الخيار الآخر
15/4/2002

ليس ضعف هذه الأمة هو السبب في مهانتها، فالضعف بحد ذاته لا يبرر العجز إذا وجدت الإرادة ولا عجب ان لا يري النور من هو مصر على الجلوس في القاع ، وهذا ما نفعل .
فنحن أمة تلتهم كرامتها بعد ان تهضمها كل يوم ألف مرة ، حتى أصابها داء التخمة من كثرة الإبتلاع .
قوانين جميع الدول المتحضرة تنص على معاقبة كل من لا يمد يد العون والمساعدة لإنسان يتعرض للخطر واستناداً لهذا المفهوم بررت استراليا وامريكا وبريطانيا تدخلها العسكري لنجدة سكان تيمور الشرقية ولم يصف احدهم هذا التدخل بالحرب بل قالوا إنها كانت مهمة إنسانية ، هذا على الرغم من ان التيمور لم يتعرضوا لجزء بسيط من معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للذبح الحقيقي ... فلماذا لم يعتمد العرب هذه السابقة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من يد الجزار الصهيوني ؟ ولماذا تصور بعض القيادات العربية مطالبة الشعوب لها بنجدة الفلسطينيين على أن ذلك يعني إعلان حرب وليس مهمة إنسانية نصت عليها قوانين العالم المتحضر وألزمت تطبيقها ؟؟
لو كان الزعم بأن الحروب لا تحل مشكلة وأن الإستسلام السلمي هو الحل الأمثل ، صحيحاً ، ترى لماذا لا يأخذ الكيان الصهيوني وقوات التحالف بزعامة امريكا بهذه "الحكمة" العربية ؟؟؟
كما هو واضح للعيان فإن احداً من حكامنا لا يريد ان يرى الأشياء من خلال عيون الشعب البسيط وإنما يفضلون رؤية الدقيق من الأشياء بمنظار كبير . هذا المنظار عليهم إستيراده اولاً ، من الكيان الصهيوني او من امريكا ربما ، فدولنا العربية لا يمكنها تصنيع حتى خوازيق الحديد التي يجلس عليها سجناء الرأي "الملاعين" ولا قنابل داود المسيلة لدموع المتظاهرين "البلهاء" في الوطن العربي .
لكن عزاء هذه الأمة أن الآلهة أرسلت عليها هذا البول الأمريكي ، يطوف أرجاءها سعياً لتحقيق "السلام" ، فما علينا إلا أن ننتظر ونستنشق .. ونستنشق وننتظر .. أم أن لنا خيار آخر ؟
=================
احمد منصور