وطن القوافل التائهة في الصحراء العربية
22/3/2002
تركي السديري


لقد بدأت حملة اللوبي اليهودي ضد صحيفة الرياض السعودية تأخذ ابعاداً سياسية واسعة النطاق ، خصوصاً بعد تبني الإدارة الأمريكية لها.
وعلى الرغم من ان وكالات الأنباء نقلت خبر إعتذار الصحيفة ورئيس تحريرها (تركي السديري) ، إلا ان ذلك لم يخفف من وطأة هذه الحملة بل زاد من حدتها لتطال السعودية حكومة وشعباً على حد السواء .
ان ما جاء في مقالة أميمة احمد الجلاهمة عن استخدام اليهود للدم البشري لتحضير فطائر عيد البوريم والتي أثارت حفيضة الأمريكان واليهود ليس بالشيء الجديد ولا هو من خيال الكاتبة بل هي اشياء سبق لكتاب من اوروبا تداولها ونشرها ، أي ان هذه الأشياء ليست إختراعاً عربياً .
وكان بإمكان اليهود الرد على المقالة بحد ذاتها وتفنيد ما جاء فيها كما سبق لهم ان فعلوا في اوروبا .
لكن الواضح ان هذه الحملة تهدف الى تحقيق مطلبين اساسيين هما :
  • الضغط على ولي العهد السعودي لتعديل مبادرته الى ابعد الحدود وذلك على حساب الفلسطينيين وحقوقهم ، وهذا مطلب يهودي.
  • الضغط على السعودية لتغيير منهاجها التعليمية وممارسة المزيد من المراقبة على الجمعيات الخيرية السعودية والمتهمة بدعم ما يسمى الإرهاب ، وهذا مطلب امريكي .
    ولمعرفتنا بطبيعة المخلوقات التي تقود البلاد العربية وأنظمتها والتي ومن أجل مصالحها الذاتية في البقاء ، على أتم الإستعداد لتلبية نداء حتى الشيطان ، فإننا لا نشك في ان كلى المطلبين سيتحقق ، تماما كما ارادت امريكا واللوبي اليهودي .
    أخيراً ، هنالك مثل شعبي أثيوبي يقول " مع ان الجمل الذي يتقدم القافلة هو الذي يعيق مسيرتها، إلا ان الجمل الأخير هو الذي يتلقى الضربات" ، انه خير مثل ينطبق على العلاقة السائدة بين الحاكم والشعب في وطن القوافل التائهة في الصحراء العربية .


    احمد منصور