن العربي يدور حول نقطة إرتكاز محورية يمكن تسميتها "نقطة فريدمان" .
ولا يختلف لورنس العرب او الجنرال اللنبي وكلوب باشا اوبلفور وغيرهم عن فريدمان الحالي إلا بالأسماء .
فمنذ مبايعة الملوك والأمراء العرب لبريطانيا الإستعمارية والمصير والتاريخ العربي هو فريدماني الطابع والمضمون .
القوانين والتشريعات المعمول بها في سائر الدول العربية هي أيضاً فريدمانية . أي حل للنزاعات الحدودية بين الأقطار العربية لا يعتمد على مرجعية فريدمانية لا يجد سبيلاً للنجاح .
نظرة بسيطة عبر حدود السعودية والكويت ، البحرين وقطر ، السودان ومصر ، المغرب والجزائر ، ليبيا ومصر ، سوريا ولبنان ، العراق والكويت ، اليمن والسعودية ... وغيرها ، تؤكد للناظر أن فريدمان هو منا وفينا كالسرطان في الجسد .
من هذا المنطلق نستطيع القول ان مبادرة فريدمان ـ عبدالله ليست سوى حلقة من حلقات التاريخ العربي الفريدماني .
لقد كتب على العربي ان يولد في سجن فريدماني ويعيش لخدمة فريدمان وحين يموت فسوف يدفن في قبر كتب على شاهده كلمة "مبادرة" بدلاً من "فاتحة".
إن العربي اليوم يعيش عصر الجاهلية الأولى بكل معانيها ، فهو يضحي بحريته ويقدمها قرباناً للحكام الذين يقومون بدورهم بتقديم الطاعة نيابة عنه لآلهة البيت الأبيض تماماً كما كان يفعل الجاهليون بأصنامهم وأزلامهم .
إن التاريخ العربي المعاصر هو عبارة عن قيود وسلاسل ومبادرات فريدمانية ، لا بد من كسرها وبأي ثمن ، والقمة العربية الحالية تمنح فرصة لذلك ولكن ليس بالغياب عن حضورها وإنما بالسفر الى هناك للقول لا .. لفريدمان ومبادراته .
وبالطبع فإن ذلك لن يحدث ولكن دعوا العبيد مثلي تحلم ولو في نومها بالإعنتاق والحرية .


احمد منصور