من أنهار العسل إلى أنهار الفودك
يعيشون الأحلام ويحلمون الحقيقة والتاريخ يأبى إلا أن يعيد نفسه
إن التاريخ لا يقاس بجداول السنين ولا بقدمه أو حداثته وإنما بقد ر ما يحتويه من مضامين وحقائق .
فمن منا لم يقرأ في كتب التاريخ ، كيف أن ثلة من رعاع " البشر " وخدم القصور الفرعونية ، شدت ذات يوم رحالها من ارض مصر وكل فرد منها يلحس على شفتيه الجافتين من أثر شمس سيناء الحارقة فيما يسيل اللعاب وهو يسارع الخطى لكي يحط في الأرض التي تسيل فيها (كما قيل له) أنهاراً من العسل .
وكيف أن هذه الثلة وحين لم تجد الأ نهار ولا العسل المزعوم ، كيف أنها إرتكبت بحق أجداد نا الكنعانيون المجازر وخربت الديار وحرقت الزرع واقتلعت الأ شجار .
وكيف أن أجداد نا ( قوم الجبارين ) قاوموا الغزاة حتى حطموا أُسطورتهم فما كان هناك من عسل يسيل بل سالت دماء يهود .
وظل أجدادنا يقارعون يهود حتى جاء من أرض العراق ملك بابل الأبية ( نبوخذ نصر ) كى يناصر إخوانه ويفتك بيهود ويطهر الديار من رجسهم ويحملهم سبايا الى بابل العراق التي ومن أجل ذلك تحاصر اليوم حصاراً لم يعهد له التاريخ مثيلاً في البشاعة والإجرام .
ويأبى التاريخ إلا أن يعيد نفسه ويعيد يهود إسطورتهم الأولى ولكن بثوب آ خر فيذهب أحبارهم الى ذاك الروسي الثمل الجائع والمحروق الحنجرة من شرب البنزين ليعدوه بأرض تسيل فيها أنهار الفودكا .
نعم الفود كا لأن العسل لآ يعني للروس شيئاً.
فيلحس هذا بلسانه على شفتيه المحروقتين من أثر البنزين فيما يسيل اللعاب وهو يسارع بالخطى و ..... و ..... لا أُريد هنا أن أُكمل لتحاشي التكرار .
وها هو ذاك الروسي المخدوع والذي بحث كثيراً عن أنهار الفود كا لا يجد سوى انهار دماء .
ومازال قوم الجبارين يسير على خطى الأجداد ويقارع يهود ولكن هذه المرة لا يوجد في الأ فق البعيد ما يشير على أن هناك نبوخذ نصر جديد .
ولكن هذا لن يحبط شعبنا بل يزيده إصراراً على الإ ستمرار .
لأن شعبنا يعي تماماً بأن وجو د " إسرائيل " هذه هو بمثانة صمام أمان لهذه الأنظمة وحكامها وهي رفيقة دربهم وهي التي أوصلتهم الى خوازيق " كراسي " الحكم التي يجلسون عليها ولم يتركوها منذ أن أسسوا كيان صهيون . فالمصير إذن مشترك وكذلك سيكون السقوط .
الآن وقد خرج المارد الفلسطيني من الزجاجة ليبادر بضرب عمق الكيان المرشح للزوال في تل أبيب مهدداً وجوده سوف نرى كيف أن سند بادات العرب يسارعون إلى عقد القمم باحثين عن كلمات السحر والشعوذة ( تماماً كما في حكايات الخيال وأفلام الكرتون ) لعلهم بذلك يعيدون هذا المارد إلى عمق الزجاجة كما سبق لهم أن فعلوا . .و لكن هذه المرة ولأنه حطمها فإن شعبنا لن يعود إلى الزجاجة كما يريدون منه .
ولن يخاف شعبنا تهديدات شارون ، هذا الخنزير المتنكر على هيئة إنسان .
حتى وإن عانقت أشلا ئنا الأ شلاء وصارت السماء من فوقنا أرضاً والأرض سماء لن نركع .. لن نركع . وليذهب الخنزير هو وزمرته وأعوانه من حاخامات النظام العربي إلى الجحيم . والنصر لنا لا محال .

احمد منصور