هي .. حُبلىِ
شعر : عبد الوهاب زاهده
******************************

كلما طافَ بها طَلْق
كلما لاحَ لها برق
قامَ فينا من يُبشّر
سوفَ يولد
وقريباً سوف يولد
ونُعسكر
في انتظارٍ وتَوكّل
نطبخُ الصبرَ ونأكل
***************
إعتصمنا .. في دهاليزِ الخنوع
دون نجمٍ أو سراجٍ أو شموع
نحتسي طوفانَ ذلٍّ وخنوع
نتلوّى ونُثرثر
نتغنى ونُكبّر
سوف يولد
وقريبا سوف يولد
غير أن الدهرَ ولّى
رحمُها أصبحَ كهلا
هو نفخٌ ليسَ إلا
حملها وهمٌ وكاذب
لم تضع إلا أرانب
وغثاءا وعقارب
إنها تشتاقُ فحلا
حينها تصبحُ حبلى
حينها يأتي المبشّر
هاتفا فينا يُكبر
( هيا هبوا لنعسكر
دونَ لغوٍ وتوكّل
نقطُفُ المجدَ ونأكل )
***************
أجهضوها
وأشاعوا
هيَ عاقر
ظلموها
وأذاعوا
أنّها _ يأساً _ تُعاقر
لقّحوها بخطابات المنابر
ضاجعوها
دون مهرِ من عساكر
ثم قلنا سوف يولد
وقريبا سوف يولد
إنتظرنا ..
ملّ منا الإنتظار
ونظرنا...
فإذا الدنيا بوار
بإختصارٍ .. بإختصار
ألمحُ الدولابَ دار
وجَدت في القوم بعلا
فارسا شهما وفحلا
يملأ الآفاق عدلا
إنه الحادي يبشّر
هاتفا فينا يكبر
هي حبلى
هي حبلى
حملت سيفاً و شبلا
هو ما نحتاجُ فعلا
هو أصلٌ ليس ظلا
سوفَ تعطينا بحق
بعدَ أوجاعٍ وطلق
مطراً يعقبُ برق

شعر : عبد الوهاب زاهده مع التحيات