حرب من طرف واحد
بقلم : د . محمود عوض

****6/4/2002*****

من ناحية عسكرية محضة فإن بإمكان الدبابات "الإسرائيليه" أن تجتاح كل مدن وقرى فلسطين ذلك لأنه ليس هنالك جيش يواجهها وحينها وبعد الإجتياح تظل تلك الدبابات والمصفحات تحوم في الأزقة والشوارع تسحق رصيفا هنا وتدمر غرفة منزل هناك وتدير أنفها ماسورة مدفعها يمينا ويسارا لعلها تشتم رائحة رجل من رجال المقاومة .

غالبا رجال المقاومة وكما هي الحرب كر وفر يختفون ويتركون قيالق الدبابات تأكل نفسها من غيظها فتأخذ في مقارفة قتل طفل هنا وامرأة هناك وتغوص في دم المدنيين لتغوص من بعد في مستنقع الإدانة العالميه فأقل وصف توصف به اسرائيل هذه الأيام هو عنصرية ويصل الأمر بوصفها بالنازية

وفق مزاعم الناطق الرسمي بإسم جيش الإقتلاع تم القبض على حوالي الف مسلح فلسطيني وبافتراض أن ذلك صحيحا يتبقى 99 الف مسلح فحسب تقديراتهم هنالك مائة ألف مسلح وطبعا لا يشمل العدد المستشهدين ولا حتى المستشهدات .

واضح تماما أن جيش الإقتلاع الصهيوني ليس أمامه في النتيجة سوى خيارين إما أن يقفل راجعا مستخذيا يعرض غنائمه عددا من المسدسات وعددا من البنادق البدائيه وإما أن يقارف مجزرة في مكان ما .. يكون ضحاياها بالمئات وهذا هو المأزق .

على الأغلب وكما تسللت دباباته ومجنزراته إلى قلب المدن والمخيمات سينجح الجيش الفلسطيني بالتسلل والجيش الفلسطيني هنا هو مجرد فتاة تتمنطق بحزام أو شاب يتأبط قنبلة ومن ثم يكون الرد

سيفغر "الإسرائيليون" أفواههم دهشة .. وماذا فعل جيشنا وسيصرخون إنهم إرهابيون يقتلون المدنيين .

وللأسف نحن نفعل ذلك لا لأنه ردا عليهم بل لأنه ليس بيدنا حيله لخلق توازن العدل والرعب سوى اسلوب شمشون ( علي وعلى أعدائي يا رب ) .

بالإمكان ببساطه أن نتعهد بعملية فرز لإبعاد الطفل والشيخ والمرأة عن مرمى نيراننا وأحزمتنا الناسفه في حال أن يتعهد لنا العم سام بتزويدنا بدبابات وبأباتشي وساعتها سيكون من العيب كل العيب أن تخرج آيات الفلسطينيه لتنسف غنايات "الإسرائيليه" .

  • عدم التوازن بين الآليات العسكريه ليس له تعويض غير الأسلوب الإستشهادي :

  • فهم إجتاحوا مدننا وقرانا وحاصرونا في بيوتنا وأرعبوا أطفالنا وكان ذلك منذ البداية إسمه إحتلال وحين أخذنا في إجتياحهم بالأحزمة الناسفه بدأوا بالمقارنة الأخلاقيه .. بمعنى أن نحارب الدبابة بالدبابة .. ولكن يا حسره فليس لدينا دبابه وهم ليس لديهم آيات الأخرس .

    يقولون أنهم عوضوا تلك الدبابات التي فجرناها باستيراد غيرها وأن لديهم الكثير الكثير من دبابات مركفا .

    ونقول أننا عوضنا آيات الأخرس ففي سجل المواليد أطلق إسم آيات في أقل من أسبوع على أكثر من ثلاثين طفله من المواليد الجدد .

    المأساة التي تحملها التكنلوجيا الحديثه للجيش "الإسرائيلي" مستقبلا أن الحزام الناسف سيصبح الحزام الكيماوي أو البيولوجي .. فآيات القادمه رهيبة مخيفه قد تدمر مدينة بكاملها ويكون الرد "الإسرائيلي" مماثلا حينها يكون الفناء المطلق ..

  • الرابح من الفناء المطلق هو الفلسطيني :

  • قد يحدث ذلك بعد عام أو عشرة أعوام لكنه قادم على الطريق فهل يتوقف "الإسرائيليون" للتمعن في هذا القادم .

    إذا تمعنوا فلا بد أن يتفهموا أن المعادلة ستكون إما الفناء للجانبين وإما العدل للجانبيين .. وهم قد يعدون للعشرة قبل تلك اللحظة لكن الفلسطيني لن يعد حتى للواحد فليس لديه ما يخسره سوى رؤيتهم ومجرد رؤيتهم هو نوع من العذاب .