يوميا يقصف حزب الله مواقع جيش الإقتلاع "الإسرائيلي" في مزارع شبعا وما أن يحل الليل حتى يتقلب بعض قادة لبنان ودول عربية أخرى في فراشهم يؤرقهم القلق خوفا من ردة فعل "إسرائيليه" .
نفس حالة القلق أصابت ( النشامى ذاتهم ) بعد عملية إختراق الحدود "الإسرائيليه" قبل ثلاثة أسابيع وتنفيذ عملية قرب مستعمرة شلومي فدب الذعر في قلوب هؤلاء خوفا من ردة فعل "إسرائيليه" .
مرت كل هذه العمليات دون رد لا لأن "إسرائيل" تجنح للسلام على الحدود اللبنانية ولا لأنها ليست قوية ولكن لأنها وقعت في فخ حسابات حزب الله .
حزب الله كما أكد وزير جيش الإقتلاع بنيامين بن إلعازر وكما أكد شمعون بيرس وزير الخارجية يملك صوارخ يصل مداها إلى عمق التجمعات السكانية حتى وسط "اسرائيل" بل إن بيرس ذكر بأن حزب الله يملك ما يقارب عشرة آلاف صاروخ.
هنا معضلة "اسرائيل" فمقابل أي عملية "اسرائيلية" واسعه تتوقع إنهمار صوارخ حزب الله على تجماعاتها السكانيه وهو ما سيفضي إلى إرباك "اسرائيل" كشعب وجيش بشكل لم تعرفه من قبل وليست قادرة على إمتصاصه .
الساخر في هذا الوضع هو أن قادة "اسرائيل" ينامون وأيديهم على قلوبهم خوفا من صواريخ حزب الله من ذات شاكلة خوف بعض قادة لبنان وآخرين من صواريخ "اسرائيل" .
توازن في الخوف يعيشه الجانبان وفقط حزب الله هو الذي لا يخاف لأنه حسب المعركة جيدا ولأنه يتحكم في إدراتها كواقع من الإستنزاف "لإسرائيل" لا مجال فيه سوى موقف واحد تلجأ إليه وهو التمثل في مقولة الشاعر ( إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها ) .
"اسرائيل" في وضع أكثر ما تحتاج فيه إلى إفشاء بعض من الإحساس بالأمن لسكانها فما بالك إذا تساقط صاروخان فقط في كريات شمونه وفي نهاريا .. السكان سيتدافعون إما للملاجىء وإما للرحيل إلى وسط "اسرائيل" وجنوبها .. بينما سيجد المتدافعون إلى الوسط وإلى الجنوب أن أهل تلك المناطق بدورهم يتكدسون في بيوتهم خوفا من العمليات الإستشهاديه .
الحل الوحيد تماما كما أعتقد هو ما حسبه حزب الله وهو أن "اسرائيل" ستبلع الموس وتصر أسناها غيظا وتوظف كل القنوات السياسية والديبلوماسية لوقف حرب حزب الله إنما لن تجرؤ إطلاقا على ضرب أية منشأة مدنية لبنانيه ذلك لأنها بذلك ستتلقى صواريخ في مدنها شمال "اسرائيل" .
المسألة إذن محسومة وهي أن "اسرائيل" ستدرك أن هدوء شمالها يستلزم هدوءا على الجبهة الفلسطينيه .
البديل عن ذلك هو حرب إستنزاف ستبقى تواجهه على الجبهتين وعبر ذلك سيتآكل اليمين "الإسرائيلي" ويصبح البلدوزر شارون مجرد بلدوزر لا من ورق وإنما من معكرونه .
قد يقول قائل ها هي "اسرائيل" ترد في الجنوب بغارات جوية وقصف مدفعي .. هذا صحيح ولكنها تضرب سفوح الجبال وقممها وتعرف أن ذلك لا يوقع جريحا بين مقاتلي حزب الله .. لكنه الرد الذي تدفن فيه أنظار شعبها إنه رد حفظ ماء الوجه لا أكثر ولا أقل
|